عزيزى مستثمر الذهب أحذر: ربما بلغت أسعار الذهب ذروتها

توقع بنك استثماري كبير أن يكون ارتفاع أسعار الذهب القياسي خلال الأشهر القليلة الماضية “قد بلغ ذروته من حيث التوجهات”، وذلك على الرغم من وصول سعر الذهب إلى مستويات قياسية جديدة اليوم بتخطى حاجز ال 4200 دولار للاوقية الاعلى فى تاريخ سعر الذهب، مدفوعةً بتهديد الرئيس الامريكى دونالد ترامب الأسبوع الماضي بعرقلة التجارة مع الصين.

الرسم البيانى المباشر لسعر الذهب

هل يشهد الذهب تصحيح فنى لاسفل ؟

وفى هذا الصدد قال محللين أسواق الذهب لدى دويتشه بنك بأنه على الرغم من عدم توقعه “لتصحيح وشيك”، إلا أن طول وشدة ارتفاع أسعار الذهب اللحظية زادا من احتمالية “فترة من السلوك الحيادي”. وكتب محللين السلع لدى دويتشه بنك، في مذكرة: “ربما يكون ارتفاع أسعار الذهب خلال شهري سبتمبر وأكتوبر قد بلغ ذروته من حيث التوجهات”. وأضافوا بالقول: “فقد أستمرت فترات التوجه… في المتوسط لمدة 19 يومًا خلال السنوات الثلاث الماضية، لذا فإن الفترة الحالية، التي تبلغ 29 يومًا (وما زالت مستمرة)، أطول من المتوسط”.

وبشكل عام فقد ساهمت المخاوف بشأن تضخم ديون الحكومات الغربية وموجة الأزمات السياسية في ارتفاع سعر الذهب إلى ما يزيد عن 4000 دولار للأونصة الأسبوع الماضي، بعد مرور ما يزيد قليلاً عن ستة أشهر منذ أن تجاوز 3000 دولار لأول مرة في مارس.

وحسب منصات شركات تداول الذهب. فقد أرتفع السعر الفوري للمعدن الاصفر – وهو ملاذ آمن يُستخدم تقليديًا للتحوط من التضخم – بأكثر من 22% منذ أغسطس، بالتزامن مع مكاسب ملحوظة لعملة البيتكوين وغيرها من العملات المشفرة. وقد وصف البعض هذا الارتفاع بـ”صفقة تخفيض القيمة”، نظرًا لمخاوف المستثمرين من أن الحكومات ستسعى إلى خفض قيمة عملاتها كوسيلة لتسديد ديونها بالتضخم.

الأزمات السياسية تدعم ارتفاع الذهب

وكانت قد أضافت الأزمة السياسية المستمرة في فرنسا، والتي شهدت استقالة رئيس وزرائها بعد أقل من 24 ساعة من تعيين حكومته، والإغلاق الحكومي الامريكى الممتد، إلى هذا الارتفاع القياسى. وتستعد اليابان أيضًا لتعيين رئيس وزراء مؤيد لخطة التحفيز الاقتصادي، والذي سبق أن دعا البنك المركزي اليابانى إلى خفض أسعار الفائدة، وهو ما كان يُمثل دعمًا تقليديًا للذهب. وكانت قد أكتسب ارتفاع الأسعار زخمًا إضافيًا عندما هدد دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 100% على جميع الواردات من الصين يوم الجمعة الماضية، وذلك بعد أن اختار الرئيس الصينى شي جين بينغ تشديد القواعد على صادرات البلاد من المعادن الأرضية النادرة. وعلى الرغم من سعي الرئيس الأمريكي لتهدئة التوترات المتصاعدة في منشور على موقع “تروث سوشيال” يوم الأحد، إلا أن السعر الفوري للذهب أستمر في تحقيق مكاسبه.

وأضاف دويتشه بنك بإن أحدث طفرة في أسعار الذهب، والتي كانت تُتداول عند ما يزيد قليلاً عن 2000 دولار للأونصة في بداية عام 2024، من المرجح أن تتلاشى مع فقدان زخم الارتفاع. ولكن الخبراء أضافوا بأن أي تباطؤ لا يعني بالضرورة “تصحيحًا وشيكًا”، قائلين بإن بيانات صناديق التتبع أظهرت “أن المستثمرين قللوا من مشترياتهم في الأسبوع الماضي، لكنهم لم يبيعوا”.