التوقعات الشهرية للنفط الخام: مراقبة حذرة للوضع فى الشرق الاوسط

قبيل أنتهاء تداولات شهر أبريل…. أستعاد سعر النفط الخام بعضًا من أكبر انخفاض له منذ ما يقرب من أسبوعين حيث كان المتداولون يفكرون فيما إذا كان وقف إطلاق النار المحتمل في الشرق الأوسط سيساعد في تهدئة التوترات السياسية في المنطقة. اليوم تم تداول خام غرب تكساس الوسيط على ارتفاع طفيف بالقرب من 83 دولارًا للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 88.00 دولار للبرميل. وجاء الاداء حيث ضاقت الفجوة بين إسرائيل وحماس بشأن اتفاق إطلاق سراح الرهائن في الأسابيع الأخيرة، وكان الاتفاق قريب، وفقا لشخصين مطلعين على المداولات.

وحسب منصات شركات تداول النفط.… عانت أسعار النفط الخام من شهر أبريل/نيسان الصعب بعد ارتفاعها إلى أعلى مستوياتها منذ أكتوبر/تشرين الأول في أعقاب الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل. وساهمت الصراعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا، فضلا عن القيود المفروضة على إمدادات أوبك+، في تعزيز الأسعار. ولكن عدم اليقين بشأن السياسة النقدية الأمريكية والليونة في بعض أسواق الوقود مثل الديزل تتعارض مع تلك العوامل الصعودية.

ومن جانبه فقد حث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في زيارة مستمرة للشرق الأوسط، قادة حركة حماس على التوصل بسرعة إلى قرار بشأن الشروط الإسرائيلية لوقف إطلاق النار.

وتعليقا على أداء سوق النفط… قالت فاندانا هاري، مؤسسة فاندا إنسايتس في سنغافورة: “لقد شهدنا بالفعل تراجعًا طفيفًا في أسعار النفط الخام توقعًا للتقارب، ولكن الأسعار قد تظل الآن ضمن نطاقها حتى معرفة نتيجة الحملة الأخيرة للتوصل إلى هدنة”.

الاداء الحذر الاخير لاسعار النفط الخام، جاء مع مراقبة المستثمرين بعناية للمخاطر الجيوسياسية وعوامل الطلب. ولا تزال الهجمات المستمرة التي يشنها الحوثيون في اليمن بالقرب من قناة السويس تثير المخاوف بشأن انقطاع إمدادات النفط، مما يدعم أسعار النفط على الرغم من الآمال في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس. ويترقب السوق بفارغ الصبر رد فعل قادة حماس فيما يتعلق بالهدنة المرحلية المقترحة التي عرضتها إسرائيل في القاهرة خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وبالإضافة إلى ذلك، تتم مراقبة قرار سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي اليوم الأربعاء عن كثب، وذلك مع المخاوف بشأن التضخم المستمر الذي يؤثر على إمكانية خفض أسعار الفائدة. وفي الصين، أظهر قطاعا التصنيع والخدمات توسعا في أبريل، مما يشير إلى توقعات إيجابية للطلب.

وعلى صعيد أخر. فقد قفزت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة الامريكية بمقدار 4.906 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 26 أبريل 2024، بعد انخفاضها بمقدار 3.23 مليون برميل في الأسبوع السابق، وفقًا لبيانات النشرة الإحصائية الأسبوعية لمعهد البترول الأمريكي. ويمثل هذا أكبر زيادة أسبوعية في مخزونات النفط الخام منذ الأسبوع المنتهي في 22 مارس.

وعلى جبهة أنتاج الاوبك + :

أنخفض إنتاج أوبك من النفط الخام في أبريل، وفقا لمسح جديد أجرته رويترز، ومن المرجح أن تضيف أنباء الانخفاض دعما لأسعار النفط المنخفضة. ووفقًا للمسح، الذي صدرت نتائجه بالامس، انخفض إنتاج أوبك من النفط الخام إلى 26.49 مليون برميل يوميًا، وهو انخفاض بمقدار 114 ألف برميل يوميًا عن المستويات التي أنتجتها أوبك في مارس، وفقًا لرقم أوبك الرسمي لشهر مارس. ووفقا لأرقام رويترز المعدلة لإنتاج مارس، انخفض إنتاج المجموعة بمقدار 99 ألف برميل يوميا في أبريل.

ويستند الاستطلاع إلى بيانات الشحن و”معلومات من مصادر الصناعة”، بحسب رويترز.

وفي شهر مارس، شهدت العراق ونيجيريا وفنزويلا والإمارات العربية المتحدة وليبيا انخفاضًا في الإنتاج، وفقًا لمصادر أوبك الثانوية، وشهدت نيجيريا أكبر انخفاض. وشهدت المملكة العربية السعودية وإيران أكبر زيادات في الإنتاج.

وسيتم إصدار تقرير أوبك الشهري الرسمي عن سوق النفط والذي يغطي شهر أبريل في 14 مايو، وفقًا لجدول أوبك المنشور. وكان تحالف أوبك+، بقيادة أكبر المنتجين في المجموعة، المملكة العربية السعودية وروسيا، قد بدأ تخفيضات إضافية في الإنتاج في بداية عام 2024 للتخفيف من مخاطر فائض النفط العالمي، وفي مارس، وافقت المجموعة على تمديد تلك التخفيضات حتى نهاية يونيو.

وكان العراق وكازاخستان قد تعهدا في السابق بـ”تحقيق المطابقة الكاملة” والتعويض عن فائض إنتاجهما. لقد قدموا خططًا مفصلة اليوم للقيام بذلك.

ومن المقرر عقد الاجتماع القادم للجنة JMMC في الأول من يونيو. وسبق أن أشارت السعودية إلى قرار تمديد تخفيضات الإنتاج حتى نهاية يونيو/حزيران بأنه “احترازي” يهدف إلى “دعم استقرار وتوازن أسواق النفط”. وقالت المملكة العربية السعودية بإنه عندما يحين وقت التراجع عن تخفيضات الإنتاج، فسيتم ذلك تدريجياً “وفقاً لظروف السوق”.

وبشكل عام…. ستظل أسعار النفط الخام التى تميل الى الصعود مرهونة بمقدار العرض والطلب العالمى فى ظل أستمرار التوترات الجيوسياسية العالمية الى جانب مستقبل سياسات البنوك المركزية العالمية بقيادة أمريكية وسعر الدولار الامريكى فى الاسواق. الى جانب الاداء الاقتصادى لاكبر مستهلكى النفط كالصين والهند.

هذا الشارت من منصة tradingview