قام أكبر مصدر للنفط الخام فى العالم – المملكة العربية السعودية- برفع أسعار النفط للمستهلكين الاسيويين وهو ما يعد أشارة الى أن السعودية ترى إمدادات أكثر صرامة في أكبر سوق له بعد أن أرجأت أوبك + مؤخرًا خططًا لزيادة إنتاج النفط الخام.
وعليه فقد قامت أرامكو السعودية بتحديد سعر خامها العربي الخفيف الرئيسي بعلاوة 1.50 دولار للبرميل فوق المعيار الإقليمي لشهر فبراير. وهذا يمثل زيادة قدرها 60 سنتًا، مقارنة بتوقعات زيادة قدرها 10 سنتات.
مسار أسعار أرامكو السعودية
رفعت شركة أرامكو السعودية أسعار درجتها الرئيسية وذلك بعد التخفيضات في الشهرين السابقين حيث واجهت المصافي هوامش ضعيفة، مما أثار مخاوف من فائض مستمر من الخام. وكانت قد أرجأت أوبك + مؤخرا إعادة البراميل إلى السوق، مما أدى إلى تقييد إمدادات النوع الأكثر ثقلًا والأكثر حمضية من الخام الذي تستخدمه العديد من المصافي الآسيوية. وبشكل عام فقد ساعدت التخفيضات المستمرة وضعف العرض من إيران وروسيا في تعزيز أسعار بعض درجات النفط في الشرق الأوسط في الأسبوع الأخير من ديسمبر. ومع ذلك، تظل أسعار النفط العالمية في لندن محصورة في نطاق حول 75 دولارًا للبرميل بعد أن انخفضت بنحو 3٪ العام 2024 وذلك بسبب تباطؤ نمو الطلب، وخاصة في الصين.
كما رفعت أرامكو أسعار الدرجات الأخرى المباعة للمشترين في آسيا بما يتراوح بين 40 سنتًا و60 سنتًا للبرميل، وفقًا للشركة. كما رفعت الأسعار لجميع الدرجات إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال غرب أوروبا، بينما خفضت الأسعار إلى الولايات المتحدة.
نصائح تداول:
تراجع الواردات الاسيوية من النفط خلال 2024
خلال العام 2024 أنخفضت واردات النفط الخام إلى آسيا بنسبة متواضعة بلغت 1.4٪ ، بقيادة ضعف طلب الصين على النفط، مما يعد أول انخفاض سنوي في الواردات في المنطقة منذ عمليات الإغلاق بسبب الوباء. وفى هذا الصدد فقد أفاد كلايد راسل من رويترز، نقلاً عن بيانات من LSEG Oil Research، بأن المتوسط اليومي لعام 2024 بلغ 26.51 مليون برميل يوميًا. وذلك مقارنة بـ 26.88 مليون برميل يوميًا في عام 2023.
وبناءً على تدفقات النفط الخام المقدرة إلى الصين، قالت LSEG Oil Research أيضًا بإن واردات النفط الصينية انخفضت بمقدار 210 آلاف برميل يوميًا في المتوسط العام الماضي، أو 1.9٪ عن العام السابق. وكان هذا ليس انخفاضًا ملحوظًا بشكل خاص ولكن نظرًا لأن أي انخفاض في واردات النفط الصينية بغض النظر عن الحجم يعتبر مدمرًا إلى حد كبير لسوق النفط، فمن المحتمل أن تؤثر هذه القطعة من الأخبار على الأسعار أيضًا.
وبشكل عام قد استشهد التقرير بالعوامل المعتادة، بما في ذلك معدلات تبني السيارات الكهربائية في الصين، والتحول من الديزل إلى الغاز الطبيعي المسال للشاحنات، والنمو الاقتصادي الأبطأ مقارنة بالعامين السابقين. ومع ذلك، فقد ظهر مؤخرًا أن مشتري السيارات الصينيين يختارون بشكل متزايد السيارات الهجينة بدلاً من السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية، مما يشير إلى أنه لا يزال من الممكن أن يكون هناك انعكاس في اتجاهات الطلب على النفط هذا العام.
الطلب الهندى أم الطلب الصينى؟
من ناحية أخرى، فمن المتوقع أن تتجاوز الهند الصين كأكبر محرك للطلب العالمي على النفط الخام خلال العام 2025، وفقًا للتوقعات. ومن المتوقع أن يكتسب نمو الطلب في شبه القارة هذا العام 3.2٪ عن عام 2023، مقارنة بمعدل نمو الطلب المتوقع بنسبة 1.7٪ للصين، وفقًا لشركة S&P Global Commodity Insights. وبالنسبة لعام 2024، تتوقع شركة LSEG Oil Research نمو الطلب الهندي على النفط بنسبة صحية تبلغ 2.3٪، أو ما يزيد قليلاً عن 100000 برميل يوميًا. ومن جانبها تعمل البلاد على بناء قدرتها التكريرية، وهو ما يُنظر إليه على أنه السبب الأساسي لتوقعات نمو الطلب. ومن جانبه يشير راسل من رويترز إلى أن الكثير من إنتاج المشتقات النفطية الإضافية سوف يتم تصديره، وهو ما لا يعكس فعليا الطلب المحلي على المنتجات النفطية في الهند.
