فى بداية تداولات هذا الاسبوع أرتفعت أسعار الفضة فوق 32.60 دولار للأوقية ، لتتعافى قليلاً من أدنى مستوى لها في أسبوعين مع ضعف الدولار وذلك وسط حالة عدم اليقين المتزايدة المحيطة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وقرار سعر الفائدة القادم من بنك الاحتياطي الفيدرالي. ويميل ضعف الدولار الامريكى إلى زيادة الطلب على السلع المقومة بالدولار مثل الفضة. وبالإضافة إلى ذلك، ساهمت الآمال في المزيد من تدابير التحفيز من الصين في تعزيز المشاعر الإيجابية حيث بدأ المؤتمر الشعبي الوطني اجتماعه الذي يستمر خمسة أيام. ومن المتوقع أن تكشف السلطات الصينية عن مزيد من التفاصيل حول مبادرات الديون والمالية كجزء من خطة أوسع لتحفيز النمو، حيث تشير التقارير الإعلامية إلى حزمة تحفيز محتملة تتجاوز 10 تريليون يوان.
كما يستعد المستثمرون لقرارات السياسة النقدية من البنوك المركزية في المملكة المتحدة وأستراليا والبرازيل وبولندا والنرويج، مما يضيف إلى توقعات السوق الحذرة.
أرتفاع تدفقات صندوق SLV المتداول في البورصة
تراجعت أسعار الفضة حتى مع استمرار المستثمرين في الانتقال إلى صندوق iShares Silver ETF (SLV)، وهو صندوق شهير بأكثر من 15.76 مليار دولار من الأصول. وتُظهر بيانات ETF.com أن الصندوق، الذي يتتبع الفضة، حقق تدفقات صافية بلغت 1.3 مليار دولار هذا العام. واستمر هذا الاتجاه في أكتوبر حيث أضاف 398 مليون دولار، وهو أعلى من 113 مليون دولار في الشهر السابق. وكان قد أكتسب الصندوق المزيد من التدفقات حيث ظلت نسبة الذهب/الفضة في حالة توحيد عميق. وكان سعر الفضة يتداول عند 84 دولارًا، وهو السعر الذي ظل ثابتًا عنده خلال الأشهر القليلة الماضية. وتنظر هذه النسبة إلى كمية الفضة التي تعادل أونصة واحدة من الذهب.
وتأتي تدفقات الفضة المتزايدة مع احتفاظ المعدن بمزيج من الأساسيات الصحية والتقنية.
ومن الناحية الأساسية، يتفاعل المعدن الابيض مع الاستثمارات الجارية في الطاقة النظيفة، وخاصة الطاقة الشمسية. والفضة معدن مهم يستخدم في تصنيع الألواح الشمسية وغيرها من العناصر. ولكن التحدي هو أن قطاع التصنيع العالمي يتعرض لضغوط، ومع بقاء أرقام مؤشر مديري المشتريات في دول رئيسية مثل الولايات المتحدة والصين في منطقة انكماش. كما خفض صندوق النقد الدولي مؤخرًا توقعات الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مشيرًا إلى ضعف في الصين وإدارة ترامب المحتملة.
أمام أسعار الفضة عاملان محفزان
ستحظى الفضة وصندوق SLV ETF بعاملين محفزين رئيسيين هذا الأسبوع. أولاً، سيصدر بنك الاحتياطي الفيدرالي قراره بشأن أسعار الفائدة الامريكية يوم الأربعاء. ويعتقد المحللون أن البنك سيخفض أسعار الفائدة بنسبة 0.25٪ في هذا الاجتماع، وهو الشهر الثاني على التوالي الذي يحدث فيه ذلك. وبشكل عام لقد خفض البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة بنسبة 0.50% في الاجتماع السابق، حيث أعرب عن مخاوفه بشأن سوق العمل، التي كانت تتدهور.
وكانت قد أظهرت أرقام الوظائف الامريكية يوم الجمعة الماضي أن الاقتصاد لم يكن يعمل بشكل جيد حيث لم يخلق سوى 12000 وظيفة. كما يشعر بنك الاحتياطي الفيدرالي بالتشجيع من حقيقة أن التضخم في طريقه نحو 2.0%. أظهرت البيانات الصادرة الشهر الماضي أن مؤشر أسعار المستهلك الرئيسي (CPI) ونفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) تراجعا إلى 2.4% و2.2% على التوالي.
والفضة، تمامًا مثل الذهب، تعمل بشكل جيد عندما يكون بنك الاحتياطي الفيدرالي متساهلًا إلى حد ما لأنه يجذب المستثمرين المغامرين. وسيكون المحفز الرئيسي الآخر لسعر الفضة هو الانتخابات الأمريكية المقبلة، حيث ستتنافس كامالا هاريس ودونالد ترامب. استطلاعات الرأي متقاربة، مما يجعل من الصعب التنبؤ بمن سيفوز. وعلى هذا النحو، سيكون للفائز الرئاسي تأثير كبير على الفضة والأصول الأخرى.
تحليل وتوقعات سعر الفضة:
يظهر الرسم البياني الأسبوعي أن سعر الفضة ارتفع إلى 34.86 دولارًا، ثم عانى من انعكاس حاد، وانتقل إلى 32.47 دولارًا. وكان هذا مستوى ملحوظًا لأنه كان أعلى مستوى له منذ بداية العام، حيث شكل نمط القمة المزدوجة. وشكلت أسعار الفضة نمط كسر وإعادة اختبار، وهو علامة شائعة على الاستمرار. وتظل فوق المتوسط المتحرك لـ 50 أسبوعًا، مما يعني أن الثيران هم المسيطرون الآن.
ولذلك، من المرجح أن تستأنف أسعار الفضة الاتجاه الصعودي، مع وجود النقطة التالية التي يجب مراقبتها عند 34.87 دولارًا. وسيكون الكسر فوق هذا المستوى تأكيدًا على الاختراق الصعودي، مما سيؤدي إلى المزيد من المكاسب حيث يستهدف الثيران مستوى المقاومة الرئيسي عند 40 دولارًا. والسيناريو البديل هو حيث تتراجع الفضة وتعيد اختبار المستوى النفسي التالي عند 30 دولارًا، وهو أعلى تأرجح لها في 1 فبراير 2021.
هذا الشارت من منصة tradingview
