أرتفعت واردات الهند من الذهب والفضة بنسبة تقارب الضعف من شهر أغسطس إلى سبتمبر 2025، وذلك على الرغم من ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، وفقًا لمصادر تجارية وحكومية. وفى هذا الصدد فقد سارع كلا من البنوك وأصحاب متاجر المجوهرات إلى زيادة مخزونهم هذا الشهر استعدادًا للأعياد والمهرجانات، بالإضافة إلى توقعات بارتفاع ضريبة الاستيراد نهاية الشهر.
الرسم البيانى المباشر لسعر الذهب
ومن جانبه قال مسؤول حكومي لوكالة رويترز: “شهدنا خلال الأسبوعين الماضيين عمليات إدخال كميات كبيرة من سبائك الذهب إلى البلاد عبر المنافذ الحدودية”. وأضاف بالقول: “لم نشهد مثل هذا الزخم منذ سنوات”. وأشار أيضا إلى أن الحكومة الهندية تتوقع زيادة أكبر في عمليات الإدخال في آخر أيام الشهر، قبل تطبيق الزيادة المحتملة في رسوم الاستيراد على كلا من الذهب والفضة. وتراجع الحكومة الهندية سعر الاستيراد الأساسي كل 15 يومًا، ويستخدم هذا السعر لحساب ضريبة الاستيراد.
ومن جانبه قال تشيراج ثاكار، الرئيس التنفيذي لمجموعة أمارابالي، إحدى أكبر شركات استيراد المعادن الثمينة في ولاية غوجارات: “يسارع البنوك وتاجروا المعادن الثمينة إلى إدخال الواردات قبل تطبيق السعر الأساسي الجديد يوم الأربعاء”. وأضاف بالقول: “رغم وصول أسعار الذهب والفضة إلى أعلى مستوياتها، فقد أستمر الطلب على الشراء، وزاد الطلب على الاستثمار”.
وأوضح أن مجموعة أمارابالي زادت مشترياتها من الذهب والفضة في سبتمبر إلى أكثر من الضعف مقارنة بالشهر السابق.
ولكن الخبراء يحذرون من أن هذا الارتفاع في الواردات قد يضعف الروبية الهندية ويوسع عجز الميزان التجاري. وتشير بيانات وزارة التجارة إلى أن الهند أنفقت 5.4 مليار دولار لاستيراد 64.17 طن من الذهب و451.6 مليون دولار لـ 410.8 طن من الفضة في أغسطس. ومن المقرر نشر بيانات التجارة لشهر سبتمبر في منتصف أكتوبر. ومن جانبهم فقد أمتنع تجار المجوهرات في الهند عن شراء الذهب والفضة لعدة أشهر، على أمل انخفاض الأسعار، ولكنهم الآن مضطرون لدفع مبالغ إضافية لتوفير المخزون استعدادًا للأعياد مع استمرار ارتفاع الأسعار، وفقًا لما قاله تاجر في بنك خاص للمعادن الثمينة في مومباي. وسيحتفل الهنود بعيد ديوالي في أكتوبر، وهو مناسبة يعتبر فيها شراء الذهب رمزًا للبركة.
وكان قد فرض التجار في الهند مبالغ إضافية تصل إلى 8 دولارات للأونصة فوق الأسعار الرسمية المحلية هذا الأسبوع، بما في ذلك ضريبة الاستيراد البالغة 6% وضريبة المبيعات 3%. وفى هذا الصدد قال تاجر معادن ثمينة في سنغافورة: “يُفاجئ الطلب القوي من الهند السوق، خاصة مع استمرار ضعف الطلب من الصين”. في الصين، وسّع تجار المعادن الثمينة نطاق خصوماتهم هذا الشهر إلى ما بين 31 و71 دولارًا للأونصة الواحدة فوق أسعار الذهب العالمية، وهو أكبر خصم تشهده البلاد منذ عدة سنوات.