يواصل سوق تداول الذهب أستقراره، غير قادر على الحفاظ على مكاسبه فوق المقاومة النفسية 4000 دولار للأونصة. ومع ذلك، تتوقع إحدى المؤسسات المالية أن يستعيد الذهب توازنه في الربع الأول من العام 2026.
الرسم البيانى المباشر لسعر الذهب
توقعات صعود الذهب لا تزال الاقوى
حسب الاداء عبر منصات شركات تداول الذهب. وعلى الرغم من أن مؤشر سعر الذهب لا يزال أقل بكثير من أعلى مستوياته التاريخية المسجلة الشهر الماضي، إلا أن خبراء أسواق السلع في بنك ING، ذكروا فى تقريرهم الشهري عن الذهب بأنهم مفتائلون بشأن مستقبل أرتفاع سعر. وقالوا بإنهم لا يزالون يتوقعون أن يبلغ متوسط أسعار الذهب حوالي 4000 دولار في الربع الرابع، مع ارتفاع متوسط الأسعار إلى 4100 دولار في الربع الأول من عام 2026.
وأضافوا في تقريرهم: “حتى بعد التراجع الأخير، لا تزال أسعار الذهب مرتفعة بأكثر من 50% منذ بداية العام 2025. ولا تزال عوامل الدعم الرئيسية، بما في ذلك طلب البنوك المركزية والأصول الملاذة الآمنة، قائمة. ومن المتوقع أيضًا استئناف شراء صناديق الاستثمار المتداولة، حيث من المرجح أن يواصل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة”.
وبشكل عام. نعتبر التصحيح صحيًا وليس أنعكاسًا للاتجاه، ومن المرجح أن يجذب أي ضعف إضافي اهتمامًا متجددًا من مشتري التجزئة والمؤسسات على حد سواء.
سياسات بنك الاحتياطى الفيدرالى والتأثير على الذهب
حسب الاداء عبر منصات شركات التداول الموثوقة. فقد واجه تداول الذهب صعوبة في استقطاب زخم صعودي جديد بعد أن صرّح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأن خفض أسعار الفائدة الامريكية في ديسمبر ليس أمرًا مؤكدًا. ومع ذلك، يشير المحللون إلى أن الضعف المتزايد في سوق العمل الأمريكي سيجبر البنك المركزي على خفض أسعار الفائدة هذا العام وخلال النصف الأول من العام المقبل. وعلى الرغم من تصريحات باول المتشددة، تُظهر أداة CME FedWatch أن الأسواق المالية تتوقع احتمالًا بنسبة 71% لخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل.
تأثير طلب الاستثمار فى الذهب
وفى هذا الصدد فقد أشار الخبراء إلى أن الطلب الاستثماري كان عاملًا رئيسيًا في الارتفاع غير المسبوق للذهب في الربع الثالث. وأوضحوا بأن توقعات خفض أسعار الفائدة دفعت المستثمرين إلى صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب بأسرع وتيرة منذ سنوات. ووفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي، فقد شهدت صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب العالمية زيادة في حيازاتها بمقدار 222 طنًا بين يوليو وسبتمبر. وعلى الرغم من عمليات السحب الأخيرة، نتوقع استئناف شراء صناديق الاستثمار المتداولة، حيث من المرجح أن يواصل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة. ولا يزال متداولو أسعار الفائدة يرون احتمالات أعلى من 70% لخفض سعر الفائدة في ديسمبر، وفقًا لما ذكرته.
كما أشاروا إلى أن الطلب العالمي على السبائك والعملات المعدنية ظل قويًا خلال الربع الثالث. وإلى جانب الطلب الاستثماري، لا تزال أسعار الذهب مدعومة بشكل جيد، حيث تواصل البنوك المركزية توفير أرضية صلبة للسوق.
وأضافوا فى تقريرهم عن الذهب: “لا تزال البنوك المركزية العالمية ركيزة أساسية للطلب على الذهب. ففي الربع الثالث، حيث زادت البنوك المركزية من وتيرة مشترياتها بعد ربعين متتاليين من تباطؤ عمليات الشراء. وقد اشترت ما يُقدر بـ 220 طنًا من الذهب خلال هذا الربع، بزيادة قدرها 28% عن إجمالي الربع الثاني، و6% عن المتوسط الفصلي لخمس سنوات”.
وعموما لا تزال البنوك المركزية متعطشة لمزيد من الذهب. ويُقال بإن البنك المركزي في كوريا الجنوبية يدرس إضافة الذهب إلى احتياطياته لأول مرة منذ عام ٢٠١٣. كما صرّح رئيس صربيا مؤخرًا بأن احتياطيات البلاد من الذهب ستتضاعف تقريبًا لتصل إلى ١٠٠ طن بحلول عام ٢٠٣٠. وعليه نعتقد أن التحول في مشتريات البنوك المركزية كان هيكليًا أكثر، وستواصل إضافة الذهب إلى احتياطياتها مع تغير استراتيجياتها المتعلقة باحتياطيات العملات.