في ظل تحولات اقتصادية وجيوسياسية متسارعة، تتوقع الصين تشكّل نظام نقدي عالمي متعدد الأقطاب، يشهد تقلصاً في هيمنة الدولار الأمريكي لصالح عملات سيادية أخرى خلال السنوات المقبلة. هذه الرؤية عبّر عنها بنك الشعب الصيني، مشيراً إلى تزايد التنافسية بين العملات العالمية وتراجع الاعتماد على عملة واحدة.
خلال منتدى “لوجياتسوي” السنوي في شنغهاي، أكد بان قونغ شنغ، محافظ بنك الشعب الصيني، أن النظام النقدي العالمي يتجه نحو تطور يسمح بتنافس متوازن بين عملات سيادية متعددة. وأشار إلى أن اليوان الصيني عزز مكانته الدولية بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مدعوماً بحوارات عالمية حول ضرورة تقليص الاعتماد المفرط على تداول الدولار الامريكى . ويعكس هذا التوجه نقاشات دولية واسعة تهدف إلى تنويع الخيارات النقدية في المعاملات العالمية.
وتأتي هذه التوقعات وسط تراجع ملحوظ في قيمة الدولار الأمريكي، الذي خسر أكثر من 10% من قيمته مقابل سلة من العملات الرئيسية، مثل اليورو والإسترليني والفرنك السويسري، منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة. سياسات ترامب، التي أثارت حالة من عدم اليقين في الأسواق، ساهمت في تقليص ثقة المستثمرين بالولايات المتحدة، مما دفع الكثيرين إلى تقليص حيازاتهم من الدولار الامريكى.
وتزامن هذا التراجع مع جهود صينية مكثفة لتعزيز دور اليوان في التجارة والاستثمار الدوليين، حيث تسعى بكين إلى تقليل الاعتماد على النظام المالي الغربي. وتشير تصريحات المحافظ إلى أن الصين ترى في هذه التحولات فرصة لإعادة تشكيل النظام النقدي العالمي بما يتماشى مع مصالحها الاقتصادية. وبشكل عام فأن هذه التطورات تثير تساؤلات حول مستقبل الدولار كعملة احتياط عالمية، خاصة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وتزايد الاهتمام بعملات أخرى. ومع ذلك، يبقى الدولار، رغم تراجعه، لاعباً رئيسياً في الأسواق العالمية، لكن الصين تراهن على نظام أكثر تنوعاً يعكس التحولات الاقتصادية الراهنة.