التحليل الفنى لسعر النفط الخام وضغوط البيع تزداد قوة

ضغوط بيع النفط الخام تزداد قوة. وحسب تداولات أسواق الطاقة فقد أنخفضت أسعار النفط الخام وسجلت أكبر انخفاض شهري لها منذ أكثر من ثلاث سنوات. وزدات ضغوط بيع النفط وذلك بعد أن أثارت السعودية مخاوف بشأن توسع الإنتاج، وأدت مخاوف الحرب التجارية العالمية إلى تراجع توقعات الطلب. وحسب منصات شركات تداول النفط يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى الدعم 56.45 دولار للبرميل وبشكل عام فقد سجل الخام الأمريكي خسارة شهرية بنسبة 17%، وهو منخفض بنحو 19% منذ بداية العام.

الرسم البيانى المباشر لسعر النفط/ الدولار الامريكى

وفى نفس الاداء فقد أنخفض سعر خام برنت، وهو المعيار العالمي لأسعار النفط، إلى ما دون 60 دولارًا للبرميل وعليه فقد سجل سعر خام برنت انخفاضًا بنحو 16% في مارس، ليضاف إلى انخفاضه هذا العام بنسبة 18.11%.

خطط السعودية لانعاش سوق النفط

تفاعل المستثمرون مؤخرا مع تقرير رويترز والذي يفيد بأن المملكة العربية السعودية، أحد أكبر منتجي النفط في العالم، ستُسرّع إنتاجها وتتحمل فترة طويلة من انخفاض أسعار النفط. وبالإضافة إلى ذلك، لمّح العديد من أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إلى أنهم سيعززون زيادات الإنتاج للشهر الثاني على التوالي في يونيو. وعليه ستتجه جميع الأنظار إلى اجتماع أوبك في 5 مايو. وكان قد علق خبراء أسواق النفط على الحدث بالقول بإن الاحتمال الحقيقي للغاية بأن تواصل أوبك+ ضخ براميل إضافية إلى السوق في سعيها للحفاظ على النظام داخل صفوفها، يضاف إلى الجهود الدبلوماسية في أوكرانيا وإيران، والتي في حال نجاحها تعني المزيد من النفط الخام الدولي في البحر، في وقت ستقضي فيه الحرب التجارية على أي أمل في نمو الطلب.

وتشير بيانات القطاع إلى قوة الطلب المحلي. ووفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA)، انخفضت مخزونات النفط الخام بمقدار 2.696 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 25 أبريل. وهذا أقل من الزيادة الطفيفة في الأسبوع السابق البالغة 244 ألف برميل. وحسب المعلن فقد انخفضت إمدادات البنزين بمقدار 4.002 مليون برميل. وارتفعت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 937 ألف برميل، بينما ارتفعت مخزونات زيت التدفئة بمقدار 252 ألف برميل.

وعلى صعيد أخر. يتفاعل المتداولون أيضًا مع البيانات الاقتصادية الأمريكية الجديدة، والتي كشفت عن معدل نمو للناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول بنسبة -0.3%.

نصائح تداول:

التحليل الفنى لسعر النفط الخام:

عزيزى القارىء وحسب التداولات الاخيرة فقد شهد سعر خام غرب تكساس الوسيط (WTI) أنهيارًا هبوطيًا ملحوظًا، حيث أنخفض مؤخرًا دون مستويات دعم متعددة، بما في ذلك المتوسطان المتحركان البسيطان 100 و200. ويبدو أن هذا الانخفاض الحاد قد ألغى نمط القناة الصاعدة السابق، مما يشير إلى تحول كبير في معنويات السوق. وحاليًا، يتداول النفط الخام حول مستوى 58.09 دولارًا للبرميل، في محاولة للاستقرار بعد موجة البيع الحادة. وفى نفس الوقت يميل متوسط الحركة بقوة إلى الاتجاه الهبوطي، حيث يقع المتوسط المتحرك البسيط 200 فوق المتوسط المتحرك البسيط 100، مما يؤكد أن المسار الاقوى هو الاتجاه الهبوطي. ويعمل كلا المتوسطين المتحركين الآن كمقاومة ديناميكية، مع وجود المتوسط المتحرك البسيط لـ 100 يوم حول منطقة 70.00 دولار للبرميل، مما قد يحد من محاولات التعافي.

وبالنظر إلى مؤشرات الزخم، يتحرك مؤشر ستوكاستيك هبوطًا من المستويات الوسطى، مما يشير إلى أن الزخم الهبوطي قد لا يزال لديه مجال للاستمرار. ولم يصل المذبذب بعد إلى منطقة ذروة البيع، مما يشير إلى أن البائعين قد يظلون مسيطرين على المدى القريب قبل أي ارتداد محتمل. وفى نفس الوقت فقد أنخفض مؤشر القوة النسبية إلى ما دون مستوى 40، ويستمر في إظهار زخم هبوطي، ولكنه يبدو أنه يستقر. وقد يؤدي هذا في النهاية إلى ارتداد فني إذا وصل المؤشر إلى ظروف ذروة البيع. وإذا لم تصمد مستويات الدعم الحالية، فقد يستهدف سعر خام غرب تكساس الوسيط مستويات امتداد فيبوناتشي عند مستوى تصحيح 61.8% (54.07 دولارًا)، يليه مستوى 76.4% عند 51.53 دولارًا. ويتماشى المستوى النفسي 50.00 دولارًا بشكل وثيق مع توقعات فيبوناتشي 100% عند 47.43 دولارًا، والتي قد تشكل دعمًا قويًا.

ولتحقيق أي انتعاش ملموس، سيحتاج الثيران إلى استعادة مستوى 64.83 دولارًا للبرميل (مستوى فيبوناتشي 0%)، ثم اختراق كلا المتوسطين المتحركين البسيطين حول 70.00 دولارًا للبرميل. ومع ذلك، تشير الصورة الفنية السائدة إلى أحتمالية استمرار الضغط الهبوطي على المدى القريب، حيث لا يزال سوق النفط الخام يتأثر بالتطورات الجيوسياسية، وبيانات المخزون، والتأثير المحتمل لموقف السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.