فى حدث هام ومثير اليوم الاربعاء 10 ديسمبر 2025 . من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الامريكية بمقدار ربع نقطة مئوية، ولكن قد يركز المستثمرون بشكل أكبر على خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وملخص التوقعات الاقتصادية لمسؤولي البنك المركزي الامريكى.
وبعد ذلك : يبقى السؤال مطروحًا حول ما إذا كان خفض أسعار الفائدة سيستمر في عام 2026 ؟

حدوث ذلك، سيؤدي إلى مزيد من الانخفاض في تكاليف الاقتراض، الأمر الذي من شأنه أن يحسن معنويات المستثمرين تجاه المخاطرة بشكل عام. وإذا أشارت تصريحات باول أو ملخص التوقعات الاقتصادية للاحتياطي الفيدرالي إلى أن البنك المركزي الامريكى قد لا يخفض أسعار الفائدة بشكل كبير، أو حتى على الإطلاق، في عام 2026، فقد تتأثر الأصول عالية المخاطر سلبا.
وفى المقابل وبعد أسبوع من الحدث، سوف يتصدر بنك اليابان المشهد. حيث قد يؤدي رفع سعر الفائدة المحتمل، بعد سنوات من أسعار الفائدة السلبية، إلى عودة رؤوس الأموال إلى اليابان، ورفع عوائد السندات الأمريكية، وتشديد السيولة العالمية. وعادةً ما يُؤدي هذا التحول إلى الضغط على الأصول الخطرة.
الاسواق المالية قبل القرار الامريكى
حسب الاداء عبر منصات شركات التداول الموثوقة. فقد تراجع سعر الدولار الامريكى بشكل طفيف، متراجعًا عن بعض مكاسبه في الأيام الأخيرة، مما يعكس التوقعات بأن خفض سعر الفائدة قد يتبعه حذر من جانب الاحتياطي الفيدرالي بشأن احتمالات المزيد من التخفيضات في الأشهر المقبلة. وعليه فقد أنخفض مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) والذى يقيس أداء العملة الامريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية الاخرى بنسبة 0.1% إلى 99.082.
وفى نفس الاداء فقد أنخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بشكل طفيف في تعاملات ما بعد الظهر في آسيا، مما يشير إلى أن المستثمرين قد اتخذوا بالفعل مراكزهم تحسبًا لقرار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق اليوم. وحسب التداولات فقد أنخفض عائد سندات الخزانة الامريكية لأجل عامين بمقدار 0.4 نقطة أساس ليصل إلى 3.608%، بينما انخفض عائد السندات لأجل 10 سنوات بمقدار 0.6 نقطة أساس ليصل إلى 4.179%.
وعلى صعيد الاسواق العالمية الاخرى. فقد أستقرت أسعار النفط بشكل عام مع متابعة المستثمرين للجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وفي بداية التداولات، ارتفع سعر خام برنت بنسبة 0.1% ليصل إلى 62.05 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 58.38 دولارًا للبرميل.
وأيضا فقد أنخفضت أسعار الذهب في بداية التداولات، ولكنها استمرت في التذبذب فوق مستوى 4200 دولار. وتراجعت العقود الآجلة في نيويورك بنسبة 0.1% لتصل إلى 4231.10 دولارًا للأونصة، بينما انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.2% ليصل إلى 4198.69 دولارًا للأونصة. وفي المقابل، ارتفعت العقود الآجلة للفضة إلى مستويات قياسية جديدة، حيث يتم تداولها الآن فوق 61 دولارًا للأونصة.
مستقبل معدلات الفائدة الامريكية فى العام 2026
حسب رؤية ومتابعة خبراء الاقتصاد. بينما يُعتبر خفض سعر الفائدة الامريكية بمقدار ربع دولار أمرًا متوقعًا إلى حد كبير، سيراقب المستثمرون عن كثب أي مؤشرات تدل على توجه السياسة النقدية في عام 2026. ويتوقع بينك خفضين لسعر الفائدة العام المقبل، ولكنه أكد أن الرئيس القادم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يُؤثر على نقاشات السياسة النقدية. كما أشار إلى أن نشاط الميزانية العمومية يُمثل محورًا متزايد الأهمية، متوقعًا شراء سندات خزانة بقيمة 40-60 مليار دولار شهريًا لإدارة السيولة واستقرار أسواق إعادة الشراء.
وعموما فأن خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد لا يُعزز الأسواق فورًا. وعلى الرغم من التفاؤل، غالبًا ما كانت ردود فعل السوق عقب اجتماعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ال FOMC متقلبة. وحسب الخبراء فأن الأسواق ستشهد “اندفاعًا هائلاً” إذا انخفضت أسعار الفائدة النظرية التقليدية، ولكن عمليات البيع الأخيرة تُظهر أن المتداولين يستجيبون بشكل أكبر لنبرة بنك الاحتياطي الفيدرالي وتوجيهاته الفورية أكثر من استجابتهم لخفض أسعار الفائدة وحده.
ومع وجود التوقعات مُسعّرة بالفعل، قد يتوقف قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ال FOMC في ديسمبر في نهاية المطاف بشكل أقل على حجم الخفض وأكثر على مدى إقناع رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في رسم مسار الاحتياطي الفيدرالي حتى عام 2026.