من خلال التحليل اليومي لسوق الفضة، يظهر بوضوح أن هذا الأصل يقترب من مستوى دعم رئيسي. ولكن يجب مراعاة أن الأسواق الأمريكية والكندية كانت مغلقة يوم الإثنين بسبب عطلة عيد العمال، مما أثر على السيولة في أوقات معينة من اليوم، علمًا بأن معظم الأنشطة التي نشهدها في هذا الوقت تعود إما إلى تداول الفضة الفوري أو تداول العقود الآجلة الإلكترونية خلال فترة المساء، مما يعني أن هذه الجلسة لا تعكس التداول المعتاد.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن مستوى 28.50 دولار قدّم بعض الدعم القوي، وهو مستوى لفت انتباه الكثير من المتداولين لفترة طويلة. لذلك، ليس من المفاجئ أن نرى تداولات الفضة تحوم حول هذه المنطقة، مع محاولة السوق تحديد الاتجاه المقبل. مع أخذ جميع العوامل في الاعتبار، يبدو أن السوق سيحتاج إلى وقت إضافي لاتخاذ قرار نهائي والقيام بحركة أكبر، لكن في المدى القصير، من المرجح أن يستمر هذا التذبذب في نطاق ضيق.
ومن ناحية أخرى، تعتبر الفضة بطبيعتها عرضة للتأثر بالعوامل الخارجية. أول هذه العوامل هو قوة الدولار الأمريكي؛ إذا ارتفع الدولار، فمن المحتمل أن نشهد تراجعاً في أسعار الفضة، لأن قوة الدولار تجعل شراء الأونصة الواحدة من الفضة يتطلب عدداً أقل من الدولارات. وعلى العكس، إذا بدأ الدولار الأمريكي في التراجع، فمن المتوقع أن ترتفع أسعار الفضة.
وبالإضافة إلى ذلك، تلعب معدلات الفائدة دوراً مهماً، رغم أنها ليست بنفس التأثير على الفضة كما هي على الذهب. الفكرة هي أنه إذا انخفضت معدلات الفائدة، فقد يكون من المنطقي تحمل تكاليف تخزين الفضة بدلاً من الاستثمار في الأصول التي تدر عائداً مثل السندات. وهناك جانب آخر قد يغفله العديد من المتداولين الأفراد، وهو أن الفضة ليست مجرد معدن ثمين، بل هي أيضاً معدن صناعي يستخدم في العديد من التقنيات الحديثة. لهذا السبب، من المرجح أن يستمر الطلب على الفضة في الارتفاع، ويبدو أن هناك بالفعل مشترين يستفيدون من المستويات الحالية في السوق.