إن نهج بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في تحديد السياسة النقدية “متقلب”، ومن الضروري إعادة النظر في الاستراتيجية. وكان هذا ما قاله أحد أبرز خبراء الاقتصاد في العالم، محمد العريان، الرئيس السابق لشركة PIMCO والمستشار الاقتصادي الحالي في شركة Allianz، إحدى أكبر شركات تداول السندات في العالم. وتأتي دعوته بعد أن أشار أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى الحذر بشأن المزيد من خفض أسعار الفائدة الامريكية في رد فعلهم على بيانات سوق العمل والتضخم الأميركية الأخيرة التي فاقت الإجماع. وذلك بعد أسابيع قليلة من التصويت لصالح خفض سعر الفائدة بسخاء غير عادي بمقدار 50 نقطة أساس. ويضيف العريان: “ساهم الاعتماد المفرط على البيانات في التقلب ليس فقط في التوجيهات السياسية المستقبلية لبنك الاحتياطي الفيدرالي ولكن أيضًا في خطوات السياسة الفعلية”.
ويلخص العريان نهج بنك الاحتياطي الفيدرالي المتقطع في التعامل مع أسعار الفائدة:
– نهاية يوليو/تموز: لا خفض لأسعار الفائدة بسبب البيانات
– منتصف سبتمبر/أيلول: خفض ضخم لأسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بسبب البيانات
– منتصف أكتوبر/تشرين الأول: ميل نحو “الحذر من خفض أسعار الفائدة” بسبب البيانات.
ويقول العريان أيضا: “لم يقتصر هذا النوع من التقلب على الأشهر الثلاثة الماضية. فقد استمر لمدة ثلاث سنوات حتى الآن. ونأمل أن تترسخ العلامات المبكرة لتحول بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى الجمع بين الاعتماد على البيانات والمزيد من النهج الاستراتيجي”.
وبشكل عام لقد ساهمت الرسائل والإجراءات التفاعلية التي اتخذها بنك الاحتياطي الفيدرالي في تقلبات أسعار الدولار الأمريكي في الأشهر الأخيرة. فقد انخفض الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته في عدة سنوات مقابل مجموعة من العملات قبل وبعد خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس. ولقد تعافى منذ ذلك الحين مع قيام أعضاء لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية ال FOMC بسحب زمام الأمور. وكان قد سجل الاقتصاد الأمريكي بيانات أفضل من المتوقع في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، مع استمرار سوق العمل في إضافة الوظائف وبدء التضخم في الارتفاع مرة أخرى.
وفى هذا الصدد قال عضو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ال FOMC كريستوفر والر يوم الاثنين بإن هذا يعني أن المزيد من الحذر مطلوب بشأن خفض أسعار الفائدة في المستقبل. ومن جانبه قال عضو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ال FOMC نيل كاشكاري بإنه سيكون من المناسب النظر في تخفيضات متواضعة لأسعار الفائدة في المستقبل، وأن بنك الاحتياطي الفيدرالي على حافة هدف التضخم بنسبة 2%.
وفي الأسبوع الماضي، قال رافائيل بوسيك من اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة: “أنا مرتاح تمامًا لتخطي اجتماع إذا كانت البيانات تشير إلى أن ذلك مناسب”. وقالت زميلته ماري دالي بإن هناك مجالًا للإبقاء على أسعار الفائدة الامريكية دون تغيير الشهر المقبل، قائلة: “من المرجح أن يتم خفض أسعار الفائدة مرة أو مرتين هذا العام”.
