بنهاية تداولات شهر مارس أنخفضت العقود الآجلة لاسعار النفط الخام وذلك بسبب المخاوف من أن التوترات التجارية المستمرة، لا سيما بين الولايات المتحدة الامريكية وشركائها التجاريين الرئيسيين، قد تُشعل فتيل ركود عالمي. وعلى الرغم من ذلك، سجلت أسعار النفط الخام مكاسبها الأسبوعية الثالثة على التوالي، مدعومةً بالعقوبات الأمريكية على فنزويلا وإيران. وحسب منصات شركات تداول النفط .. أغلق سعر خام غرب تكساس التداولات مستقرا حول مستوى 69.36 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 73.65 دولار للبرميل.
الرسم البيانى المباشر لسعر النفط الخام
وعلى صعيد أخر مؤثر على سوق النفط فقد كشفت بيانات مخزون النفط الخام الأمريكي عن أنخفاض قدره 3.3 مليون برميل، مما يُشير إلى أستمرار قوة الطلب. ومن المتوقع أن تُفاقم الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الامريكى ترامب على النفط الفنزويلي أنخفاض إنتاج البلاد، في حين تُؤدي العقوبات المفروضة على إيران والضغط على فنزويلا إلى تقليص المعروض العالمي.
ويُراقب السوق عن كثب هذه المخاطر الجيوسياسية وتأثيرها على أسعار النفط الخام.
وخلال تداولات الشهر الماضى. فقد أنخفضت أسعار النفط الخام عندما أعلنت أوبك+ في 3 مارس أنها ستستأنف إنتاج النفط الخام المتوقف في أبريل، مما يضيف 138 ألف برميل يوميًا إلى الإمدادات العالمية. وهذه هي أول زيادة شهرية في سلسلة زيادات لعكس اتجاه خفض الإنتاج والذي أستمر عامين، والذي سيعيد تدريجيًا ما مجموعه 2.2 مليون برميل يوميًا. وكانت أوبك+ قد خططت سابقًا لاستعادة الإنتاج بين يناير وأواخر عام 2025، ولكن الآن، لن يُستأنف خفض الإنتاج بالكامل حتى سبتمبر 2026. وكان قد أرتفع إنتاج أوبك من النفط الخام في فبراير بمقدار 320 ألف برميل يوميًا ليصل إلى أعلى مستوى له في 14 شهرًا عند 27.35 مليون برميل يوميًا.
نصائح تداول:
توقعات خبراء النفط
أورد خبراء النفط التوقعات بالقول : “لا تزال العقود الآجلة للنفط الخام تواجه صعوبة في تحقيق مكاسب”. ويُعدّ الارتفاع الموسمي المُرتقب في مصافي التكرير لتلبية الطلب على السفر، والعقوبات الأمريكية على الخامين الفنزويلي والإيراني، عوامل داعمة، ولكن “سوق الأسهم الأمريكية تعاني، ومخاوف الطلب على المدى الطويل تُسيطر على أذهان معظم المتداولين مع بدء تطبيق الرسوم الجمركية على السيارات غير المصنعة في الولايات المتحدة”.
العوامل الاقتصادية أثرت على سوق النفط. وشملت العوامل السلبية الأخرى الأخبار الاقتصادية الأمريكية والتي جاءت بأضعف من المتوقع، وتراجع أسواق الأسهم يوم الجمعة، مما أثار عزوفًا عن المخاطرة في أسواق الأصول. وقد حدّ ضعف الدولار الامريكى يوم الجمعة من خسائر النفط الخام.
التوترات العالمية ومدى التأثير على سوق النفط
حصل سوق النفط الخام على زخم أيجابى مؤخرا وخاصة عندما فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على مصفاة نفط صينية و19 كيانًا وسفينة مرتبطة بشحن النفط الخام الإيراني. وتضغط الولايات المتحدة الامريكية على صادرات النفط الخام الإيرانية بعد أن أرسل الرئيس ترامب مؤخرًا رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قال فيها بإن لدى إيران مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد. ووفقًا لشركة ريستاد إنرجي إيه/إس، فإن حملة الضغط القصوى قد تؤدي إلى إزالة ما يصل إلى 1.5 مليون برميل يوميًا من صادرات النفط الخام الإيراني من الأسواق العالمية، وهو عامل إيجابي لأسعار النفط الخام.
وعلى صعيد أخر تتلقى أسعار النفط الخام دعمًا من التوترات في الشرق الأوسط، مما قد يؤدي إلى انقطاع إمدادات النفط الخام من المنطقة. وحسب أخر التطورات تواصل إسرائيل شن غارات جوية على غزة، منهيةً بذلك وقف إطلاق نار دام قرابة شهرين مع حماس، وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بالتحرك “بقوة عسكرية متزايدة” لتحرير الرهائن ونزع سلاح حماس. كما نشرت إسرائيل قوات في سوريا كجزء من عقيدتها الدفاعية الجديدة. وإضافةً إلى ذلك، تشن الولايات المتحدة ضربات على الحوثيين في اليمن، وصرح وزير الدفاع هيغسيث بأن الضربات ستكون “بلا هوادة” حتى تتوقف الجماعة عن مهاجمة السفن في البحر الأحمر.
وعلى صعيد أخر يؤثر ارتفاع صادرات النفط الروسية سلبًا على أسعار النفط الخام، بعد أن أظهرت بيانات جمعتها بلومبرغ من شركة التحليلات فورتيكسا أن صادرات المنتجات النفطية الروسية في فبراير بلغت أعلى مستوى لها في عام عند 2.5 مليون برميل يوميًا.
التوقعات الفنية الشهرية لاسعار النفط الخام:
عزيزى القارىء وحسب التداولات على المدى القريب فقد أنخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط الآن ليتداول دون المتوسط المتحرك لـ 100 ساعة بقليل. ومع ذلك، منعه أرتداده المتأخر يوم الجمعة الماضية من الوصول إلى مستويات ذروة البيع لمؤشر القوة النسبية لـ 14 ساعة. ولذلك، سيسعى المضاربون على الانخفاض- الدببة- إلى تمديد التراجع الحالي نحو 68.92 دولارًا للبرميل أو أقل ليصل إلى 68.56 دولارًا للبرميل. وفى المقابل سيسعى المضاربون على الارتفاع- الثيران- إلى جني الأرباح عند حوالي 69.72 دولارًا للبرميل أو أعلى عند 70.04 دولارًا للبرميل.
وعلى المدى البعيد وحسب الاداء على الرسم البياني اليومي، أكمل سعر خام غرب تكساس الوسيط أختراقًا صعوديًا من قناة هابطة. ومع ذلك، لا يزال أمام مؤشر القوة النسبية (RSI) لـ 14 يومًا مجال للارتفاع قبل الوصول إلى حالة ذروة الشراء. ولذلك، سيسعى المضاربون على الارتفاع- الثيران- إلى استغلال الانتعاش الحالي نحو 72.85 دولارًا للبرميل أو أعلى، ليصل إلى 76.05 دولارًا للبرميل. وفى المقابل سيسعى المضاربون على الانخفاض – الدببة- إلى جني الأرباح عند حوالي 65.81 دولارًا للبرميل أو أقل، أي عند 62.36 دولارًا للبرميل.