بنهاية تداولات الاسبوع المثير الماضى. أستعاد الجنيه الإسترليني خسائره السابقة أمام الدولار الأمريكي واليورو ، وذلك على أثر أعلان الادارة الامريكية تأجيل تطبيق الرسوم الجمركية العالمية الجديدة على الواردات لمدة 90 يومًا، مما قد يعيد زوج الجنيه الإسترليني/اليورو GBP/EUR إلى مستوى 1.1720 خلال الجلسة المقبلة، مع استعادة زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي GBP/USD مستوى المقاومة النفسية 1.3000 بمكاسب أمتدت الى مستوى المقاومة 1.3144 بالقرب من الاعلى لزوج العملات منذ ستة أشهر وأغلق تداولات الاسبوع الصعودى مستقرا حول مستوى 1.3082 .
الرسم البيانى المباشر لزوج الاسترلينى دولار
تأجيل التعريفات الامريكية يزيد من مكاسب الاسترلينى
حسب تداولات سوق العملات الفوركس. فقد زادت مكاسب الجنيه الاسترلينى مقابل باقى العملات الرئيسية الاخرى وذلك بعد أن أعلن الرئيس الامريكى دونالد ترامب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي أن الرسوم الجمركية العالمية المتبادلة التي فرضها ستُخفض إلى 10%، وأن تطبيقها سيُؤجل أيضًا لمدة 90 يومًا.
وفى نفس الوقت يُشكّل الارتفاع المُحتمل في أسواق الأسهم العالمية، واحتمال استقرار سوق سندات الجنيه الإسترليني، وقودًا لانتعاش الجنيه الإسترليني فى الايام المقبلة، والذي قد يستفيد أيضًا من الميل الهبوطي للرنمينبي المُرجّح تجاريًا، إذ يُمثّل هذا رياحًا معاكسة مستمرة للدولار الأمريكي ذي الارتباط الإيجابي.
وحسب أخر تطورات الحروب التجارية العالمية. فقد رُفعت الرسوم الجمركية على الواردات من الصين إلى 125% بين عشية وضحاها، بعد أن رفعت وزارة التجارة في بكين الرسوم التي فرضتها إلى 118% سابقًا، مما يُمثل عائقًا إضافيًا لثاني أكبر اقتصاد في العالم، ومصدر ضغط على عملتها التي تراجعت قيمتها بشكل مُتحكم فيه خلال الأيام الأخيرة.
وفى نفس الوقت يُمثل هذا عائقًا للدولار الأمريكي أيضًا، لأن نهج بكين القائم على سلة عملاتها في تحديد سعر صرفها العائم المُدار يُنشئ ارتباطًا إيجابيًا، إن لم يكن شبه مُرتبط به، بالعملة الأمريكية. ومع ذلك، فإن تثبيتات التعادل المركزي وحدود التداول ذات الصلة تعني أن انخفاض قيمة العملة لا يحدث إلا ببطء. والبديل الآخر هو أن يتفاوضوا مع ترامب، فيمنحهم رسومًا جمركية مخفضة، أقل بكثير من 104%، وربما يعود إلى 10% تقريبًا، ويوافق الصينيون على السماح لعملتهم بالارتفاع. نعلم جميعًا أنها مُقوّمة بأقل من قيمتها الحقيقية بكثير، وهذا يُمثّل مفاجأة سارة لترامب.
نصائح تداول:
أنتعاش مؤشرات الاسهم البريطانية
بنهاية تداولات الاسبوع وعبر منصات شركات تداول الاسهم. فقد أرتفع مؤشر فوتسي 100 للاسهم البريطانية بنسبة 0.7% ، معززًا ارتفاعه بنسبة 3% يوم الخميس الماضى، وذلك بعد أن فاجأ الناتج المحلي الإجمالي البريطاني الجميع بالارتفاع. وحسب أعلان رسمى فقد شهد الاقتصاد البريطاني نموا بنسبة 0.5% في فبراير، متجاوزًا بكثير توقعات الاقتصاديين البالغة 0.1%.
وحسب التداولات فقد قادت أسهم التعدين المكاسب، حيث أرتفعت أسهم شركتي إنتاج الذهب فريسنيلو وإنديفور بنسبة 7.2% و6.3% على التوالي، مع استمرار ارتفاع أسعار الذهب. كما ارتفعت أسهم جلينكور وأنجلو أمريكان وريو تينتو بنسبة 2.4% إلى 4%. وفي المقابل، انخفض سهم شركة بي بي بنسبة 3% بعد إصدارها توقعات إنتاج ضعيفة، مشيرةً إلى أن إنتاج المنبع في الربع الأول سينخفض مقارنةً بالربع السابق.
