بنهاية تداولات الاسبوع الماضى زادت ضغوط بيع الدولار الامريكى وعليه فقد تحرك مؤشر العملة الامريكية الى مستوى الدعم 97.43 الادنى للمؤشر منذ أكثر من خمسة أسابيع ويستقر حول مستوى 97.75 وقت كتابة التحليل. أداء العملة الامريكية يتبع أنخفاض عوائد سندات الخزانة قصيرة الأجل وذلك بعد أن أثارت أدلة على تدهور أكثر خطورة في سوق العمل مخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي ودعمت الرهانات على تخفيضات متعددة لأسعار الفائدة الامريكية من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
الرسم البيانى المباشر لمؤشر الدولار الامريكى
أرقام الوظائف الامريكية بأقل من كل التوقعات
حسب أعلان رسمى فقد أُضيف 22 ألف وظيفة أمريكية غير زراعية في أغسطس، وهو ما يتناقض بشكل حاد مع توقعات زيادة قدرها 75 ألف وظيفة، بينما ارتفع معدل البطالة فى البلاد إلى أعلى مستوى له في أربع سنوات تقريبًا عند 4.3%. وعموما فقد توافقت البيانات المتشائمة مع التصريحات الحذرة لأعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ال FOMC والذين أشاروا مؤخرًا إلى ضرورة تعديل أسعار الفائدة الامريكية لاستيعاب تباطؤ الاقتصاد وسوق العمل. ومن المتوقع الآن أن يستأنف البنك المركزي الامريكى دورة تخفيض أسعار الفائدة هذا الشهر وأن يُجري ثلاثة تخفيضات إجمالية هذا العام.
وفي المقابل، فقد أستمر نمو التوظيف في منطقة اليورو وارتفع معدل التضخم في الكتلة، مما دفع متداولي أسعار الفائدة إلى تفضيل عدم إجراء المزيد من التخفيضات لأسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي هذا العام، مما رفع قيمة اليورو، العملة الأكبر بلا منازع في مكونات مؤشر الدولار الأمريكي.
عائد سندات الخزانة الأمريكية إلى ألادنى خلال 5 أشهر
حسب الاداء عبر منصات شركات التداول الموثوقة. فقد أنخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بشكل حاد إلى 4.10٪ يوم الجمعة، وهو أدنى مستوى له في خمسة أشهر، حيث عززت الأدلة على التدهور الحاد في سوق العمل الأمريكي التوقعات الحمائمية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي ودفعت المستثمرين إلى الأصول الآمنة. وحسب المعلن رسميا فقد أرتفعت الوظائف الامريكية غير الزراعية بمقدار 22 ألفًا في أغسطس، وهو أقل بكثير من التوقعات بزيادة قدرها 75 ألفًا لتعزيز التراجع الحاد في نمو الرواتب منذ مايو، بينما ارتفع معدل البطالة إلى أعلى مستوى له منذ عام 2021.
وبشكل عام فقد عززت النتيجة التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيستأنف دورة التخفيض بخفض 25 نقطة أساس في أسعار الفائدة هذا الشهر، بينما تأرجح متداولو الأسعار لصالح ثلاثة تخفيضات إجمالية في أسعار الفائدة هذا العام.
ومع ذلك، فإن الانخفاض الأكثر ليونة في عوائد السندات لأجل 30 عامًا، والتي لا تزال أعلى منذ بداية العام حتى الآن، يشير إلى أن المخاوف التضخمية بسبب التعريفات الجمركية والسياسة المالية التوسعية لا تزال قائمة، مما يحد من مجال التخفيض لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من الدورة.
التوقعات الفنية لمؤشر الدولار الامريكى:
عزيزى القارىء وحسب التداولات الاخيرة يواصل مؤشر الدولار الأمريكي DXY تداوله دون خط المتوسط المتحرك لـ 100 ساعة، على الرغم من أرتداده. وقد ساعد أرتداد يوم الجمعة المتأخر على تعافي مؤشر الدولار الأمريكي من مستويات ذروة البيع لمؤشر القوة النسبية لـ 14 ساعة. وعلى المدى القريب، سيسعى الثيران إلى تمديد الارتداد الحالي بالتحرك صوب مستوى المقاومة 98.00 ثم الى مستوى المقاومة 98.25 على التوالى. وفى المقابل، سيسعى الدببة إلى جني الأرباح والتحرك بالمؤشر الى مستوى الدعم 97.50 ثم الى مستوى الدعم 97.25 على التوالى.
