حسب التداولات الاخيرة واصلت العقود الآجلة للغاز الطبيعي تراجعها ، على الرغم من انخفاض المخزونات الأمريكية بأكثر من المتوقع. وبشكل عام فقد تعرضت هذه السلعة النفطية لضغوط منذ ارتفاعها فوق 5 دولارات الأسبوع الماضي، حيث يُرجّح أن يكون المستثمرون قد جنوا أرباحهم تحسبًا لتوقعات بتحسن الأحوال الجوية. وحسب منصات شركات التداول الموثوقة. فقد أنخفضت العقود الآجلة للغاز الطبيعي إلى 4.00 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية (Btu) بعد مكاسب أمتدت الى مستوى المقاومة 5.18 دولار. وبشكل عام يتجه سعر الغاز الطبيعي NATGAS/USD نحو تسجيل خسارة أسبوعية فادحة تقارب 17%، مما يقلل مكاسبه منذ بداية العام إلى أقل من 36%.
الرسم البيانى المباشر لسعر الغاز الطبيعى
تراجع مخزونات الغاز الطبيعى الامريكية
حسب أعلان رسمى فقد أنخفضت مخزونات الغاز الطبيعي الامريكية في الأسبوع المنتهي في 5 ديسمبر بمقدار 177 مليار قدم مكعب، مسجلةً بذلك رابع انخفاض أسبوعي متتالٍ. وكان هذا الرقم أعلى بقليل من توقعات السوق التي أشارت إلى انخفاض قدره 165 مليار قدم مكعب. وحسب المعلن فقد شهدت مخزونات الغاز الطبيعي انخفاضًا واسع النطاق، بقيادة منطقة الغرب الأوسط (انخفاض قدره 58 مليار قدم مكعب)، ثم منطقة الجنوب الأوسط (55 مليار قدم مكعب)، وأخيرًا منطقة الشرق (45 مليار قدم مكعب). وبالتالي، يبلغ إجمالي إمدادات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة الامريكية 3.746 تريليون قدم مكعب، بأنخفاض قدره 28 مليار قدم مكعب، أو 0.7%، مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي. إلا أن هذا الرقم يزيد بمقدار 103 مليارات قدم مكعب، أو ما يقارب 3%، عن متوسط الخمس سنوات البالغ 3.643 تريليون قدم مكعب.
عوامل ضعف سوق الغاز
حسب الاداء الاخير. يُعزى هذا التراجع في أسعار الغاز الطبيعي إلى مزيج من جني المستثمرين للأرباح، وبالإضافة إلى توقعات بارتفاع درجات الحرارة وذوبان الثلوج مع اقتراب عيد الميلاد. ولكن محللين أسواق السلع يقولون بإن على المتداولين التركيز على شهر يناير. وحسب التوقعات يكمن العامل الحاسم في توقيت أخذ توقعات الطقس في الحسبان، وتغير التوقعات مع اقتراب موسم الأعياد. ولا يزال بعض خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون شهر يناير أبرد من المعتاد، ويقللون من أهمية ارتفاع درجات الحرارة المتوقع خلال فترة أعياد الميلاد.
التحليل الفنى لسعر الغاز الطبيعى:
عزيزى القارىء وحسب الاداء مؤخرا فقد تراجع سعر الغاز الطبيعي NATGAS/USD من ذروته الأخيرة قرب مستوى 5.300 دولار، مما يشير إلى احتمال بدء تصحيح طويل الأمد على الإطار الزمني اليومي. ويبدو أن السعر يجد دعمًا حول منطقة 4.100 دولار، ولكن قد تحدث المزيد من الخسائر قبل عودة المشترين. وفى نفس الوقت تُظهر أداة تصحيح فيبوناتشي مناطق محتملة لظهور اهتمام بالشراء عند الانخفاض. حيث يقع مستوى 38.2% من فيبوناتشي عند 4.339 دولار، بينما يقع مستوى 50% عند 4.043 دولار.
وقد يصل التراجع الأكبر إلى مستوى تصحيح فيبوناتشي 61.8% عند 3.747 دولارًا، والذي يتزامن مع خط دعم الاتجاه الصاعد الظاهر على الرسم البياني، وقد يُشكّل أرضيةً حاسمةً لاتجاه صعودي. وتشير المؤشرات الفنية حاليًا إلى صورة متباينة. حيث يبدو أن المتوسط المتحرك البسيط لـ 100 يوم والمتوسط المتحرك البسيط لـ 200 يوم يتقاربان، مما يُشير إلى ضعف الزخم. ومع ذلك، لا يزال السعر يتداول فوق كلا مستويي الدعم الديناميكيين، مما قد يُحافظ على الاتجاه الصعودي على المدى الطويل. ويتذبذب مؤشر ستوكاستيك في منتصف نطاقه، مما يُشير إلى حالة من التردد بين المشاركين في السوق. ويمتلك المؤشر مجالًا واسعًا للانخفاض قبل الوصول إلى منطقة ذروة البيع، مما يعني أن ضغط البيع قد يستمر على المدى القريب ويدفع الغاز الطبيعي نحو مستويات فيبوناتشي الاقل.
ويتجه مؤشر القوة النسبية (RSI) أيضًا نحو الانخفاض، ولديه مساحة كبيرة للتحرك خلال هبوطه، مما يعكس استمرار الزخم الهبوطي. ويشير هذا إلى أن البائعين يسيطرون على السوق حاليًا، وقد يستمر السعر في التأثر بهم حتى يصل المؤشر إلى منطقة ذروة البيع.