على الرغم من الارتداد الصعودى الاخير لزوج اليورو مقابل الدولار الامريكى EUR/USD بمكاسب أمتدت الى مستوى المقاومة 1.1918 بالقرب من الاعلى له منذ أكثر من أربع سنوات وسعر اليورو دولار الان حول مستوى 1.1730 الان. يعتقد محللو BCA ريسيرش أن تراجع الدولار الامريكى قد وصل إلى نهايته.
الرسم البيانى المباشر لزوج اليورو مقابل الدولار الامريكى
الدولار الامريكى مرشح للقوة من جديد
حسب توقعات خبراء تداول العملات الفوركس. سيحدد أداء الدولار الامريكى قدرة اليورو على الارتفاع، مما يؤكد دور الدولار الرئيسي في تحديد اتجاه السوق الحالي. وفي هذا السياق، يشير تحليل حديث من BCA ريسيرش، وهي شركة استشارات بحثية واستراتيجية مستقلة، إلى أنه قد يصعب استمرار انخفاض الدولار الامريكى نظراً لوصول بعض العوامل إلى نقطة التشبع. وحسب ما ورد فى توقعاتهم “نوصي بأستراتيجية شراء اليورو مقابل الدولار الامريكى على المدى القصير، نظراً لاستمرار عدم استقرار المؤشرات الفنية والاقتصادية. وقد أظهر الدولار مرونة رغم الأحداث السياسية، ومع توقعات خفض الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي، فإن لدى الدولار الامريكى مجالاً للارتفاع”.
وحسب منصات شركات التداول الموثوقة. فقد أرتفع سعر اليورو مقابل الدولار الامريكى إلى 1.19 قبل قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى الأسبوع الماضي، لكنه تراجع بعد القرار مع إدراك أن فرص خفض الفائدة إضافية محدودة. وبعد ذلك بقليل تعرض لعمليات بيع على أعتاب الدعم 1.1700 وعليه يشير BCA إلى أنه من المرجح أن يستقر السعر مع انتهاء موجة تراجع الدولار الأخيرة.
ومع توقع المحللين أن يصل اليورو مقابل الدولار إلى 1.20، تشير نتائج BCA إلى احتمال عدم تحقيق هذا التوقع. حيث أضافوا بالقول”لم يصل اليورو مقابل الدولار الامريكى إلى مستويات قياسية جديدة. كما لم تتمكن أسهم الشركات الأوروبية من تحقيق ارتفاعات جديدة منذ بداية الشهر. ومع تراجع المؤشرات الاقتصادية الأوروبية مقارنة بالولايات المتحدة، سيستمر تفوق أسهم الشركات الأمريكية على نظيراتها الأوروبية”.
سياسات بنك الاحتياطى الفيدرالى تحت المجهر
وحسب توقعات العملات. يساعد على دعم استقرار الدولار الامريكى في هذه المرحلة توقعات خفض الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما أكده تصريحات أعضاء لجنة السياسة النقدية التابعة لبنك الاحتياطي الفيدرالي. ويتولى هؤلاء المسؤولون تحديد سعر الفائدة على قروض البنوك لدى الاحتياطي الفيدرالي، وقد ساد التوجه نحو الحذر في تصريحاتهم فى بداية تداولات هذا الاسبوع، حيث أكدوا عدم وجود حاجة ملحة لخفض أسعار الفائدة. وكانت هذه التصريحات تعكس بشكل عام وجهة النظر الأكثر تشدداً. ويشير التحليل الفني إلى احتمالية ارتفاع سعر صرف اليورو مقابل الدولار. ومن جانبه فقد قالت بيت هاماك من فرع الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند: “أشعر بالقلق من أنه إذا تم رفع القيود المفروضة على الاقتصاد، فقد يعود التضخم للارتفاع مجدداً”.
أما رافائيل بوسطيك من فرع بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، فقد رأى أنه “لا توجد مبررات كافية لخفض أسعار الفائدة أكثر”، نظراً لعدم توقع عودة معدل التضخم إلى 2% قبل عام 2028. وأضاف في مقابلة مع وول ستريت جورنال: “أنا قلق من ارتفاع التضخم المستمر، ولذلك لا أرى ضرورة لخفض أسعار الفائدة في الوقت الحالي، لكننا سنرى ما سيحدث”.
وأما ألبرتو موسالم من فرع بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، فرأى أن “المجال المتاح لخفض أسعار الفائدة محدود”، ما لم تتدهور سوق العمل أكثر. وفي سياق متصل، قال ستيفان ميران، أحد أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي المعين حديثاً، إن السياسة النقدية الحالية مشددة للغاية، داعياً إلى خفض أسعار الفائدة الامريكية بنسبة 2% لتكون السياسة النقدية في المستوى المناسب.
وعموما يشير هذا التباين في الآراء إلى أنه على الرغم من احتمالية خفض أسعار الفائدة، إلا أن هذا الخفض سيواجه معارضة، وأن الدولار قد وصل إلى أدنى مستوى له.