وعلى المدى البعيد وحسب الاداء على الرسم البياني اليومي، يتداول مؤشر الدولار الأمريكي DXY ضمن قناة هابطة. ومع ذلك، لا يزال مؤشر القوة النسبية (RSI) لـ 14 يومًا قادرًا على الارتفاع قبل الوصول إلى حالة ذروة البيع. ولذلك، سيسعى الدببة إلى تمديد الانخفاضات الحالية والتحرك صوب مستوى الدعم 96.60 ثم الى مستوى الدعم النفسى 95.00 والتى بدورها ستحرك المؤشرات الفنية صوب مستويات تشبع بالبيع. وفى المقابل وعلى نفس الفترة الزمنية قد يستعد الثيران الانطلاق لاعلى وتحقيق مكاسب صوب مستوى المقاومة 98.80 ثم الى المقاومة النفسية 100.00 على التوالى.
نصائح تداول:
توصيات العملات: شراء الدولار الامريكى على المدى القريب
وفى هذا الصدد يُشير نموذج توقيت السوق على المدى المتوسط إلى إشارة شراء مُخالفة للتوقعات بالنسبة للدولار الامريكى وذلك حسب توقعات لونغفيو إيكونوميكس Longview Economics وتعتقد مذكرة استراتيجية جديدة من لونغفيو إيكونوميكس، وهي شركة أبحاث واستراتيجيات سوقية مستقلة، أن “التداول المؤلم” على المدى القريب هو لارتفاع الدولار. وتقول لونغفيو في مذكرة بحثية جديدة: “كان سعر الدولار الأمريكي قويًا نسبيًا، أي منذ أن بدأ “هجوم” ترامب على بنك الاحتياطي الفيدرالي في أوائل أغسطس. وعلى وجه الخصوص، فقد أستمر مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) في التداول حول متوسطه المتحرك لـ 50 يومًا الشهر الماضي. ولذلك، لم ينخفض، على الرغم من تدفق الأخبار السلبية (أي أن السوق كان مرنًا)”.
ويوضح البحث أيضا أن مرونة الدولار الأمريكي تكمن في وضع السوق المضاربي الذي هو بالفعل مركز بيع صافٍ، وفي السياق نفسه، تُشير قراءات المعنويات المقاسة إلى هبوطية. ويضيف التقرير بالقول: “في الأسابيع الأخيرة، توقع المتشائمون مزيدًا من ضعف الدولار، نظرًا لخطر فقدان الاحتياطي الفيدرالي لاستقلاليته وإجباره على خفض أسعار الفائدة. وعلى وجه الخصوص، تزايدت المخاوف من “الهيمنة المالية”، حيث قلل العديد من الأكاديميين والاقتصاديين من نظرتهم لمصداقية الاحتياطي الفيدرالي”. وغالبًا ما يُمثل التمركز الكبير أحادي الاتجاه مؤشرًا جيدًا على عكس الاتجاه. وبناءً على هذا المؤشر وغيره، فإن نموذج لونفيو لتوقيت السوق متوسط الأجل للدولار “يُصدر إشارة شراء عكسية”.
وحسب الاداء عبر منصات شركات التداول المرخصة. فقد أنخفض سعر الدولار الامريكى بشكل ملحوظ في النصف الأول من عام 2025، ولكنه تعافى خلال الربع الثالث.
والسؤال المطروح للمستثمرين هو: هل نشهد استقرارًا في الاتجاه الهبوطي أم تحولًا؟
يعتقد لونجفيو أن هناك أسبابا اقتصادية قوية لمرحلة طويلة من ضعف الدولار الامريكى تستمر لسنوات، لكن “تداولات الألم على المدى القريب تتجه حاليا نحو الصعود”.