ارتفعت صادرات الصين من المعادن الأرضية النادرة، التي تضم 17 عنصراً حيويا للصناعات التقنية والدفاعية، إلى 5,865 طناً في مايو، وفق بيانات الجمارك الصينية الصادرة الإثنين. هذا الرقم يعكس تحسناً ملحوظاً مقارنة بـ4,785 طناً في أبريل، رغم أنه أقل من 6,217 طناً المسجلة في مايو من العام الماضي. منذ بداية 2025، زادت الصادرات بنسبة 2.3% لتبلغ 24,827 طناً، في إشارة إلى تعافٍ تدريجي وسط توترات تجارية عالمية.
تأتي هذه الأرقام قبيل محادثات تجارية مرتقبة في لندن بين الصين والولايات المتحدة، حيث ستكون المعادن النادرة محوراً رئيسياً. تُعد هذه المعادن، المستخدمة في المحركات الكهربائية وأجهزة التخزين والصناعات العسكرية، نقطة نزاع بسبب قيود التصدير الصينية. تتحكم الصين بـ70% من الإمداد العالمي، مما يجعل سياساتها التجارية مؤثرة عالمياً. فرضت بكين قيوداً على سبعة عناصر في أبريل رداً على رسوم أميركية، لكنها خففت هذه القيود في مايو بعد اتفاق مبدئي لتخفيض الحواجز التجارية.
ورغم ذلك، تظهر البيانات تراجعاً في صادرات المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة بنسبة 37% في أبريل مقارنة بمارس، لتصل إلى 1,700 طن. كما انخفضت مبيعات المغناطيسات المشتقة من هذه المعادن بنسبة 58% إلى 246 طناً، مع تراجع عالمي بنسبة 51% إلى 2,600 طن. هذه الأرقام تعكس تأثير القيود الصينية والتوترات التجارية المستمرة. وتشير تحركات الصين الأخيرة، بما فيها الموافقة على صادرات محددة يوم السبت، إلى محاولة لتهيئة أجواء إيجابية قبل المفاوضات. ومع ذلك، تُثار مخاوف أوروبية ومن شركات السيارات بشأن اضطرابات محتملة في سلاسل التوريد. ستصدر بيانات إضافية عن المنتجات المشتقة في 18 يونيو، وتفاصيل وجهات التصدير في 20 يونيو، مما سيوفر صورة أوضح عن الوضع.
وتظل المعادن النادرة عاملاً حاسماً في العلاقات التجارية العالمية، حيث تسعى الدول إلى تأمين إمداداتها وسط تصاعد المنافسة الاقتصادية والتكنولوجية.
كتابة : 