كما توقعت من قبل بأن تصحيح سوق الذهب الأسبوع الماضي سيكون قصير الأجل حيث أدى الانخفاض الحاد في الأسهم الأمريكية إلى تجدد الطلب على شراء سبائك الذهب الملاذ الآمن. وفى بداية تداولات هذا الاسبوع وحسب منصات شركات تداول الاسهم…. فقد بدأت عمليات بيع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 وذلك بعد أن قال الرئيس الامريكى دونالد ترامب بإن الرسوم الجمركية التي فرضها بنسبة 25٪ على الواردات الكندية والمكسيكية ستدخل حيز التنفيذ في منتصف ليل الثلاثاء. وفي نفس الوقت، فقد مدد ترامب أيضًا الرسوم الجمركية على السلع الصينية، مما دفع الولايات المتحدة إلى حرب تجارية عالمية.
شارت سعر الذهب
تراجع الاسهم الامريكية زاد من شراء الذهب
خلال جلسة تداول الاثنين الماضى تراجع مؤشر الأسهم الامريكية الواسع بمقدار 104 نقاط واستمر في انزلاقه يوم الثلاثاء. وكان قد أنخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى ما دون الدعم الحرج عند 5800 نقطة. واعتبارًا من الساعة 10:05 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، كان المؤشر يتداول عند 5763 نقطة، بأنخفاض 86 نقطة أو ما يقرب من 1.5٪. وفي نفس الوقت ، دفعت أسعار سبائك الذهب بقوة إلى ما يزيد عن 2900 دولار للأوقية؛ واليوم يرتفع سعر الذهب الى مستوى 2927 دولار للاوقية.
وبشكل عام فقد قضت مخاوف التعريفات الجمركية تمامًا على مكاسب سوق الأسهم بعد الانتخابات الرئاسية الامريكية. وعلى أثر ذلك يرى خبراء السلع في ساكسو بنك، بإن سعر الذهب لديه مجال للارتفاع بعد تصحيحه الضحل. وقالوا بإن هدف 3000 دولار عاد إلى اللعب وقد يحدث بأقرب مما كان متوقعا فى السابق.
وأضاف خبراء ساكسو بنك: “لا تزال التوقعات للذهب داعمة، خاصة بالنظر إلى العمق المحدود لأحدث تصحيح، مما يشير إلى الطلب القوي على الرغم من ضغوط البيع من المتداولين الذين يركزون على التقنية. وبالإضافة إلى التنويع والطلب على الملاذ الآمن، فمن المرجح أن يستمر سوق الذهب في الاستفادة من عمليات الشراء من البنوك المركزية مع استمرار مخاوف الديون المالية”.
وإلى جانب عدم اليقين الجيوسياسي الذي يدعم جاذبية الملاذ الآمن للذهب، قال الخبراء بإن المعدن النفيس يستفيد من الضعف المتزايد في الدولار الأمريكي حيث يختبر مؤشر الدولار الأمريكي DXY الدعم الحاسم عند 105 نقاط. وفى نفس الوقت، أشاروا إلى أن تباطؤ النشاط الاقتصادي يرفع التوقعات بأن يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة الامريكية هذا العام، حتى لو ظل التضخم مرتفعًا.
وأضافوا بالقول: “بينما ندرك تمامًا أن لا شيء يسير في خط مستقيم – ربما بأستثناء ضخ ترامب للعملات المشفرة وبيعها – فإننا نحافظ على هدفنا الذي تم رفعه مؤخرًا عند 3300 دولار”.
وفيما يتعلق بمدى إمكانات الذهب، أشار المحللون إلى أن الطلب الاستثماري على المنتجات المتداولة في البورصة المدعومة بالذهب شهد قفزة كبيرة في الأسابيع القليلة الماضية حتى مع بقاء الاهتمام المضاربي المتقلب هبوطيًا. وأضافوا بالقول “بينما أرتفع الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالسبائك في الشهر الماضي، فإن إجمالي الحيازات عند 85.8 مليون أوقية لا يزال أقل بكثير من ذروة عام 2022 الأخيرة البالغة 107 ملايين”.
وبشكل عام يظل الذهب العملة الاحتياطية النهائية، حيث تعمل البنوك المركزية والحكومات على إضافة الاحتياطيات. وفي حين أن 3000 دولار للأوقية هو مستوى نفسي، فإن الهدف الصعودي التالي هو أعلى مستوى تم تعديله وفقًا للتضخم في عام 1980.