يتعرض سوق البنزين المحلي في روسيا لضغوط متزايدة، حيث سجلت الأسعار مستوى قياسيًا جديدًا على الرغم من حظر التصدير الطارئ الذي يهدف إلى استقرار الإمدادات. وحسب لوحة الاسعار فقد تجاوز سعر بنزين Ai-95 77,000 روبل (946.6 دولارًا) للطن في بورصة سانت بطرسبرغ التجارية الدولية (SPIMEX) في 4 أغسطس.
أسباب أرتفاع أسعار البنزين فى روسيا
جاء هذا الارتفاع الأخير لاسعار البنزين فى روسيا في أعقاب هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية في 2 أغسطس، والتي ألحقت أضرارًا بالعديد من مصافي النفط في جميع أنحاء روسيا، مما أدى إلى انخفاض طاقة المعالجة بنحو 40,000 طن من النفط الخام يوميًا. وكانت قد أستُهدفت منشآت في مقاطعات ريازان وبينزا وسامارا وفورونيج، حيث تكبدت مصفاة ريازان أضرارًا جسيمة. وتقول مصادر في قطاع النفط بإن أعمال الإصلاح قد تستغرق من شهر إلى ستة أشهر.
وكانت قد فرضت موسكو حظرًا شاملًا على صادرات البنزين في 28 يوليو، ومن المقرر أن يستمر حتى نهاية أغسطس، في محاولة لمنع نقص الوقود والحد من ارتفاع الأسعار. وأستخدم الكرملين قيودًا مؤقتة مماثلة عدة مرات خلال العامين الماضيين لحماية الإمدادات المحلية. وعلى الرغم من حظر التصدير، حذّر التجار قبل أيام فقط من الارتفاع القياسي من أن الحظر قد لا يمنع حدوث نقص. فحجم الصادرات أقل بكثير من الاستهلاك المحلي، مما يعني أن إعادة توجيهها إلى السوق المحلية سيكون له تأثير محدود.
وبشكل عام يتوقع المشاركون في السوق أن تضغط الجهات التنظيمية الحكومية على شركات النفط لزيادة مبيعاتها محليًا وتأجيل الصيانة المخطط لها. ومع ذلك، فإن انخفاض المخزونات المحلية، وذروة الطلب الموسمية، والإصلاحات الجارية للمصافي تُرهق السوق.
أستمرار تعطل سلاسل الامداد الروسية
تتجاوز مخاوف النقص سلاسل التوريد المعطلة. فوفقًا لمصادر في القطاع، لم تُكوّن شبكات البيع بالتجزئة الخاصة احتياطيات كافية من الوقود هذا الصيف. وقد أدى ارتفاع أسعار الفائدة إلى 20% إلى جعل الاقتراض لتخزين البنزين مكلفًا للغاية، مما ترك التجار دون الاحتياطي اللازم لمواجهة صدمات العرض المفاجئة. وبالإضافة إلى ذلك، فقد أفادت التقارير أن تأخير الرحلات الجوية المتكرر في روسيا هذا الصيف دفع المزيد من المسافرين إلى السفر جوًا، مما رفع استهلاك البنزين إلى مستوى أعلى من المعتاد. وقد أدى انخفاض الاحتياطيات وارتفاع الطلب إلى تفاقم المخاوف من استمرار النقص حتى سبتمبر. وتهدف هجمات أوكرانيا على البنية التحتية النفطية الروسية إلى الحد من عائدات موسكو من تصدير الوقود وتعطيل الإمدادات لجيشها. وقد فاقمت الأضرار الناجمة عن الهجمات الأخيرة من اختلال التوازن الهش أصلاً في سوق الوقود المحلي.
ونظراً لاحتمال تمديد إصلاحات المصافي حتى أوائل عام 2026، فمن غير المرجح أن يُحلَّ شحّ المعروض الحالي بسرعة. وحتى مع فرض حظر التصدير، ويُشير مستوى الأسعار القياسي بقوة إلى أن السوق يُعاني بالفعل من نقص فعلي في المعروض، وليس مجرد ضغط مضاربة.
هل تستمر أسعار البنزين فى الارتفاع ؟
يتوقع خبراء الصناعة أن تظل الأسعار مرتفعة حتى أكتوبر على الأقل، عندما يتراجع الطلب الموسمي وتُكمل المصافي المحلية إصلاحاتها الرئيسية. وحتى ذلك الحين، قد يُضطر الكرملين إلى التفكير في تدخلات إضافية لتجنب أزمة وقود ذات آثار سياسية وخيمة.
