تعرف على قيمة مناجم الذهب بعد المكاسب القياسية الاخيرة

شهد سوق تداول الذهب أداءً قويًا حتى الآن هذا العام 2025، حيث وجدت الأسعار دعمًا جديدًا فوق المقاومة النفسية 3600 دولار للأونصة، وعليه فقد أشار أحد البنوك إلى أن أهتمام المستثمرين بالذهب لا يزال لديه مجال واسع للنمو. وعموما لم يكن الذهب أحد أفضل الأصول أداءً هذا العام فحسب، حيث ارتفع بنسبة تقارب 40%، بل هناك أيضًا تفاؤل متزايد بأن السوق يدخل في دورة صعودية طويلة الأجل. وكان قد بدأ قطاع المعادن الثمينة بأكمله، بما في ذلك أسهم التعدين، يشهد الآن مكاسب واسعة النطاق.

قطاع تعدين الذهب

وفى هذا الصدد. يرى العديد من المحللين أن العامل المفقود في ارتفاع سعر الذهب كان حركة الأسعار المخيبة للآمال في قطاع التعدين، حيث لم تساهم هوامش الربح القياسية والتدفقات النقدية الحرة في جذب رؤوس أموال جديدة. ومع ذلك، بدأت المشاعر تتغير مع وصول صندوق فان إيك لتعدين الذهب (المدرج في بورصة نيويورك تحت الرمز: GDX) مؤخرًا إلى مستويات قياسية، متجاوزًا ذروته التاريخية السابقة التي سجلها قبل 14 عامًا.

وفي حين يتزايد الزخم في قطاع التعدين، صرّح محللون في بنك أوف أمريكا بأن الطلب لا يزال أقل من ذروته السابقة مقارنةً بحصص الأسهم العالمية. وفي مذكرة نُشرت الأسبوع الماضي، أفاد المحللون بأن تزايد أهتمام المستثمرين دفع إجمالي القيمة السوقية لقطاع الذهب العالمي إلى ما يزيد قليلاً عن 550 مليار دولار. وأضاف المحللون: “هذا يزيد عن ثلاثة أضعاف أدنى مستوى سُجّل في دورة 2022، والبالغ 170 مليار دولار، وأكثر من ثمانية أضعاف أدنى مستوى سُجّل في دورة 2016، والبالغ 70 مليار دولار. ومن اللافت للنظر أن إجمالي القيمة السوقية لقطاع الذهب العالمي أصبح الآن يقارب ضعفي أعلى مستوى سُجّل في دورتي 2020 و2011، والبالغ 331 مليار دولار و334 مليار دولار على التوالي”.

ومع ذلك، أشار بنك أوف أمريكا أيضًا إلى أنه مقارنةً بتداول الأسهم العالمية، يُمثّل قطاع التعدين حوالي 0.39% من إجمالي القيمة السوقية العالمية – وهو ما يتماشى تقريبًا مع المستويات التي سُجّلت قبل خمس سنوات، ولكنه أقل بكثير من ذروته في عام 2011 البالغة 0.71%.

وعليه نتساءل، إذا أستمرت الدورة الحالية لفترة كافية، هل يمكن الوصول إلى نسبة 0.71% مجددًا؟ يبدو ذلك ممكنًا من وجهة نظرنا، كما قال المحللون. وبأفتراض عدم حدوث أي تغيير في إجمالي القيمة السوقية الحالية للأسهم العالمية، فإن قطاع الذهب العالمي، والذي يمثل 0.71% من الإجمالي العالمي، يعني أن القيمة السوقية تبلغ حوالي 990 مليار دولار. وعلى الرغم من أن قطاع التعدين بدأ يجذب رؤوس الأموال، إلا أن المحللين أشاروا إلى أن التقييمات لا تزال أقل من قمم السوق السابقة.

وأفاد بنك أوف أمريكا أنه على أساس مكرر ربحية السهم (EV/EBITDA) لمدة اثني عشر شهرًا، يُتداول القطاع عند 11.0x، بأنخفاض عن ذروته في عام 2020 البالغة 15.4x. وفي الوقت نفسه، على أساس نسبة السعر إلى صافي قيمة الأصول، يُتداول القطاع عند 1.88x، مقارنةً بذروته في عام 2020 البالغة 2.27x وذروته في عام 2011 البالغة 2.19x.

ويشير كلا المقياسين إلى وجود مجال لتوسع التقييم. وإذا عدّلنا المضاعفات الحالية لأسعار الذهب الفورية، فإن مضاعف القيمة الحالية لمؤشر القيمة الحالية لمؤشر EV/EBITDA للقطاع يبلغ 11.7 ضعفًا، ونسبة السعر إلى صافي قيمة الأصول الحالية 1.39 ضعفًا، مما يشير إلى احتمالية أكبر لارتفاع مضاعفات التقييم في حال استمرار هذا الزخم، وفقًا للمحللين.

وتأتي التوقعات المتفائلة لبنك أوف أمريكا بشأن قطاع تعدين الذهب في ظل استمرار توقعات البنك بأستمرار ارتفاع أسعار السلع الأساسية. فحتى بعد الارتفاع التاريخي الذي شهده هذا العام ليصل إلى مستويات قياسية تتجاوز 3600 دولار للأونصة، يؤكد محللو السلع الأساسية أن المعدن الاصفر لا يزال يتمتع بإمكانيات كبيرة للارتفاع.

توقعات أسعار الذهب فى الاشهر المقبلة

يتوقع خبراء تداول الذهب لدى بنك أوف أمريكا أن يبلغ متوسط أسعار الذهب حوالي 4000 دولار للأونصة في الربع الثاني من عام 2026. وفي تقرير نُشر الشهر الماضي، كرّر البنك توقعاته المتفائلة، حيث يتوقع أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى دورة تيسير جديدة في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وأضاف المحللون بالقول: “إن التخفيضات المحتملة لأسعار الفائدة وسط ارتفاع التضخم تُهيئ أرضية خصبة لانخفاض قيمة الدولار”. و”إن خفض أسعار الفائدة في بيئة من التضخم المرتفع باستمرار من شأنه، على الأرجح، أن يدفع المعدن النفيس إلى الارتفاع.”