حسب الاداء الاخير تتجه أسعار النفط الخام نحو أكبر انخفاض لها في أربعة أشهر، وذلك بعد تقارير أشارت إلى أن أوبك+ على وشك تمديد زيادة إنتاجها لشهر آخر في اجتماعها يوم الأحد. وحسب منصات شركات تداول النفط يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 61.15 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 64.75 دولار للبرميل. وبشكل عام فقد أرتفع كلا الخامين قليلاً عن مستوياتهما عند إغلاق يوم الخميس، لكنهما كانا يتجهان نحو الانخفاض منذ بداية الأسبوع، حيث انخفض سعر خام برنت بنسبة 8.3% منذ بداية الأسبوع، بينما انخفض سعر خام غرب تكساس بنسبة 7.6%، وفقًا لوكالة رويترز.
الرسم البيانى المباشر لسعر النفط الخام
نفط الاوبك+ والتأثير على الاسعار
وكانت قد نقلت وكالة رويترز عن مصادر لم تسمها قولها بإن أوبك+ قد تقرر إضافة نصف مليون برميل إضافي إلى إنتاجها اليومي في اجتماعها المقرر في 5 أكتوبر. وعليه فقد أشار محللو بنك ING إلى هذه التقارير بأعتبارها عاملاً سلبياً قد يؤثر على أسعار النفط الخام، مع أن بعض المحللين عبروا عن شكوكهم بشأن حجم الزيادة في الإنتاج. وعلى سبيل المثال، توقع بنك جولدمان ساكس في وقت سابق من هذا الأسبوع أن تضيف أوبك+ 140 ألف برميل يومياً إلى إنتاجها الإجمالي، مع أن البنك أشار إلى أن الزيادة قد تكون أكبر بناءً على عوامل السوق.
وتشمل هذه العوامل زيادة مخزون منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أقل من المتوقع، وانخفاض مخزونات الولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها في ثمانية أشهر. وكان قد ذكر محللين أسواق السلع لدى جولدمان ساكس: “لا يزال الطلب من آسيا قوياً، ونرى مخاطر انخفاض في إنتاج النفط الروسي”. وأشار بعض الخبراء أيضا إلى الطلب الصيني وتخزين النفط، بالإضافة إلى الزيادة الموسمية في الطلب على النفط مع بدء موسم التدفئة.
ومن ناحية أخرى، فقد أشارت بلومبرج إلى وجود مؤشرات مبكرة على وفرة في العرض، حيث بلغت شحنات النفط غير المباعة من منطقة الشرق الأوسط بين 6 و12 مليون برميل في دورة سوق العقود الآجلة الأخيرة التي انتهت في سبتمبر، مع موعد التسليم في نوفمبر وديسمبر. ونقلت بلومبرج عن مصادر في تجارة النفط قولها إنه عادة ما يتم شراء هذه الشحنات من قبل تجار من الهند والصين، لكن هذا لم يحدث حتى الآن.
التحليل الفنى لسعر النفط الخام:
عزيزى القارىء وحسب التداولات الاخيرة فقد شكل سعر النفط الخام الأمريكي (WTI) نمط مثلث هبوطى على المدى اليومي، ما يشير إلى احتمال تزايد الضغط البيعي. ويختبر السعر حاليًا مستوى الدعم عند قاع المثلث، أي حوالي 62.07 دولارًا للبرميل، ولذا فإن اختراق هذا المستوى أو ارتداده قد يحدد اتجاه السعر القادم. وقد يؤدي أختراق مستوى الدعم إلى انخفاض في السعر بحجم مماثل لحجم المثلث، ليصل النفط إلى مستوى الدعم الرئيسي عند 55.95 دولارًا للبرميل أو أقل.
وفى المقابل، قد يؤدي الارتفاع القوي من مستويات السعر الحالية إلى عودة السعر إلى أعلى المثلث عند حوالي 68.00 دولارًا للبرميل. وفنيا يقع المتوسط المتحرك 100 يومي أسفل المتوسط المتحرك 200 يومي، مما يؤكد أن الاتجاه السائد هو الاتجاه الهابط، وأن احتمالية استمرار الانخفاض أكبر من احتمالية الارتداد. ويتسع الفارق بين المتوسطين المتحركين، مما يعكس تعزيز زخم الاتجاه الهابط، ويتحرك السعر أيضًا تحت هذين المؤشرين، ما يشير إلى أنهما قد يشكلان مقاومة ديناميكية خلال أي ارتفاع.
وفى نفس الوقت يرتفع مؤشر الـ Stochastic من منطقة المبيع الزائد، ما يدل على أن المشترين يحاولون السيطرة على السوق، لذا قد يجذب أي ارتفاع مستمر المزيد من المشترين. ومع ذلك، لا يزال لدى المؤشر مجال للارتفاع قبل الوصول إلى منطقة الشراء الزائد، ما يشير إلى استنفاد زخم المشترين، لذا قد يستمر أي تصحيح. ويملك مؤشر القوة النسبية RSI أيضًا مجالًا للارتفاع قبل الوصول إلى منطقة ذروة الشراء، ما يعني أن السعر قد يستمر في الارتفاع طالما أن المشترين يسيطرون على السوق.
وعليه ومع بونوص مجانى بدون أيداع فإذا استمر مستوى الدعم في احتواء الخسائر، فقد يحاول سعر النفط الخام الأمريكي الارتفاع إلى منطقة المنتصف في المثلث أو خط المقاومة التنازلي. وأما اختراق أعلى المثلث، فيشير إلى عكس اتجاه الهبوط على المدى الطويل، وقد يؤدي إلى ارتفاع إلى مستويات قياسية سابقة.