سعر النفط يُسجل أكبر انخفاض شهري له منذ عام ٢٠٢١
بنهاية تداولات شهر أبريل أنخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة ٣.٧٪ لتستقر عند ٥٨.٢٠ دولارًا للبرميل ، لتسجيل أكبر انخفاض شهري لها منذ أواخر عام ٢٠٢١، بأنخفاض بنسبة ١٨٪ وذلك وسط مخاوف متزايدة من وفرة المعروض العالمي وضعف الطلب. وبشكل عام فقد تعرضت أسعار النفط الخام العالمية لضغوط جراء إشارة المملكة العربية السعودية إلى زيادة الإنتاج واستعادة حصتها السوقية، في حين أفادت تقارير بأن أوبك+ تدرس زيادات إضافية في الإنتاج في اجتماعها المقرر في ٥ مايو، مما أثار مخاوف من تجدد حرب الأسعار.
الرسم البيانى المباشر لسعر النفط/ الدولار الامريكى
الحروب التجارية العالمية ستزيد من ضغوط النفط
مؤخرا زادت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة الامريكية والصين من غموض توقعات الطلب، مضافًا إليها أنكماش الاقتصاد الأمريكي في الربع الأول للعام 2025 وأنخفاض حاد في ثقة المستهلك الامريكى. ورغم هذا التوجه السلبي، ساعد الانخفاض المفاجئ في مخزونات الخام الأمريكية – بأنخفاض ٢.٧ مليون برميل الأسبوع الماضي – في الحد من المزيد من الخسائر.
أستقرار أسعار النفط الخام قد يكون حذرا
حسب منصات شركات تداول النفط. حاولت أسعار النفط الخام العالمية أظهار بعض الاستقرار بعد خسائرها الحادة مؤخرا، وذلك مع بوادر توتر في الاقتصاد الأمريكي وسط تصاعد الحرب التجارية وتركيز الاهتمام على المحادثات مع إيران. وحسب أخر تداولات أسواق الطاقة أقترب سعر خام غرب تكساس الوسيط من الدعم 58 دولار للبرميل ، بينما أغلق خام برنت دون 62 دولارًا للبرميل. وتراجع مؤشر نشاط التصنيع الأمريكي، الذي يُعتمد عليه على نطاق واسع، بشكل ملحوظ، مما زاد من مؤشرات التراجع الناجم عن رسوم الرئيس دونالد ترامب الجمركية.
وعلى صعيد أخر. لا تزال العوامل الجيوسياسية في مقدمة المشهد، وذلك مع أستمرار المحادثات بين واشنطن وطهران، والتي من المحتمل أن تُخفف القيود المفروضة على النفط الإيراني بمرور الوقت. وتُظهر المناقشات حول النشاط النووي الايرانى بوادر تقدم، حيث تُقدم إيران أيضًا اقتصادها الخاضع للعقوبات كفرصة استثمارية.
نصائح تداول:
رؤية خبراء النفط حول المعروض العالمى
حسب خبراء الطاقة. يشهد سوق النفط العالمي حاليًا حالةً نادرةً للغاية، حيث تشير أسعار العقود الآجلة إلى تضييق في المعروض على المدى القريب، مع ترقب “فائض كبير” في المستقبل، وفقًا لمورغان ستانلي. وفى هذا الصدد فقد وصرح محللين مورجان ستانلى “يتخذ منحنى برنت الآجل شكلًا غير مألوف في الوقت الحالي: فهو ينحدر هبوطًا عبر العقود التسعة الأولى، ثم يتجه صعودًا بعد ذلك”. وأضافوا: “هذا أمرٌ غير مألوف لدرجة أنه، في الواقع، لا توجد سابقة تاريخية تُذكر”.
وخلال تداولات الشهر الماضى. فقد شهد سوق النفط الخام تقلبات حادة وذلك بسبب تداعيات الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية، وتحركات أوبك+ لزيادة المعروض بوتيرة أسرع من المتوقع، وتزايد التوقعات بتحقيق فائض. وبشكل عام فقد أجتمعت هذه العوامل لتُحفّز انخفاضًا حادًا في أسعار النفط الخام الرئيسية خلال شهر أبريل – مع انخفاض خام برنت بنسبة 12% – لكنها تُشير في الوقت نفسه إلى قصة أساسية أكثر تعقيدًا حول توقيت تخمة المعروض.
وفي الوقت الحالي، لا تزال أسعار خام برنت في الأشهر القريبة أعلى من تلك التي تليها في الترتيب، وهو نمط يُعرف بأسم “التراجع” ويُعتبر صعوديًا لأنه يُظهر أستعداد المتداولين لدفع علاوة على براميل أكثر سرعة. ولكن المنحنى ينقلب إلى الهيكل المعاكس، المعروف بأسم “الكونتانجو”، في وقت لاحق من عام 2026. وأضاف المحللون بالقول”يشير الانكماش بعد العقد التاسع إلى ضعف سريع في وقت لاحق من هذا العام، مع تباطؤ الطلب ونمو قوي في العرض مما يؤدي إلى فائض”.و “في حوالي 30 عامًا من البيانات التاريخية، لم تكن هناك فترة أخرى أظهر فيها منحنى العقود الآجلة “ابتسامة” بالطريقة التي يظهر بها حاليًا”.
توقعات أسعار النفط فى الاشهر المقبلة
وفى هذا الصدد فمن المتوقع أن يتراجع سعر خام برنت القياسي العالمي إلى أدنى مستوى له عند 60 دولارًا للبرميل في وقت لاحق من هذا العام، وفقًا لمورغان ستانلي، والذي أبقى على توقعاته الفصلية. وكانت قد أنخفضت أسعار العقود الآجلة لشهر يونيو، والذي سينتهي قريبًا، إلى أقل من 65 دولارًا للبرميل، بينما انخفضت أسعار العقود الآجلة لشهر يوليو بنحو دولار واحد. وأضاف المحللون بالقول: “ستُصبح الرسوم الجمركية عائقًا كبيرًا أمام الطلب على النفط. ويُظهر ميزاننا النفطي عجزًا في الربع الثالث، لكنه سيتحول إلى فائض كبير بعد ذلك”.
وبشكل عام ستظل أسواق النفط الخام تتأثر خلال شهر مايو. بالمخاوف بشأن ضعف الطلب العالمي وتوقعات أنتعاش المعروض سلبًا على المعنويات. وعلى صعيد أخر تسعى المملكة العربية السعودية لخفض أسعار النفط. وذلك في سعيها لاستعادة حصتها السوقية المفقودة وكبح نمو إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك+، أشارت السعودية إلى أنها ستواصل تخفيف تخفيضات الإنتاج، وأن الرياض مستعدة للتعامل مع فترة طويلة من انخفاض الأسعار بعد خمس سنوات من تخفيضات أوبك+.
