مؤخرا شهدت العقود الآجلة للنفط الخام تغيرًا طفيفًا ، حيث واجهت الأسعار صعوبة في تحديد اتجاهها وسط إنتاج قياسي وزيادة فاقت التوقعات في سعة التخزين. وعموما ستحاول أسعار النفط الأمريكي الآن إيجاد المحفز التالي لاستعادة مستوى 60 دولارًا للبرميل. وحسب الاداء عبر منصات شركات تداول النفط يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 60.20 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 64.50 دولار للبرميل. وبشكل عام فقد انخفضت أسعار النفط الخام الأمريكي بنسبة 18% هذا العام، وهي في طريقها لتسجيل خسارة أسبوعية. وفى نفس الوقت يتجه سعر خام برنت أيضًا لتسجيل انخفاض أسبوعي، ليضاف إلى انخفاضه السنوي بنسبة 16%.
الرسم البيانى المباشر لسعر النفط
عوامل التأثير على سوق النفط
يرى خبراء أسواق السلع بأن عوامل التأثير على سوق النفط الخام تتمثل فى الاتى:
أولاً، ارتفع إنتاج النفط الامريكى بمقدار 211 ألف برميل يوميًا ليصل إلى 13.9 مليون برميل يوميًا، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية. وكان هذا أعلى مستوى مسجل على الإطلاق.
ثانيًا، ارتفعت مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار 6.413 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 7 نوفمبر، مقارنةً بارتفاع الأسبوع السابق البالغ 5.202 مليون برميل. وجاء هذا الارتفاع أعلى من متوسط توقعات السوق البالغ مليوني برميل.
وحسب المعلن فقد أنخفضت إمدادات البنزين بمقدار 945 ألف برميل، وانخفضت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 637 ألف برميل، وارتفعت مخزونات زيت التدفئة بمقدار 55 ألف برميل.
وفي الوقت الحالي، يبدو أن قلق المستثمرين بشأن فائض المعروض العالمي أكبر من قلقهم بشأن العقوبات الوشيكة على شركة لوك أويل الروسية. لكن هذا الوضع قد ينعكس، وحسب الخبراء فمن المتوقع أن تتلقى أسعار النفط دعمًا كبيرًا عند حوالي 60 دولارًا للبرميل، لا سيما في ظل احتمال حدوث اضطراب قصير المدى في تدفقات الصادرات الروسية بمجرد تطبيق عقوبات أكثر صرامة. وفي نفس الوقت، تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) أن يصل الإنتاج المحلي إلى مستوى قياسي جديد، بينما سيزداد الإنتاج بوتيرة أسرع من الطلب.
التحليل الفنى لسعر النفط:
عزيزى القارىء حسب ما هو ملاحظ يتداول سعر خام غرب تكساس الوسيط ضمن قناة هابطة خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث يحوم السعر حاليًا حول مستوى 59.90 دولارًا للبرميل بعد ارتداده عن قاع القناة. ويلتزم هذا الاداء بخط الاتجاه الهابط هذا على الرغم من ازدياد التقلبات، مما يشير إلى أن البائعين لا يزالون يسيطرون على الاتجاه طويل الأجل. ومع بونوص مجانى بدون أيداع عموما. يبدو أن السعر يستمد الدعم من قاع القناة مرة أخرى، لذا قد يحدث تصحيح إلى منطقة منتصف القناة أو قمتها. وقد يجذب الارتداد إلى منطقة منتصف القناة السعرية عند حوالي 60.50 دولارًا للبرميل أهتمامًا جديدًا بالبيع، بينما قد يصل تصحيح أكبر إلى قمة القناة السعرية بالقرب من 61.00 دولارًا أو مستوى المقاومة الديناميكي للمتوسط المتحرك البسيط 100، والذي قد يكون بمثابة الحد الفاصل لتراجع هبوطي.
وفيما يتعلق بالمتوسطات المتحركة، يقع المتوسط المتحرك البسيط 100 أسفل المتوسط المتحرك البسيط 200 مما يؤكد على أن المسار الاقوى هو هبوطي، أو أن عمليات البيع من المرجح أن تكتسب زخمًا أكثر من أن تنعكس. وتتسع الفجوة بين المؤشرات لتعكس تزايد الضغط الهبوطي، كما يتحرك السعر دون كلا المتوسطين المتحركين كتأكيد إضافي على الاتجاه الهبوطي. وفى نفس الوقت يرتفع مؤشر ستوكاستيك من منطقة ذروة البيع، مما يدل على أن المشترين يسيطرون على السوق حاليًا، لذا قد يستمر التصحيح بينما يتجه المذبذب لاعلى. ومع ذلك، يقترب المؤشر من منطقة ذروة الشراء، مما يعكس إرهاقًا لدى المشترين، لذا فإن الانخفاض يعني عودة ضغط البيع.
ومؤخرا فقد أرتفع مؤشر القوة النسبية (RSI) أيضًا من منطقة ذروة البيع، مما يشير إلى وجود زخم صعودي خلال التراجع. ويمتلك المذبذب مساحةً واسعةً للارتفاع قبل الوصول إلى منطقة ذروة الشراء، مما يعني أن التصحيح قد يمتد أكثر قبل عودة الزخم الهبوطي. وعليه فإذا صمدت أيٌّ من مستويات المقاومة كسقف، فقد يستأنف سعر خام غرب تكساس الوسيط انخفاضه إلى قاع القناة أو أدنى. ومن ناحية أخرى، قد يشير اختراق قمة القناة الهابطة إلى تحول في الاتجاه.