كان قرار بنك إنجلترا الرئيسي بشأن السياسة النقدية متوافقًا مع توقعات المحللين، ولكن الجنيه الإسترليني تراجع أمام اليورو والاسترلينى مقابل الدولار الأمريكي بعد القرار، حيث أشار البنك إلى مؤشرات ضعف في سوق العمل. وحسب منصات شركات التداول الموثوقة فقد تهاوى زوج الاسترلينى دولار GBP/USD الى مستوى الدعم 1.3460 متخليا عن كامل مكاسبه طوال الاسبوع والتى أمتدت الى مستوى المقاومة 1.3726 والتى سجلها عقب أعلان خفض الفائدة الامريكية فى نفس الاسبوع.
الرسم البيانى المباشر لزوج الاسترلينى دولار
قرارات سياسات بنك أنجلترا ومدى التأثير
فى الاسبوع الماضى. قررت لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا تثبيت سعر الفائدة عند 4% في اجتماعها الأخير، وهو ما يتوافق مع توقعات المحللين. وحصل القرار على موافقة 7 أصوات مقابل اعتراض صوتين، حيث صوت كلا من دينجرا وتيلور لصالح خفض سعر الفائدة بنسبة 25 نقطة أساس إضافية إلى 3.75%. وكان هذا التباين في الأصوات متوقعًا من قبل السوق. وفى نفس الوقت سيبيع البنك أيضًا سندات حكومية بقيمة 70 مليار جنيه إسترليني إضافية خلال الأشهر الـ 12 القادمة، ليصل إجمالي المبيعات إلى 100 مليار جنيه إسترليني. وفي هذا الشأن أيضًا، كان هناك تباين في الآراء، حيث صوت كبير الاقتصاديين في البنك لصالح خفض 100 مليار جنيه إسترليني، بينما فضل مان خفض 62 مليار جنيه إسترليني.
وعقب الاعلان فقد أنخفضت أسعار السندات البريطانية مؤقتًا بعد الإعلان، ثم أستعادت مكاسبها، ولم يطرأ تغيير كبير في توقعات خفض سعر الفائدة في نوفمبر، حيث بلغت احتمالاته حوالي 25%. ومن جانبها فقد أعربت اللجنة عن قلقها بشأن أتجاهات التضخم؛ “لا تزال مخاطر ارتفاع معدلات التضخم على المدى المتوسط قائمة في تقديرات اللجنة”. وفى نفس الوقت لم يطرأ تغيير كبير في توجيهات البنك، حيث أكد على ضرورة “اتباع نهج تدريجي وحذر في تخفيف القيود النقدية”. وأضاف البنك بأن هناك تباطؤًا في نمو سوق العمل.
الدولار الامريكى ينهار على أثر خفض الفائدة من الاحتياطى الفيدرالى
قبيل أعلان بنك أنجلترا سبق ذلك تفاعل سعر الدولار الامريكى سلبا مقابل باقى العملات الرئيسية الاخرى بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي يدفع الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي إلى مستوى المقاومة 1.37. ولكن وسط ضغوط بيع لجنى الارباح فقد أستمر تراجع سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي (GBP/USD) بعد قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي خلال عطلة نهاية الأسبوع، على الرغم من أن التحليل الأساسي لا يزال يشير إلى ارتفاع إلى أعلى مستوياته في عام 2025 خلال الأسابيع القادمة.
وحسب منصات شركات التداول المرخصة. فقد شهد الدولار الامريكى مبيعات واسعة النطاق قبل قرار الاحتياطي الفيدرالي، مما يدل على أن الأسواق كانت تتوقع هذا القرار مسبقاً، لدرجة أنه أصبح من الواضح أن حدوث رد فعل قوي كان محتملاً. وحدث هذا الارتفاع المفاجئ في سعر الصرف في الدقائق التي أعقبت القرار، حيث ارتفع سعر الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي ثم انخفض سريعا. وهذا النوع من ردود الفعل في الأسعار ليس شائعاً قبل قرارات البنوك المركزية الرئيسية التي سيكون لها عواقب بعيدة المدى.
وبعد ذلك فقد أثر قرار بنك إنجلترا بشأن السياسة النقدية يوم الخميس الماضى على قدرة الجنيه الإسترليني على أستعادة بعض خسائره، حيث لم يشهد القرار أي تغيير في أسعار الفائدة، لكنه أشار إلى احتمال خفض آخر قبل نهاية العام. وبالنسبة للأسواق المالية والتي كانت تتوقع عدم إجراء أي خفض آخر، كان هذا القرار “تريثياً” مما أثر سلباً على سعر الجنيه الإسترليني.
ولكن، يجب أخذ في الاعتبار أن الدولار الامريكى لا يزال المسيطر على سعر صرف الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي، ولهذا السبب لا يزال من الممكن أن يرتفع سعر الصرف. حيث لم يكتفِ بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة الامريكية، بل أشار أيضاً إلى أستعداده لمزيد من الخفض في الأشهر القادمة، مما سيؤثر سلباً على الدولار الأمريكي. وتشمل هذه العوامل تباطؤ النمو الاقتصادي وضعف سوق العمل، بينما كان ارتفاع التضخم بعد فرض التعريفات الجمركية أقل حدة من المتوقع. ويعتقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي أنه بإمكانه خفض أسعار الفائدة الامريكية أكثر دون أن يحفز التضخم، خاصةً إذا تمكن من تخفيف الضغوط السياسية من البيت الأبيض. ولذلك، لا يبدو أن توقع سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي عند 1.3750 غير منطقي.
التحليل الفنى لزوج الاسترلينى دولار أمريكى:
عزيزى القارىء وحسب التداولات الاخيرة لا يزال زوج العملات الاسترلينى دولار أمريكى GBP/USD يتداول تحت متوسط الحركة المتحرك لمدة 100 ساعة، وعلى الرغم من الارتفاع الذي شهده مؤخرًا. فقد ساهم هذا الارتفاع في تعافي الزوج من مستويات البيع المفرط على مؤشر القوة النسبية (RSI) لمدة 14 ساعة. وعلى المدى القريب، سيحاول الثيران أستمرار هذا الارتفاع للتحرك صوب مستوى المقاومة 1.3520 و 1.3580 على التوالى وفى المقابل قد يسعى الدببة لاستغلال ضغوط البيع لجنى الارباح للتحرك صوب مستوى الدعم 1.3430 ثم الى الدعم 1.3390 على التوالى.
وعلى المدى البعيد وحسب الاداء على شارت اليومي، يتداول زوج العملات جنيه إسترليني/دولار أمريكى GBP/USD ضمن قناة حيادية. ومع ذلك، فقد تراجع مؤشر القوة النسبية (RSI) على أساس 14 يومًا مؤخراً، مما يشير إلى تجنب وضع ذروة الشراء. ولذا، سيحاول الدببة الاستمرار فى الدفع لاسفل بخسائر الى مستوى الدعم 1.3370 ثم الى مستوى الدعم 1.3200 على التوالى وفى المقابل وعلى نفس الفترة الزمنية قد يسعى الثيران لتغير وجهة زوج العملات فى حال نجحوا فى الانطلاق صوب مستوى المقاومة 1.3660 ثم الى مستوى المقاومة 1.3820 على التوالى.