سرّعت الصين مشترياتها من النفط الخام السعودي لشهر يناير لتصل إلى أعلى مستوياتها في خمسة أشهر، وذلك بعد أن خفضت أكبر دولة مصدرة للنفط الخام في العالم أسعار البيع الرسمية لآسيا إلى أدنى مستوى فوق أسعار الخام القياسية في خمس سنوات.
الرسم البيانى المباشر لسعر النفط الخام
وفى هذا الصدد فقد أفاد متعاملون مطلعون على عمليات الشراء لوكالة بلومبرغ أن المصافي الصينية خصصت ما يقرب من 50 مليون برميل من إجمالي كميات النفط الخام السعودي للتحميل في يناير. ووفقًا لتقديرات بلومبرغ، فإن تخصيصات يناير أعلى بنحو 10 ملايين برميل مقارنة بحجم ديسمبر، وهو أعلى مستوى حجزته المصافي الصينية لشهر واحد منذ أغسطس من هذا العام. ويعود ارتفاع الكميات جزئيًا إلى انخفاض أسعار البيع الرسمية السعودية لآسيا لشهر يناير، وجزئيًا إلى زيادة تخصيصات المصافي الخاصة الصينية التي تتوقع حصصًا لعام 2026 لواردات النفط الخام.
وفي الأسبوع الماضي، خفضت المملكة العربية السعودية أسعار خامها المتجه إلى آسيا في يناير إلى أدنى علاوة على أسعار الخام القياسي في خمس سنوات، حيث تسعى أكبر دولة مصدرة للنفط الخام في العالم إلى الحفاظ على حصتها السوقية في ظل وفرة المعروض وانخفاض أسعار النفط الفورية القياسية في الشرق الأوسط. وعليه فقد خفضت أرامكو السعودية أسعار خامها المتجه إلى آسيا لدرجاته بواقع 20-60 سنتًا للبرميل مقارنةً بشهر ديسمبر، وحددت سعر خامها العربي الخفيف الرائد عند علاوة 0.60 دولار للبرميل فقط فوق خامي عُمان ودبي، وهو أدنى سعر منذ يناير 2021.
وكان خفض الأسعار السعودي متوقعًا على نطاق واسع من قبل السوق والمصافي نظرًا لوفرة المعروض مع زيادة إنتاج أوبك+ حتى ديسمبر، وترفع المملكة العربية السعودية إنتاجها بأكبر قدر ممكن نظرًا لأن حصتها من الحصص هي الأكبر. كما ازدادت شعبية النفط الخام السعودي وغيره من النفط الخام من الشرق الأوسط في آسيا الآن مما كانت عليه قبل شهر واحد فقط، بعد أن دفعت العقوبات الأمريكية على المنتجين الروسيين روسنفت ولوك أويل المشترين الهنود وبعض الصينيين إلى البحث عن إمدادات بديلة حتى تتضح صورة العقوبات وتداعياتها.