سعر الدولار الامريكى اليوم فى أنتظار حدث هام ومثير. فما المتوقع ؟

خلال جلسة تداول اليوم الاربعاء وقبيل حدث هام ومثير لاسواق العملات الفوركس بقيادة الدولار الامريكى. وحسب منصات شركات التداول الموثوقة. فقد أستقر مؤشر الدولار الأمريكي DXY والذى يقيس أداء العملة الامريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية الاخرى عند حوالي 96.60 مستقرًا عند أدنى مستوياته في شهرين ونصف، منخفضًا بنحو 1% حتى الآن هذا الأسبوع، وذلك مع أستعداد المستثمرين لقرار السياسة النقدية المرتقب لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

الرسم البيانى المباشر لمؤشر الدولار الامريكى

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يُجري الاحتياطي الفيدرالي خفضًا في أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في وقت لاحق من اليوم، حيث تتوقع الأسواق حوالي 67 نقطة أساس من إجمالي التيسير النقدي بحلول نهاية العام. وقد عززت هذه التوقعات بيانات تُظهر تباطؤًا في سوق العمل، حتى مع بقاء التضخم أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%. كما سيُدقق المستثمرون في توقعات “النقاط البيانية” الفصلية للبنك المركزي بحثًا عن مؤشرات على مسار أسعار الفائدة.

وعلى صعيد نتائج البيانات الاقتصادية، فقد أرتفعت مبيعات التجزئة الأمريكية في أغسطس للشهر الثالث على التوالي، مسجلةً مكاسب واسعة النطاق تُوّجت بصيفٍ قوي من إنفاق المستهلكين. وانخفض الدولار مقابل العملات الرئيسية، ملامسًا أدنى مستوى له في أربع سنوات مقابل اليورو.

توقعات الفائدة الامريكية اليوم

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه في سبتمبر 2025، ليصل إلى نطاق 4.00%-4.25%، وهو أول خفض لتكاليف الاقتراض منذ ديسمبر. وتأتي هذه الخطوة في ظل تباطؤ سوق العمل الامريكى، مع بقاء نمو الرواتب دون 100 ألف وظيفة لأربعة أشهر متتالية.

كما توقف انكماش التضخم، وتسارع التضخم الامريكى إلى 2.9% في أغسطس، في حين لم يتضح بعد التأثير الكامل للرسوم الجمركية. وعموما لا تزال التوقعات بخفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس محدودة، على الرغم من أن الرئيس الامريكى ترامب حثّ الاحتياطي الفيدرالي علنًا على إجراء “خفض كبير”. وفى نفس الوقت سيصدر بنك الاحتياطي الفيدرالي أيضًا توقعات اقتصادية محدثة ومخططًا جديدًا للنقاط، حيث تتوقع الأسواق المالية إجراء خفضين إضافيين على الأقل بربع نقطة قبل نهاية العام. ويأتي الاجتماع في الوقت الذي رفضت فيه محكمة الاستئناف الأميركية محاولة الرئيس ترامب إقالة ليزا كوك من مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، في حين أكد مجلس الشيوخ مساء الاثنين انضمام ستيفن ميران إلى المجلس.

معدل التحوطات ضد الدولار الامريكى

لا يزال التحوط ضد ضعف الدولار الأمريكي أحد العوامل الرئيسية وراء ضعفه. وفى هذا الصدد ووفقًا لاستطلاع رأي واسع الانتشار أجراه بنك أوف أمريكا لمديري الصناديق، أفاد 38% من المشاركين أنهم يتطلعون إلى زيادة التحوطات ضد ضعف الدولار الامريكى. وتمثل هذه النسبة أرتفاعًا من 33% في أغسطس، وهي أعلى مستوى منذ يونيو 2025. وتؤكد النتائج أن المستثمرين يبيعون الدولار الامريكى عند دخولهم في صفقات توفر لهم تحوطًا ضد المزيد من ضعف الدولار.

لماذا التحوط؟

أنخفاض سعر الدولار الامريكى يعني انخفاض عوائد المستثمرين الأجانب الذين يحتفظون بالأسهم الأمريكية، حيث تنخفض قيمة الأموال المُعادة إلى الوطن بسبب حركة العملات. وعندما كان الدولار الامريكى في ارتفاع مستمر لسنوات، لم تكن هذه مشكلة؛ بل إن عدم التحوط يزيد من عوائدك مع ارتفاع قيمة الدولار مقابل عملتك المحلية. وتغير كل هذا هذا العام مع تراجع سعر الدولار الأمريكي في مواجهة أجندة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة بشأن التجارة ورغبته في التدخل في المؤسسات الأمريكية.

وعليه فإن الحاجة إلى التحوط من انخفاض قيمة الدولار تُغذي هذا التراجع، حيث يُخرج المستثمرون الصفقات التي تحقق أرباحًا من ضعف الدولار لتغطية الخسائر المُعدلة بالعملة في محافظهم الاستثمارية. وبأختصار، يُغذي هذا السلوك التحوطي ضعف الدولار الأمريكي ويُعزز عمليات البيع. وتُشير نتائج بنك أوف أمريكا إلى أن المستثمرين يتطلعون إلى زيادة التحوطات، مما يُشير إلى أن هذا المصدر لضعف الدولار الأمريكي لديه مجال للتوسع. ومن النتائج المثيرة للاهتمام الأخرى التي توصل إليها الاستطلاع أن 26% من المشاركين يرون أن موجة ثانية من التضخم تُمثل أكبر مخاطر التقلبات، يليه 24% يرون أن “فقدان الاحتياطي الفيدرالي استقلاليته وانخفاض قيمة الدولار الأمريكي” هو أكبر هذه المخاطر.

وجهود ترامب لتشكيل بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى على شاكلته جارية على قدم وساق، بينما يوشك بنك الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة اليوم، حيث يبدو أن التضخم مستقر فوق 2.0%. هذا هو أساس انخفاض قيمة الدولار. ومع ذلك، تتمثل إحدى المشكلات التي تواجه المتفائلين بشأن اليورو في أن التحول إلى الأصول الأوروبية قد توقف على ما يبدو.

وفى نفس الوقت يجد الاستطلاع أن “النظرة إلى استثنائية الاتحاد الأوروبي قد تضررت، مع تراجع التركيز المفرط على أسهم الاتحاد الأوروبي بشكل أكبر، وانخفاض الفجوة مع استمرار انخفاض التركيز المفرط على أسهم الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى له منذ فبراير. وإذا كان التحول إلى الأسهم الأوروبية قد عزز الدعم الكامل لليورو في النصف الأول، فإن تراجعه قد يعني تباطؤًا في اتجاه اليورو مقابل الدولار الامريكى في النصف الثاني.

نصائح تداول: