في حين أن مسار سعر الذهب قد لا يتسع له المجال للارتفاع بعد وصوله إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3500 دولار للأونصة، لا ينبغي للمستثمرين توقع أي تصحيح في سعر المعدن الاصفر حتى عام 2026. وفي أحدث توقعات أسعار السلع الأساسية، يتوقع محللو البنك الدولي أن يبلغ متوسط أسعار الذهب هذا العام 3250 دولارًا للأونصة، بزيادة قدرها 36% عن متوسط سعر العام الماضي. وتُعد هذه التوقعات المُحدّثة أنحرافًا كبيرًا عن توقعات نوفمبر، حيث توقع المحللون استقرارًا نسبيًا في حركة الأسعار.
الرسم البيانى المباشر لسعر الذهب/ الدولار الامريكى
توقعات أسعار الذهب فى الاشهر المقبلة
وبالنظر إلى المستقبل، يتوقع البنك الدولي أن يبلغ متوسط أسعار الذهب حوالي 3200 دولار للأونصة في عام 2026، بأنخفاض قدره 1.5% عن توقعات هذا العام. ومع ذلك، وبالنظر إلى المشهد الأوسع، يتوقع المحللون أن يحافظ سوق سبائك الذهب على قيمته وأن يكون الأصل الأبرز في سوق السلع الأساسية خلال العامين المقبلين. وأضاف المحللون بالقول: “من المتوقع أن يستمر الطلب القوي على الذهب، بأعتباره ملاذًا آمنًا، على المدى القريب، مدعومًا بحالة عدم اليقين والتوترات الجيوسياسية والمخاوف بشأن التقلبات في الأسواق المالية الرئيسية”. وأضافوا بالقول: “من المتوقع أن تظل الأسعار أعلى بنحو 155% من متوسطها للفترة 2015-2019 طوال فترة التوقعات”. وأضافوا: “إذا أزدادت حدة التوترات الجيوسياسية وعدم اليقين السياسي، فقد تتجاوز أسعار الذهب التوقعات الحالية”.
توقعات أسعار الفضة
وإلى جانب توقعاته المتفائلة، غيّر البنك الدولي توقعاته بشأن مسار أسعار الفضة. وكان المحللون يتوقعون أن تتفوق الفضة على الذهب هذا العام، مدفوعةً بالطلب الصناعي. ويتوقع البنك الدولي أن يبلغ متوسط أسعار الفضة هذا العام حوالي 33 دولارًا للأوقية، بزيادة قدرها 16.7% عن متوسط سعر العام الماضي. وبالنسبة لعام 2026، يتوقع المحللون أرتفاع الأسعار إلى 34 دولارًا للأوقية، بزيادة قدرها 3% عن هذا العام.
وعلى الرغم من أن ضعف النمو الاقتصادي يُتوقع أن يُؤثر سلبًا على جميع السلع الأساسية، إلا أن المحللين يتوقعون أن يظل الطلب الصناعي على الفضة قويًا، مما يُوفر دعمًا للأسعار. وأضاف المحللون بالقول: “من المتوقع أن ينمو الطلب على الفضة بثبات خلال الفترة المُتوقعة، مدعومًا بدورها كأصل مالي آمن بديل، وكمُدخل في القطاعات الصناعية المتنامية مثل تقنيات الطاقة المتجددة وأشباه الموصلات”. وأضافوا بالقول: “من المُتوقع أن يدعم التصنيع الصناعي القياسي ومنشآت الطاقة الكهروضوئية العالمية الطلب على الفضة هذا العام، على الرغم من أن هذه الصناعات تواجه مخاطر أنخفاض محتملة من إعلانات التعريفات الجمركية الأخيرة. وبالإضافة إلى ذلك، قد يُعزز عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي جاذبية الفضة كملاذ آمن للمستثمرين”.
وبشكل عام فمن المتوقع أن يتفوق كلا من الفضة والذهب بسهولة على سوق السلع الأساسية الأوسع. ويتوقع البنك الدولي انخفاض أسعار السلع الأساسية بنسبة 12% هذا العام، حيث يُؤثر تباطؤ النشاط الاقتصادي على الطلب. ومن المتوقع أن تنخفض أسعار السلع الأساسية بنسبة 5% أخرى في عام 2026.
وأضاف محللين البنك الدولى فى توقعاتهم”من المتوقع أن تُمارس أسعار النفط الخام ضغطًا هبوطيًا كبيرًا على مؤشر السلع الإجمالي في عام 2025، حيث يتزامن التباطؤ الملحوظ في استهلاك النفط العالمي مع توسع المعروض. ومع ذلك، أفاد المحللون بأن الانخفاض المتوقع في أسعار السلع الأساسية واسع النطاق، حيث من المتوقع أن تنخفض أسعار أكثر من نصف السلع المدرجة في التوقعات هذا العام، والعديد منها بأكثر من 10%”. وأضافوا بالقول أيضا: “بشكل عام، تميل المخاطر على توقعات أسعار السلع الأساسية إلى الانخفاض. ويعكس هذا في المقام الأول مخاطر هبوطية ملحوظة على آفاق النمو الاقتصادي العالمي في ظل تصاعد التوترات التجارية، وبالتالي على الطلب على السلع الأساسية أيضًا”.
وأشار البنك الدولي إلى أنه إذا كانت أسعار السلع الأساسية ستتحسن، فإن التوقعات الاقتصادية بحاجة إلى التحسن. وأضاف المحللون بالقول: “على الجانب الإيجابي، يمكن أن يُحسّن التراجع الدائم في القيود التجارية آفاق النمو ويدعم انتعاش أسعار السلع الأساسية”.