بست كلمات قصيرة، حوّل إيلون ماسك صناعة النفط الخام إلى مجرد هامش تاريخي. هذا على الرغم من أن صناعة النفط تُشكّل أساس عمل العالم أجمع. و”مقارنةً بالطاقة الشمسية، النفط ضئيل”، هذا ما نشره ماسك على منصة X، مُصدراً حكماً لاذعاً على عصر الوقود الأحفوري.
الرسم البيانى المباشر لسعر النفط / الدولار الامريكى
ولا رسوم بيانية، لا تحذيرات. مجرد تأكيد صريح بأن الشمس – وليس النفط الخام – هي التي ستُحدد مستقبل الطاقة العالمية. وذلك من رجلٍ تتأرجح ثرواته بين الكهرباء والطموح، كانت الرسالة واضحة: ربما كان النفط هو مصدر الطاقة للماضي، لكنه لن يمتلك ما سيأتي بعد ذلك. ومع ذلك، لا يعني تصريح ماسك أن الوقود الأحفوري غير ذي صلة. فقد حذّر ماسك في عام ٢٠٢٢ من أن العالم سيحتاج إلى مواصلة استخراج النفط والغاز خشية أن تبدأ الحضارة بالانهيار. واقعيًا، أعتقد أننا بحاجة إلى استخدام النفط والغاز على المدى القصير، وإلا ستنهار الحضارة، مضيفًا أن الانتقال إلى الطاقة المستدامة “سيستغرق عقودًا”.
وفي ذلك الوقت، ناشد ماسك المستمعين استخراج المزيد من النفط والغاز، لا أقل. كما حذّر من شيطنة الوقود الأحفوري.
وعموما لا يتعارض تصريح ماسك الأخير بالضرورة مع ذلك، ولكنه يُسلّط الضوء على رؤيته للطاقة المستدامة – ستتربع الطاقة الشمسية على عرش الطاقة يومًا ما – وعلى الرغم من هيمنة النفط الحالية، إلا أنها تفتقر إلى الأهمية على المدى الطويل. ومع ذلك، بالنسبة لصناعة تُغذّي 80% من الطلب العالمي على الطاقة، يُعدّ هذا التعليق بمثابة صدمة قوية. وسواء كان هذا التصريح ثاقب الرؤية أم سابقًا لأوانه، فسيعتمد على مدى سرعة العالم في حلّ تحديات تخزين الطاقة الشمسية وقابليتها للتوسّع – وهما عقبتان خطيرتان سلّط منتقدو الطاقة الشمسية الضوء عليهما لسنوات.
ولكنّ المراهنة ضدّ رؤية ماسك للمستقبل هي مجازفة. إنه لا يكتفي بالترويج للطاقة الشمسية، بل يبني المصانع والبطاريات والعمليات على مستوى الشبكة اللازمة لجعلها مهيمنة. أما بالنسبة للنفط، فالتحذير ضمني: لم ينتهِ عهدكم، لكن العد التنازلي قد بدأ.