واصلت أسعار النفط الخام خسائرها ، حيث أدى أرتفاع إمدادات أوبك+ وتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة الامريكية والصين إلى تعميق المخاوف بشأن الطلب العالمي على النفط، مما دفع بنك أوف أمريكا إلى التحذير من احتمال انخفاض سعر خام برنت إلى ما دون 50 دولارًا للبرميل في الأشهر المقبلة.
الرسم البيانى المباشر لسعر النفط الخام
وحسب منصات شركات تداول النفط، فقد بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط 58.55 دولارًا، بينما بلغ سعر خام برنت 62.14 دولارًا للبرميل. وكان قد أدى هذا التراجع إلى أنخفاض كلا الخامين القياسيين بنسبة 5-6% تقريبًا منذ بداية أكتوبر، مسجلين أدنى مستوياتهما في خمسة أشهر، ومبددين معظم مكاسبهما التي حققاها في أواخر الصيف. وفى نفس الاداء فقد أنخفض سعر الغاز الطبيعي إلى 2.989 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، مواصلًا انخفاضه الذي استمر أسبوعًا، حيث ضغط اعتدال الطقس واستقرار الإنتاج على الأسعار.
معروض الاوبك يضغط على الاسعار
ووفقًا لرويترز، حذّر محللو بنك أوف أمريكا من أن تزايد المعروض من أعضاء أوبك+، وخاصةً المملكة العربية السعودية والعراق والإمارات العربية المتحدة، قد خلق “فائضًا مستمرًا قد يرفع المخزونات إلى أعلى مستوياتها في عام 2020″. وأشار البنك إلى أن سعر خام برنت قد يختبر مستوى أقل من 50 دولارًا للبرميل إذا ضعف الطلب الصيني أكثر أو إذا شددت واشنطن الرسوم الجمركية على بكين. ويأتي هذا التحذير الأخير في الوقت الذي جدد فيه الرئيس دونالد ترامب تهديداته بـ”توسيع كبير للرسوم الجمركية” على السلع الصينية، مشيرًا إلى “ممارسات غير عادلة في مجال الطاقة والتكنولوجيا”. وقد أثار هذا الإعلان توترات في الأسواق العالمية، التي تواجه بالفعل ضغوطًا من ضعف البيانات الصناعية الصادرة من الصين وارتفاع قيمة الدولار.
ومن جانبها فقد أفادت ياهو فاينانس أن المتداولين ما زالوا حذرين قبل اجتماع أوبك+ الشهر المقبل، حيث من المتوقع أن يناقش المندوبون وتيرة خطة تقليص الإنتاج. وقد زاد بعض المنتجين الخليجيين صادراتهم بنحو 400 ألف برميل يوميًا منذ سبتمبر، بينما ظل إنتاج روسيا فوق 9.3 مليون برميل يوميًا على الرغم من القيود الفنية.
وفي تقريرها عن سوق النفط والصادر في أكتوبر/تشرين الأول، خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب إلى حوالي 700 ألف برميل يوميًا لعامي 2025 و2026، ورفعت توقعات العرض، محذرة من فائض أكبر من المتوقع. وعلى صعيد أخر فقد أرتفعت المخزونات العالمية المُلاحظة بمقدار 17.7 مليون برميل في أغسطس/آب لتصل إلى أعلى مستوى لها في أربع سنوات عند 7.909 مليار برميل، بينما ارتفعت مخزونات “النفط على الماء” بمقدار 102 مليون برميل في سبتمبر/أيلول مع تضخم صادرات الشرق الأوسط والأمريكيتين.