مسار التصحيح الهبوطى لاسعار الغاز الطبيعى لا يزال سليما. بالامس أرتفعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي الأمريكي نحو 3.9 دولار/مليون وحدة حرارية بريطانية، منتعشة من أدنى مستوى لها في أكثر من ثلاثة أسابيع ولكن ما لبث أن عاد السعر للاستقرار هبوطيا حول مستوى 3.75 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية وقت كتابة التحليل، مكاسب الارتداد لاعلى الاخيرة جائت على أثر أستأنف مصنع تصدير الغاز الطبيعي المسال والتابع لشركة فريبورت في تكساس عملياته بعد أن أغلقته صاعقة يوم الاثنين.
شارت سعر الغاز الطبيعى
ومن المتوقع أن يعزز هذا إعادة التشغيل تدفقات الغاز إلى مرافق تصدير الغاز الطبيعي المسال، والتي بلغ متوسطها 15.7 مليار قدم مكعب يوميًا حتى الآن في مارس، ارتفاعًا من مستوى قياسي بلغ 15.6 مليار قدم مكعب يوميًا في فبراير. وتأتي هذه الزيادة مع بدء تشغيل وحدات جديدة في مصنع بلاكيمينز للغاز الطبيعي المسال التابع لشركة فينشر جلوبال في لويزيانا والذي تبلغ طاقته 3.2 مليار قدم مكعب يوميًا.
وعلى جبهة أحوال الطقس التى تؤثر على السوق، يتوقع خبراء الأرصاد الجوية درجات حرارة أعلى من المعدل الطبيعي في جميع أنحاء الولايات الـ 48 السفلى حتى 9 أبريل، مما قد يقلل الطلب ويسمح للمرافق بزيادة التخزين. ويشير المحللون إلى أن مخزونات الغاز قد ترتفع في مارس لأول مرة منذ عام 2012. وبالإضافة إلى ذلك، فقد ارتفع متوسط إنتاج الغاز في الولايات الـ 48 السفلى إلى 106.0 مليار قدم مكعب يوميًا حتى الآن في مارس، متجاوزًا الرقم القياسي المسجل في فبراير والبالغ 105.1 مليار قدم مكعب يوميًا.
نصائح تداول:
وبشكل عام لا تزال الصورة الفنية العامة للغاز الطبيعي هبوطية على المدى القصير إلى المتوسط، حيث يترقب المتداولون المزيد من علامات ضعف الطلب في ظل ارتفاع درجات الحرارة. ومن المتوقع أن يُلقي تقرير المخزونات القادم الصادر عن وزارة الطاقة الامريكية مزيدًا من الضوء على أوضاع السوق، حيث يُؤكد ارتفاعٌ أكبر في المخزونات أن العوامل الموسمية تُؤثر على المشتريات.
ومن ناحية أخرى، قد يُشير انخفاضٌ آخر في المخزونات إلى أن العرض مُقيّدٌ أيضًا، مما قد يُوفر دعمًا كافيًا للسلعة للحفاظ على اتجاهها الصعودي أو على الأقل تثبيتها عند مستوياتها الحالية. وقد يتوقف تحرك سعر الدولار الامريكى ومعنويات السوق بشكل عام على مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي الأمريكي غدا الجمعة.
التحليل الفنى لسعر الغاز الطبيعى:
مؤخرا أستمرت أسعار الغاز الطبيعي NATGAS/USD في مسارها الهبوطي خلال الأسابيع الماضية، حيث يُتداول حاليًا عند 3.846 دولار أمريكي، مُظهرةً ضعفًا مستمرًا منذ وصولها إلى أعلى مستوياتها السنوية قرب 5.000 دولار أمريكي في فبراير. وكانت قد أنخفضت سلعة الطاقة بشكل ملحوظ من ذروتها الأخيرة، مخترقةً مستويات دعم مهمة. حيث يقع السعر الحالي فوق مستوى 3.800 دولار أمريكي، وهو مستوى نفسي مهم، مباشرةً، بينما تُوفر مستويات تصحيح فيبوناتشي مقاومة واضحة فوقه.
ويُمثل امتداد فيبوناتشي 38.2% عند 4.460 دولار أمريكي أول عقبة كبيرة أمام أي انتعاش مُحتمل، ويليه امتداد 50% عند 4.661 دولار أمريكي. وقد يدفع ضغط صعودي أقوى سعر الغاز الطبيعي إلى مستوى امتداد 61.8% عند 4.682 دولار أمريكي، ثم إلى مستوى الامتداد الكامل عند 5.513 دولار أمريكي. ويتداول السعر حاليًا دون المتوسطين المتحركين البسيطين 100 و200، مما يعكس ضغطًا هبوطيًا. وعلى الرغم من أن المتوسط المتحرك البسيط 100 يقع حاليًا فوق المتوسط المتحرك البسيط 200، إلا أن المتوسط المتحرك البسيط 100 ينحدر نحو الأسفل ويضيق فجوته مع المتوسط المتحرك البسيط على المدى الأطول، مما يشير إلى تقاطع هبوطي محتمل قد يجذب المزيد من البائعين قريبًا.
وفى نفس الوقت يُظهر مؤشر ستوكاستيك علامات أستنفاد محتملة في ضغط البيع، مع اقتراب القراءات من منطقة ذروة البيع. وقد يشير هذا إلى أرتداد مؤقت أو استقرار في المدى القريب. ومع ذلك، لم يُشكل المؤشر بعد تباعدًا صعوديًا واضحًا يُشير إلى انعكاس أكبر.