فى بداية تداولات هذا الاسبوع. أرتفعت أسعار النفط الخام وذلك مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط مما أثار مخاوف من انقطاع الإمدادات المحتمل. ويأتي الارتفاع في أعقاب الإجراءات العسكرية المكثفة والتي تقوم بها إسرائيل ضد الجماعات المدعومة من إيران، مما أدى إلى تضخيم المخاوف بشأن الدور الرئيسي للمنطقة في إنتاج النفط العالمي. وحسب منصات شركات تداول النفط، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت لتصل إلى 72.49 دولارًا للبرميل. وشهد عقد ديسمبر، الذي سيتولى قريبًا منصب العقد الأكثر نشاطًا، ارتفاعًا مماثلًا بمقدار 50 سنتًا، ليصل إلى 72.04 دولارًا للبرميل. وفي الوقت نفسه، ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي (WTI) بمقدار 43 سنتًا، أو 0.63٪، لتتداول عند 68.61 دولارًا للبرميل.
وتأتي الحركة الصعودية في الأسعار بعد انخفاضات الأسبوع الماضي، حيث انخفض سعر خام برنت بنسبة 3% وسعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 5%. وكان الانخفاض مدفوعًا إلى حد كبير بالمخاوف بشأن ضعف الطلب، على الرغم من جهود التحفيز المالي الأخيرة في الصين. وكانت الصين، بأعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مستورد للنفط، قد قدمت تدابير تهدف إلى استعادة الثقة، لكن هذه التدابير فشلت في رفع معنويات السوق بشكل كبير.
الصراع في الشرق الأوسط يزيد من مخاوف العرض
ويُعزى انتعاش أسعار النفط الخام فى بداية الاسبوع إلى حد كبير إلى المخاوف من أن الصراع في الشرق الأوسط قد يتصاعد أكثر، مما قد يؤثر على إمدادات النفط. حيث صعدت إسرائيل من هجماتها على حزب الله وقوات الحوثي، وكلاهما مدعوم من إيران – منتج رئيسي للنفط وعضو مؤثر في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). وعليه فقد قال المحللون: “يراقب المستثمرون عن كثب الوضع في الشرق الأوسط”، مشيرين إلى أن أي خلل في الإنتاج أو الصادرات من المنطقة قد يكون له عواقب وخيمة على أسواق النفط العالمية.
خفض إمدادات أوبك+ وتوقعات السوق
ويزيد من مخاوف العرض انتهاء صلاحية تخفيضات الإمدادات الطوعية لأوبك+ في الأول من ديسمبر. حيث أقترح المحللون أن سعر خام غرب تكساس الوسيط قد يختبر أدنى مستوياته لعام 2021، وقد ينخفض إلى نطاق 61 إلى 62 دولارًا للبرميل إذا ظل الطلب ضعيفًا وتم رفع قيود الإنتاج. وتعليقا على ذلك قال فاندانا سيكامور، محلل سوق النفط: “على الرغم من التحولات السياسية الأخيرة في الصين، فمن غير المؤكد ما إذا كان هذا سيعزز الطلب على الوقود بشكل كبير، خاصة بالنظر إلى التقدم السريع الذي أحرزته البلاد في التحول إلى النقل الكهربائي والخالي من الكربون”.
كل الأنظار تتجه إلى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبيانات الاقتصادية
وفي وقت لاحق من هذا الأسبوع، سيراقب التجار والمستثمرون عن كثب تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول للحصول على تلميحات حول وتيرة التيسير النقدي في المستقبل. وبالإضافة إلى ذلك، من المقرر أن يتحدث سبعة مسؤولين آخرين في بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما يوفر مزيدًا من التبصر في استراتيجية البنك المركزي الامريكى. كما ستكون البيانات القادمة بشأن فرص العمل والتوظيف الخاص والمسوحات التي يجريها معهد إدارة التوريد (ISM) بشأن التصنيع والخدمات محورية في تشكيل معنويات السوق. ومع احتمال تخفيف بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى للسياسة النقدية، يعتقد بعض المحللين أن التعافي الاقتصادي قد يكون وشيكًا. ومن جانبها قالت بريانكا ساشديفا من فيليب نوفا، نقلاً عن رويترز: “إن مدى استجابة الطلب لانخفاض أسعار الفائدة، ومدى انتعاش الطلب الصيني على النفط بعد تدابير التحفيز الرئيسية، سيحدد في نهاية المطاف اتجاه سوق النفط في المستقبل”.
ومع أستمرار تطور الوضع في الشرق الأوسط وتفاعل الاقتصاد العالمي مع السياسات النقدية، من المتوقع أن تظل أسواق النفط متقلبة للغاية في الأسابيع المقبلة.
هذا الشارت من منصة tradingview