بدأت أسعار النفط الخام تداولات الأسبوع بأرتفاع جديد، بعد أن شهدت الأسبوع الماضي تراجعاً في سلسلة الارتفاعات التي استمرت لمدة أسبوعين، وذلك نظراً لتوقعات وفرة المعروض. ولكن الضغط التصاعدي على الأسعار عاد مجدداً، مع تصاعد الضغوط الأوروبية على روسيا، بالإضافة إلى تقارير نهاية الأسبوع عن دخول طائرات روسية المجال الجوي الإستوني والمجال الجوي المحايد فوق بحر البلطيق، فضلاً عن الغارات الجوية الروسية على غرب أوكرانيا بالقرب من الحدود مع بولندا.
الرسم البيانى المباشر لسعر النفط الخام
وحسب منصات شركات تداول النفط يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 62.50 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 66.70 دولار للبرميل، وهما أعلى من مستوياتهما عند إغلاق يوم الجمعة.
ومؤخرا فقد ساهمت تكرر هجمات أوكرانيا على مصافي النفط الروسية في استمرار ارتفاع أسعار النفط الخام، على الرغم من نفي مصادر روسية، لا سيما شركة “ترانسنفط” التي تدير خطوط الأنابيب، لادعاءات وقوع أضرار كبيرة في صناعة التكرير الروسية. وفى نفس الوقت تشهد منطقة الشرق الأوسط أيضاً توترات متصاعدة، حيث أعترفت أربع دول غربية بدولة فلسطين في ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية على غزة. وعليه فقد استدعى هذا الاعتراف استجابة قوية من تل أبيب وواشنطن. وتدعو فرنسا إلى عقد قمة لمناقشة حل الدولتين لإسرائيل وفلسطين، لكن الولايات المتحدة قالت بإنها ستقاطع هذه القمة، مشيرة إلى أنها ستضر بالعلاقات مع الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، وحذرت من اتخاذ إجراءات عقابية ضد أي دولة تتخذ إجراءات ضد إسرائيل.
ومن ناحية أخرى، فقد ساهمت التقارير التي أشارت إلى ارتفاع صادرات النفط الخام من العراق في الضغط على الأسعار، مما عزز اعتقاد وجود فائض في المعروض وقلة الطلب. وفي المقابل، واصلت الصين تخزين النفط الخام، مما ساهم في امتصاص جزء من المعروض الذي اعتبره العديد من المحللين فائضاً.
نظرة فنية لسعر النفط الخام:
حسب التداولات الاخيرة شكل سعر خام غرب تكساس الأمريكي (WTI) خلال الأسابيع الماضية نمط مثلث هبوطى، ويتميز بسلسلة من القمم المتناقصة متصلة بخط دعم أفقي عند مستوى 61.92 دولارًا. ويختبر السعر حاليًا هذا المستوى المهم، ما قد يؤدي إلى اختراق محتمل يحدد أتجاه السعر في المدى القريب. ويشير هذا النمط إلى تزايد ضغط البيع، حيث كثف البائعون من عمليات البيع عند مستويات السعر المنخفضة، بينما دافع المشترون عن مستوى الدعم.
وقد يؤدي اختراق المستوى 61.92 دولارًا إلى انخفاض إضافي في السعر، ومع بونوص مجانى بدون أيداع قد يصل إلى منطقة 58-59 دولارًا للبرميل. ولكن، قد يوفر هذا المستوى فرصة شراء إذا استقر السعر عنده. وللارتفاع من هذا المستوى، يجب تجاوز مقاومة المتوسط المتحرك 100، التي تقع حاليًا تحت المتوسط المتحرك 200. ويظل مؤشر المتوسط المتحرك محايدًا، مع تقارب المؤشرات وتذبذب السعر بين المستويين، ما يشير إلى عدم وضوح الاتجاه.
وتقدم المؤشرات الفنية إشارات متضاربة. ويتحرك مؤشر الستوكاستيك بالقرب من المنطقة المحايدة، مع إشارات تدل على احتمال انعكاس الاتجاه صعودًا، حيث لم يصل إلى أدنى مستوياته مع انخفاض السعر. وهذا قد يشير إلى ضعف ضغط البيع، وربما يدخل المشترون لتثبيت المستوى الحالي. ويتحرك مؤشر القوة النسبية (RSI) حول المتوسط، مع إمكانية التحرك في كلا الاتجاهين. ويشير موقعه الحالي إلى أن زخم السعر قد يتسارع بعد اختراق الدعم أو الارتداد الناجح.
ومن الناحية الأساسية، لا يزال سوق النفط الخام يتأثر بقلق المستثمرين من نمو الطلب العالمي، بينما توفر التوترات الجيوسياسية دعمًا أساسيًا. وتظل بيانات المخزون وقرارات أوبك عوامل مؤثرة في اتجاه السعر. ومن المرجح أن يحدد اختراق مستوى الدعم 61.92 دولارًا ما إذا كان النفط سيواصل ضعفه أو سيحاول الارتفاع نحو أعلى مستوى في النمط عند 65 دولارًا للبرميل.