وسط تحسن معنويات المستثمرين وتوقف مكاسب الدولار الامريكى وجد ثيران زوج الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD الفرصة للتحرك لاعلى بمكاسب صوب مستوي المقاومة 1.2595 وقت كتابة التحليل الاعلى لزوج العملات منذ شهر ونصف وقبيل حزمة الاصدارات الاقتصادية الامريكية الهامة والاخيرة لهذا الاسبوع أرقام مبيعات التجزئة. الدولار الامريكى لم يستفيد كثيرا هذا الاسبوع من نتائج البيانات الاقتصادية بقدر التأثر بسياسات ترامب التجارية والسياسية.
شارت الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى
أسباب أرتفاع الجنيه الاسترلينى مؤخرا
حسب تداولات سوق الفوركس. وعبر منصات شركات التداول الموثوقة المرخصة… فقد أرتفع الجنيه الإسترليني أمام العملات اليورو والدولار الامريكى والعملات الرئيسية الأخرى وذلك بعد أن تجاوزت بيانات الناتج المحلي الإجمالي لبريطانيا للربع الأخير من عام 2024 التوقعات. وحسب نتائج بيانات المفكرة الاقتصادية فقد قال مكتب الإحصاءات الوطنية بإن الناتج المحلي الإجمالي البريطانى أرتفع بنسبة 0.1٪ في الربع الأخير من العام، ارتفاعًا من 0٪ في الربع السابق وتجاوز توقعات -0.1٪. وأظهر الإصدار نموًا بنسبة 0.4٪ لشهر ديسمبر، مما يمثل انتعاشًا قويًا من 0.1٪ في نوفمبر وتجاوز التوقعات بنسبة 0.1٪. وبشكل عام ستكون هذه البيانات بمثابة راحة للمستشارة البريطانية راشيل ريفز، والتي تحاول يائسة تعزيز الثقة في الاقتصاد البريطانى وذلك بعد سلسلة من البيانات الاقتصادية السيئة التي تشير إلى أن الاقتصاد قد توقف فعليًا تحت ولايتها.
وستخفف هذه البيانات أيضًا من مخاوف بنك إنجلترا من أن الاقتصاد سيحتاج إلى خفض آخر لأسعار الفائدة الشهر المقبل. وعلى أثر ذلك فقد أنخفضت عائدات السندات البريطانية مع قيام الأسواق المالية بتسعير احتمالات خفض أسعار الفائدة في مارس، وارتفع الجنيه الإسترليني استجابة لذلك.
تأثير خطط الحكومة البريطانية على الاداء الاقتصادى
تظهر بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية أن الإنفاق الحكومي البريطانى كان المحرك الأساسي للنمو بنسبة 0.8%، وتشير التحليلات الصادرة عن المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية إلى أن الإنفاق الحكومي الأعلى من شأنه أن يحفز النمو الاقتصادي إلى 1.5% في عام 2025. ومن شأن هذا الرقم أن يفاجئ معظم خبراء الاقتصاد ويتجاوز توقعات بنك إنجلترا للنمو ليصل إلى 0.75% فقط.
كما أن التسارع في الاقتصاد الذي يغذيه الإنفاق الحكومي من شأنه أن يخيب آمال الأسواق والتي تتوقع نتائج أضعف كثيراً في العام المقبل، مما يعني أن نتائج فبراير/شباط قد تكون الأولى من سلسلة من النتائج الأفضل من المتوقع والتي من شأنها أن تقلل حتماً من احتمالات المزيد من خفض أسعار الفائدة من قِبَل بنك إنجلترا. وعليه سوف يشمل التأثير على الأسواق المالية أرتفاع عائدات السندات وأسعار صرف الجنيه الإسترليني في الأشهر المقبلة. وعلق خبراء العملات على ذلك بالقول: “نعتقد أن هذه منصة قوية للجنيه الإسترليني لتحقيق انتعاش أعمق، حتى لو ظل زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي GBP/USD ثابتاً حول 1.25 دولار في الأمد القريب”.
وعلى الرغم من أن الأرقام الرئيسية ستخفف العبء عن الحكومة، فإن رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر والمستشار لن يتلقيا عائدًا سياسيًا لأن المواطن البريطاني العادي لن يشعر بأي فائدة. وفي الواقع، كان المواطن البريطاني العادي أسوأ حالًا خلال هذه الفترة حيث من المتوقع أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للفرد بنسبة 0.1٪ في الربع الرابع من عام 2024.
ويصف هذا اقتصادًا حيث يتفوق النمو السكاني المدفوع بالهجرة على الناتج الاقتصادي. ومن جانبه يقول المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية بإنه حتى لو حقق الاقتصاد الناتج الذي لم يتفق عليه بنسبة 1.5% في عام 2025، فإن “النمو لن يترجم على الفور إلى مستويات معيشية أعلى لكل أسرة”.
وفي الواقع، “لن تعود مستويات معيشة أدنى 40% من الأسر إلى مستويات ما قبل عام 2022 قبل نهاية عام 2027”.
نصائح تداول:
توقعات خبراء الاقتصاد مخيبة للآمال
يكشف تحليل أرقام النمو عن التحديات التي تواجه بريطانيا في الأشهر المقبلة. حيث نما قطاع البناء بنسبة 0.5% في الربع الرابع، وزاد قطاع الخدمات بنسبة 0.2% وانخفض الإنتاج بنسبة 0.8%. كما قلصت التجارة الدولية من النمو. وحسب الخبراء لدى كابيتال إيكونوميكس: “إن الضرائب المرتفعة على الشركات، والتأثير المستمر من ارتفاع أسعار الفائدة السابقة والطلب الخارجي الأضعف، تفسر سبب قيامنا بمراجعة توقعاتنا لنمو الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة، من 1.3% إلى 0.5% لعام 2025 ومن 1.6% إلى 1.5% لعام 2026”.
وهذا يعني أن كابيتال إيكونوميكس حولت التوقعات من كونها أقوى قليلاً من توقعات الإجماع وبنك إنجلترا إلى أضعف قليلاً. وعموما فإذا تحققت التوقعات، فإن الجنيه الإسترليني سوف يواجه صعوبات في العام المقبل.