التحليل الفنى لاسعار النفط الخام ومراقبة حذرة للتوترات التجارية العالمية

مع بدء تداولات هذا الاسبوع. أرتفعت أسعار النفط الخام العالمية وذلك رغم الإشارات المتضاربة من واشنطن بشأن مفاوضات الرسوم الجمركية مع الصين. وحسب منصات شركات تداول النفط يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 62.70 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 66.60 دولار للبرميل. وزادت مكاسب سوق النفط الخام بعد أن صرّح وزير الخزانة الامريكية سكوت بيسنت يوم الأحد بأنه لم يُجرِ أي محادثات مع مسؤولين صينيين. وجاء هذا التصريح عقب مزاعم الرئيس ترامب بوجود محادثات جارية بشأن الرسوم الجمركية مع الجانب الصيني، وأنه تحدث مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.

الرسم البيانى المباشر لسعر النفط/ الدولار الامريكى

وكان قد أكد وزير الخزانة الامريكية بيسنت بأنه تحدث مع مسؤولين صينيين في الاجتماع الأخير لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ولكن ليس بشأن الرسوم الجمركية. وأضاف بالقول: “لقد تواصلتُ مع نظيري الصيني، ولكن ركزنا أكثر على القضايا التقليدية مثل الاستقرار المالي، والإنذارات الاقتصادية العالمية المبكرة”.

ونفى الجانب الصيني وجود أي محادثات جارية.

ومع ذلك، تتجه أسعار النفط الخام نحو الارتفاع. ويبدو أن جزءًا من السبب هو غياب أي أخبار مهمة، على الأقل وفقًا لأحد خبراء منصات التداول. حيث صرح مايكل مكارثي، من شركة مومو الاسترالية، لرويترز: “يدفع غياب الأخبار أسعار النفط إلى ارتفاع طفيف، حيث يتخذ المتداولون مراكز بيع قصيرة تحسبًا لزيادة محتملة في إمدادات أوبك+ من اجتماع 5 مايو، وزيادة كبيرة في الإنتاج الأمريكي”.

نصائح تداول:

وفي نفس الوقت ، يبدو أن إدارة ترامب ليست في عجلة من أمرها لإبرام أي صفقات تجارية مع المتحمسين لها. وكانت قد أفادت رويترز أنه لم يتم توقيع أي صفقات على الإطلاق خلال اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي الأسبوع الماضي، والتي شهدت اجتماع قادة العالم في مكان واحد لمناقشة التجارة. ويشير هذا إلى أستمرار حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية، مما يعني أستمرار حالة عدم اليقين بشأن أسعار النفط الخام. ومع ذلك، يُظهر السوق الفعلي بعض المؤشرات الصعودية، ووفقًا لبنك ING، الذي أشار الأسبوع الماضي إلى أن “علامات الضيق في السوق الفعلي الفوري من شأنها أن تستمر في دعم سوق النفط. ويمكن ملاحظة هذا الضيق في تعزيز فروق الاسعار”.

التوقعات الفنية لاسعار النفط الخام:

عزيزى القارىء وحسب التداولات الاخيرة يشهد أتجاه سعر خام غرب تكساس الوسيط أنتعاشًا بعد انخفاض حاد في أوائل أبريل، حيث يختبر سعره حاليًا مستوى تصحيح فيبوناتشي 38.2% عند 61.55 دولارًا للبرميل. ويُقاس هذا التصحيح من أعلى سعر عند حوالي 72.28 دولارًا للبرميل إلى أدنى سعر عند 54.91 دولارًا للبرميل. وعموما يشير السعر الحالي البالغ 63.18 دولارًا للبرميل إلى أن المشترين قد تجاوزوا بنجاح مستوى تصحيح فيبوناتشي 38.2%، مما يشير إلى زخم صعودي على المدى القصير. ومع ذلك، تلوح في الأفق مقاومة عند مستوى تصحيح 50% (63.60 دولارًا) ومستوى 61.8% الأكثر أهمية (65.65 دولارًا)، مما قد يُشكل تحديًا للمستثمرين المضاربين على الارتفاع.

وفى نفس الوقت. يواصل خط الاتجاه الهابط من أعلى مستويات فبراير الحد من أحتمالية الصعود، مما يخلق ميلًا هبوطيًا للتوقعات طويلة الأجل. ويتطلب اختراقًا حاسمًا فوق خط الاتجاه هذا إشارة إلى احتمال أنعكاس الاتجاه. وترسم المتوسطات المتحركة صورة متباينة. يقع المتوسط المتحرك البسيط 100 أسفل المتوسط المتحرك البسيط 200 ، مما يشير إلى أن المسار الاقوى لا يزال هبوطيًا. ومع ذلك، فقد أرتفع السعر مؤخرًا فوق المتوسط المتحرك البسيط 100، والذي قد يُمثل دعمًا ديناميكيًا عند التراجعات.

وتُظهر مؤشرات التذبذب إشارات إيجابية للمستثمرين المضاربين على الارتفاع. وأيضا يبدو أن مؤشرات ستوكاستيك تحوم في منطقة صعودية دون أن تصل بعد إلى حالة ذروة الشراء. ويشير هذا إلى احتمال استمرار الارتفاع على المدى القريب قبل أن يبدأ الإرهاق. ويُظهر الرسم البياني أن مؤشر القوة النسبية (RSI) يحافظ على أستقرار نسبي حول نطاق 40-50، مما يشير إلى زخم متوازن دون قراءات حادة في أي من الاتجاهين. وبالنظر إلى المستقبل، إذا حافظ سعر النفط الخام على استقراره فوق مستوى فيبوناتشي 38.2%، فسيكون الهدف التالي هو مستوى تصحيح 50% عند 63.60 دولارًا للبرميل، يليه مستوى تصحيح 61.8% عند 65.65 دولارًا للبرميل. وعلى الجانب السلبي، قد يؤدي عدم الثبات فوق 61.55 دولارًا للبرميل إلى إعادة اختبار مستوى الدعم حول 60.00 دولارًا للبرميل، أو ربما العودة إلى أدنى مستويات أبريل.