أظهرت بيانات أجرتها رويترز اليوم أن شحنات الغاز الطبيعي الروسية عبر الأنابيب إلى أوروبا ارتفعت بنسبة 10.3% في مايو مقارنةً بشهر أبريل. وفي الشهر الماضي، أرسلت شركة الغاز الروسية العملاقة غازبروم 46 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي عبر خط الأنابيب الوحيد المتبقي إلى أوروبا – ترك ستريم، وذلك وفقًا لتقديرات رويترز المستندة إلى بيانات من شركة إنتسوغ، وهي مجموعة نقل الغاز الأوروبية. وتُقارن شحنات مايو بـ 41.7 مليون متر مكعب يوميًا التي زودتها روسيا في أبريل.
وكانت قد أظهرت حسابات رويترز أن شحنات روسيا عبر ترك ستريم أرتفعت منذ بداية العام حتى الآن مقارنةً بالأشهر الخمسة الأولى من عام 2024، لتصل إلى 7.2 مليار متر مكعب هذا العام، ارتفاعًا من 6.6 مليار متر مكعب في العام الماضي. وبشكل عام فقد تراجعت إمدادات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا منذ عام ٢٠٢٢، بعد أن قطعت روسيا إمدادات الغاز عن العديد من عملاء الاتحاد الأوروبي، وتوقف خط أنابيب “نورد ستريم” عن إمداد ألمانيا بالغاز، بعد أن خفضت روسيا تدفقاتها، وبعد عملية تخريبية في سبتمبر ٢٠٢٢.
وحتى الان ورغم الحرب الروسية. لا يزال الغاز الطبيعى الروسي يُمثل أكثر من ١٥٪ من إمدادات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك عبر خطوط الأنابيب وواردات الغاز الطبيعي المسال. ومن جانبها فقد صرحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في نهاية أبريل/نيسان، بأن الاتحاد الأوروبي خفض حصة واردات الغاز الروسي من ٤٥٪ من إجمالي واردات الغاز قبل عام ٢٠٢٢ إلى ١٨٪ حاليًا. وتوقفت إمدادات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب عبر أوكرانيا في ١ يناير/كانون الثاني ٢٠٢٥، بعد أن رفضت أوكرانيا التفاوض على تمديد اتفاقية النقل. ومع ذلك، لا تزال بعض الدول الأوروبية، بما في ذلك المجر، تتلقى الغاز الروسي عبر خط أنابيب “ترك ستريم” عبر البلقان.
وفي الشهر الماضي، كشف الاتحاد الأوروبي عن خارطة طريق لإنهاء الاعتماد على الطاقة الروسية. وتدعو خارطة الطريق الاتحاد الأوروبي إلى وقف جميع واردات الغاز الروسي بحلول نهاية عام 2027 من خلال تحسين شفافية الغاز الروسي ومراقبته وإمكانية تتبعه في أسواق الاتحاد الأوروبي. وكانت قد أعلنت المفوضية الأوروبية أنه سيتم منع إبرام عقود جديدة مع موردي الغاز الروسي، وإيقاف العقود الفورية (للدفع الفوري) بحلول نهاية عام 2025.
أرتفاع أسعار الغاز الاوروبية
خلال تداولات اليوم وعبر منصات شركات التداول الموثوقة. فقد أرتفعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي الأوروبي بنسبة 4% لتتجاوز 35 يورو/ميغاواط ساعة، حيث عوضت قيود العرض والتوترات الجيوسياسية ضعف الطلب. وكانت قد أدت أعمال الصيانة الجارية في النرويج إلى انخفاض الصادرات، حيث انخفضت التدفقات بمقدار 14 مليون متر مكعب يوميًا عن يوم الجمعة، وفقًا لبورصة لندن للغاز.
ويتوقع المحللون المزيد من الانقطاعات مع احتمال إيقاف ما يصل إلى 100 مليون متر مكعب يوميًا في الأسابيع المقبلة. وفي الوقت نفسه، شنت أوكرانيا هجمات في عمق روسيا قبيل محادثات السلام في إسطنبول، مما قلل من آمال عودة الغاز الروسي. وبينما خفف الطقس الدافئ الطلب على المدى القصير، لا تزال أوروبا تواجه تحديات في إعادة ملء مخازن الغاز، والتي لا تزال ممتلئة بنسبة 48.3% فقط. وبالإضافة إلى ذلك، يتم تحويل بعض شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى الشرق الأوسط، حيث يرتفع الطلب في فصل الصيف.
