تتجه أسعار النفط الخام إلى إغلاق الأسبوع الثاني على التوالي بأرتفاع، على الرغم من أنخفاضها في بداية الأسبوع وذلك بسبب مخاوف مستمرة من وفرة المعروض، وذلك على الرغم من استمرار هجمات الطائرات المسيّرة للقوات الأوكرانية على مصافي النفط الروسية. وحسب منصات شركات تداول النفط يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 63.30 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 67.20 دولار للبرميل.
الرسم البيانى المباشر لسعر النفط الخام
عوامل محفزة لارتفاع الاسعار
من المفترض أن يكون قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة الامريكية بنسبة 25 نقطة أساس قد دعم أسعار النفط الخام، إلا أن هذا القرار كان متوقعًا، ما قد يكون قلل من تأثيره على أسعار النفط حتى قبل إعلانه. وإضافة إلى ذلك، فقد أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية عن زيادة في مخزونات المشتقات النفطية أكثر من المتوقع، مما أثار شكوكًا حول قوة الطلب في أكبر دولة مستهلكة للمنتجات النفطية. ومع ذلك، لا يزال يُهمل حقيقة أن مخزونات المشتقات النفطية كانت أقل من المتوسط الموسمي طوال هذا العام.
وفي غضون ذلك، هاجمت القوات الأوكرانية مصفي نفط روسيين آخرين، ولكن هذا لم يؤثر على أسعار النفط العالمية، حيث جاءت هذه الهجمات بالتزامن مع تصريحات الرئيس دونالد ترامب التي أكد فيها أنه يفضل انخفاض أسعار النفط على فرض المزيد من العقوبات على روسيا.
وعلى صعيد أخر فقد ساهم بيان شركة ترانسنفط هذا الأسبوع، والذي نفى فيه أن تؤدي هجمات المصفاة إلى تقليص الإنتاج، في تثبيت أسعار النفط الخام. وأوضحت الشركة أن لديها خططًا لعدم تقليص الإنتاج، مشيرة إلى أن تقرير وكالة رويترز كان يهدف إلى الإساءة إلى سمعتها، وأن هدفه هو “إثارة عدم الاستقرار في سياق الحرب الإعلامية التي يخوضها الغرب ضد روسيا”.
تحليل سعر النفط الخام:
عزيزى القارىء وحسب التداولات الاخيرة يبدو أن سعر النفط الخام الأمريكي (WTI) في مرحلة تقييم بعد اختراقه مستوى مقاومة رئيسي عند 62 دولارًا للبرميل تقريبًا. ويختبر السعر حاليًا هذا المستوى كمستوى دعم محتمل، وهو ما يتوافق مع مؤشرات تقنية أخرى قد تشجع المشترين. وفى نفس الوقت يُظهر مؤشر فيبوناتشي مناطق دعم رئيسية قد يدخل منها المشترون خلال هذه الحركة التصحيحية. ويصادف مستوى 61.8% من فيبوناتشي (62.63 دولارًا) منطقة المقاومة السابقة، مما يشكل مستوى دعم قوي.
وفي حال فشل هذا المستوى في الحفاظ على السعر، سيكون مستوى 100% من فيبوناتشي (61.69 دولارًا) المنطقة التالية المهمة، والتي قد تكون آخر خط دفاع أمام سيناريو الارتفاع. وإذا نجح أي من هذين المستويين في جذب المشترين، فقد يستأنف سعر النفط الخام الأمريكي صعوده إلى أعلى مستوى أو أعلى. ومن حيث المتوسط المتحرك، يشير أداء السعر الأخير إلى بقاء زخم قصير الأجل إيجابي، لكن إعادة الاختبار الحالية ستكون حاسمة لتحديد استمرار الاتجاه الصاعد.
وتُظهر المؤشرات تقلبات في هذه المستويات. ويبدو أن مؤشر الارتفاع والانخفاض العشوائي يقترب من منطقة المبيع الزائد، ما يشير إلى استنزاف ضغط البيع. وهذا قد يشجع على ارتفاع محتمل، خاصة مع ظهور المشترين عند مستوى الدعم الحالي. وأما مؤشر القوة النسبية (RSI)، فلديه مجال للنزول قبل الوصول إلى منطقة المبيع الزائد، ما يشير إلى إمكانية أستمرار التصحيح. ومع ذلك، فإن أي اختلاف إيجابي في هذه المؤشرات عند مستويات الدعم الرئيسية سيقوي احتمالية انعكاس الاتجاه.