ورغم هذا الانتعاش، فقد خسر مؤشر فوتسي 100 البريطانى حوالي 1.2% خلال الأسبوع، بعد انخفاضه بنسبة 7% الأسبوع الماضي. وكانت قد تبادلت الولايات المتحدة الامريكية والصين رفع الرسوم الجمركية طوال الأسبوع، حيث أكد البيت الأبيض أن العبء الجمركي الأمريكي التراكمي على السلع الصينية بلغ الآن 145%. وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة المالية الصينية أنها سترفع الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية إلى 125%.
ما سيؤثر على زوج الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى:
حسب بيانات المفكرة الاقتصادية، على جانب الجنيه الاسترلينى، ستوفر مجموعة من بيانات الاقتصاد الكلي الرئيسية مزيدًا من المعلومات حول التضخم وديناميكيات سوق العمل. ومن المتوقع أن ينخفض مؤشر أسعار المستهلك البريطانى الرئيسي إلى 2.7% في مارس، مع انخفاض التضخم الأساسي إلى 3.4%، وكلاهما يُمثل أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر. ومن المرجح أن يظل معدل البطالة ثابتًا عند 4.4%، بينما يُتوقع أن يتباطأ نمو الأجور بشكل طفيف.
وعلى جانب الدولار الامريكى. ستشهد الأسواق أسبوع تداول مُختصرًا بمناسبة الجمعة العظيمة، حيث تُغلق أسواق الأسهم والسندات يوم الجمعة. وسيزداد تركيز المستثمرين مع انطلاق موسم الأرباح، لا سيما مع التركيز على التوقعات المستقبلية في ظل استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي. وستكون تقارير الأرباح من جولدمان ساكس، وبنك أوف أمريكا، وسيتي جروب، وجونسون آند جونسون، ومختبرات أبوت، وأمريكان إكسبريس، وبلاكستون، ومجموعة يونايتد هيلث، ونتفليكس، محور الاهتمام. وفي نفس الوقت، ستراقب الأسواق المالية عن كثب تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، بمن فيهم رئيسه جيروم باول، الذي من المقرر أن يلقي كلمة في النادي الاقتصادي بشيكاغو، بحثًا عن أدلة على توقعات سياسة الاحتياطي الفيدرالي لما تبقى من العام.
وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، من المتوقع أن تُظهر مبيعات التجزئة الامريكية لشهر مارس أرتفاعًا شهريًا قويًا بنسبة 1.3%، وهي أكبر زيادة منذ يناير 2023. ومع ذلك، من المتوقع أن ينخفض الإنتاج الصناعي بنسبة 0.3%، منهيًا سلسلة مكاسب استمرت ثلاثة أشهر. ومن المتوقع أن يتراجع عدد المنازل التي بدأت بالبناء إلى 1.41 مليون وحدة بعد ارتفاع فبراير. وتشمل البيانات الإضافية الصادرة أسعار الواردات والصادرات، ومخزونات الشركات، ومؤشر سوق الإسكان التابع للجمعية الوطنية لبناة المنازل (NAHB)، واستطلاعات بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك إمباير ستيت وفيلادلفيا.
التوقعات الفنية الاسبوعية لزوج الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى:
حسب التداولات الاخيرة وعلى المدى القريب، ارتد زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي GBP/USD من أدنى مستوياته وتقدم الزوج ليتداول فوق المتوسط المتحرك لـ 100 ساعة ببضعة مستويات. ونتيجة لذلك، يقترب الزوج من دخول مستويات ذروة الشراء لمؤشر القوة النسبية لـ 14 ساعة. ولذلك، سيسعى المضاربون على الارتفاع – الثيران- إلى تمديد ارتداد زوج العملات الى المقاومة 1.3100 ثم الى المقاومة 1.3220 وفى المقابل سيسعى المضاربون على الانخفاض- الدببة- إلى تحقيق أرباح عند حوالي 1.3000 ثم الى الدعم 1.2935 .
وعلى المدى البعيد وحسب الاداء على الرسم البياني اليومي، فقد أرتد زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي GBP/USD لينضم مجددًا إلى تشكيل القناة الصاعدة. وقد منع هذا الارتداد مؤشر القوة النسبية لـ 14 يومًا من الاقتراب من مناطق ذروة البيع. ولذلك، سيستهدف الثيران المزيد من أرباح الارتداد لاعلى عند حوالي 1.3230 أو أعلى عند المقاومة 1.3400. وفي المقابل، وعلى نفس الفترة الزمنية سيسعى الدببة إلى الاستفادة من عمليات البيع لجنى الارباح للتحرك صوب مستوى الدعم 1.2800 ثم الى الدعم 1.2550 على التوالى.
