فى بداية تداولات هذا الاسبوع تهاوت أسعار النفط الخام العالمية وسط ضغوط بيع قوية حيث تأثرت أسواق الطاقة مع أتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها على تسريع زيادة إنتاج النفط للشهر الثاني على التوالي في يونيو. وحسب منصات شركات تداول النفط تراجع سعر خام غرب تكساس الى مستوى 57.08 دولار للبرميل بنسبة خسارة 2.1 فى المائة وتراجع سعر خام برنت الى مستوى الدعم 60.00 بنسبة خسائر 2 فى المائة.
الرسم البيانى المباشر لسعر النفط/ الدولار الامريكى
قرارات الاوبك تؤثر على أسعار النفط
قرار الاوبك بزيادة أنتاج النفط الخام من شأنه أن يعزز المعروض في السوق، والذي يواجه حاليًا حالة من عدم اليقين بشأن توقعات الطلب. وهو ما يدعم بقاء أسعار النفط الخام منخفضة. ومن جانبها فقد أفادت رويترز أن زيادة إنتاج أوبك+ في يونيو بمقدار 411 ألف برميل يوميًا سترفع إجمالي الزيادات لأشهر أبريل ومايو ويونيو إلى 960 ألف برميل يوميًا، وهو ما يعادل تخفيفًا بنسبة 44% من تخفيضات الإنتاج البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا في اتفاق المجموعة منذ عام 2022. وأضافت رويترز نقلًا عن مصادر لم تُسمها في أوبك+ بأن منظمة أوبك+ قد تُخفف تخفيضات الإنتاج بالكامل بحلول نهاية أكتوبر إذا لم يُحسّن الأعضاء التزامهم بحصص الإنتاج.
وعلى أثر ذلك فقد خفض كلا من باركليز وآي إن جي توقعاتهما لسعر خام برنت عقب قرار أوبك+، وفقًا للتقرير.
نصائح تداول:
هل تستمر أسعار النفط فى التراجع ؟
علق خبراء أسواق الطاقة عقب قرارات الاوبك بأن أسعار النفط انخفضت بشكل حاد، مما يُرجّح أن يُخفّض المنتجون الأمريكيون إنتاجهم، وقد يلجأون إلى تسريح العمال. وأشاروا إلى أن استطلاعًا أجراه بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس في مايو/أيار أظهر أن المنتجين الأمريكيين يرغبون عادةً في بيع النفط بسعر يتراوح بين 61 و70 دولارًا للبرميل لضمان ربحية الآبار الجديدة. وفي بورصة نايمكس، أغلق سعر النفط الخام الأسبوع الماضي عند 58.29 دولارًا للبرميل. وخلص بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس في استطلاعه إلى أنه إذا “استمر سعر النفط الخام في التأرجح ضمن نطاقه الأخير بين 60 و64 دولارًا للبرميل، فمن المرجح أن يشهد سوق العمل مزيدًا من الانكماش”.
التحليل الفنى لسعر النفط الخام:
عزيزى القارىء وحسب التداولات الاخيرة. تعرض سعر خام غرب تكساس الوسيط لضغوط هبوطية حادة، حيث أنخفض بشكل حاد من نطاق تداوله الأخير عند حوالي 63.35 دولارًا للبرميل، ليختبر مستوى دعم هامًا قرب 55.90 دولارًا للبرميل. وكانت قد أخترقت السلعة كلا المتوسطين المتحركين المتحركين البسيطين 100 و200، مما يشير إلى تحول حاسم في معنويات السوق من الصعود إلى الهبوط. وبالإضافة إلى ذلك، يشير الانخفاض الذي شهدناه خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى تسارع الزخم نحو الانخفاض بعد اختراق مستويات الدعم السابقة.
وفنيا قد أخترق المتوسط المتحرك البسيط 100 المتوسط المتحرك البسيط 200 ، مما يؤكد أن المسار الاقوى هو الهبوط، ويشير إلى إمكانية توقع المزيد من الانخفاض على المدى القريب. وبعد استقرار نطاق تداول نسبي بين 62.00 و63.35 دولارًا للبرميل خلال منتصف وأواخر أبريل، شهد سوق النفط الخام انهيارًا حادًا، مما يشير إلى سيطرة البائعين على السوق.
وبالنظر إلى مؤشرات التذبذب، فقد انتقل مؤشر ستوكاستيك مؤخرًا بسرعة إلى منطقة ذروة الشراء قبل أن ينخفض مجددًا، مما يشير إلى أن الارتداد الأخير كان مجرد تصحيح ضمن الاتجاه الهبوطي الأوسع. ولا يزال أمام هذا المؤشر مجال للتراجع قبل الوصول إلى حالة ذروة البيع، مما يعني أن الضغط الهبوطي قد يستمر في الجلسات القادمة. وفى نفس الوقت يحوم مؤشر القوة النسبية حول مستوى 40، مما يشير إلى أنه بينما يقترب السوق من منطقة ذروة البيع، ولا تزال هناك إمكانية لمزيد من الانخفاض قبل حدوث ارتداد كبير. يتماشى المسار الهبوطي الأخير لمؤشر القوة النسبية مع حركة السعر الهبوطية السائدة.
وبالنسبة للمتداولين الذين يتطلعون إلى أهداف سعرية محتملة، يُعد الدعم الفوري عند 55.90 دولارًا للبرميل أمرًا بالغ الأهمية. وفي حال فشل هذا المستوى في الصمود، فقد نشهد انخفاضًا مستمرًا نحو مستويات الدعم السابقة التي سُجلت في بداية العام.
وعلى الجانب الإيجابي، تتطلب أي محاولة للتعافي استعادة مستوى 58.00 دولارًا للبرميل قبل اختراق المتوسط المتحرك البسيط لـ 100 يوم، والذي يُمثل الآن مقاومة ديناميكية حول 59.50 دولارًا للبرميل. وقد يستمر تأثر سوق النفط الخام بديناميكيات العرض والطلب العالمية والتوترات الجيوسياسية، ولكن من الناحية الفنية، يبقى الميل الهبوطي قائمًا بقوة حتى يستعيد السعر استقراره فوق المتوسطات المتحركة.
