لخمس جلسات تداول على التوالى تتحرك أسعار النفط الخام العالمية وسط زخم أيجابى فى أستفادة واضحة من التوترات الجيوسياسية العالمية. وحسب أخر الاحداث فقد ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال بأن خفر السواحل والجيش الأمريكي يحشدان المزيد من القوات والأسلحة للصعود قسراً إلى ناقلة النفط “بيلا 1” الهاربة، المرتبطة بإيران وفنزويلا.
وحسب منصات شركات تداول النفط. يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 58.85 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 62.60 دولار للبرميل.
الرسم البيانى المباشر لسعر النفط الخام
وحسب خبراء أسواق السلع فأن التطورات الجيوسياسية دعمت أسعار النفط. حيث أن واشنطن تواصل تشديد موقفها تجاه النفط الفنزويلي، حيث أدى تكثيف عمليات الاعتراض وتشديد الإجراءات إلى زيادة مخاطر حدوث اضطرابات مؤقتة في الصادرات. وعلى صعيد أخر يوجد دور لاستمرار الصراع الأوكراني الروسي. وبشكل عام تحظى أسعار النفط الخام بدعم مستمر من أخبار يوم الجمعة الماضي والصادرة عن شركة بيكر هيوز، والتي أفادت بانخفاض عدد منصات الحفر النفطية الأمريكية العاملة إلى أدنى مستوى لها في 4.25 سنة، على الرغم من ارتفاع عدد المنصات هذا الأسبوع بمقدار 3 منصات.
أبرز التوترات العالمية التى تدعم سوق النفط
وفى هذا الصدد يُعدّ الوضع في فنزويلا داعمًا لأسعار النفط الخام. فقد أمر الرئيس الامريكى ترامب الأسبوع الماضي بفرض “حصار كامل وشامل” على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات” الداخلة إلى فنزويلا والخارجة منها. وكان قد صعد خفر السواحل الأمريكي، يوم السبت الماضي، على متن ناقلة النفط “سنتشريز” غير الخاضعة للعقوبات في منطقة البحر الكاريبي. كما لاحقت القوات الأمريكية ناقلة النفط “بيلا 1” المتجهة إلى فنزويلا.
وتلقت أسعار النفط دعماً بعد أن شنت أوكرانيا، يوم الجمعة الماضي، هجوماً بطائرات مسيرة على ناقلة نفط روسية في البحر الأبيض المتوسط، وذلك للمرة الأولى. ومن جانبها فقد أفادت شركة “فورتيكسا” أن مخزون النفط الخام على متن ناقلات النفط الراسية منذ سبعة أيام على الأقل انخفض بنسبة 7% أسبوعياً ليصل إلى 107.15 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 19 ديسمبر/كانون الأول.
واستهدفت الهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيرة والصواريخ ما لا يقل عن 28 مصفاة نفط روسية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مما حدّ من قدرة روسيا على تصدير النفط الخام وخفّض الإمدادات النفطية العالمية. كما كثّفت أوكرانيا، منذ نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، هجماتها على ناقلات النفط الروسية، حيث تعرضت ست ناقلات على الأقل لهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ في بحر البلطيق.
وإضافة إلى ذلك، أدت العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة المفروضة على شركات النفط والبنية التحتية وناقلات النفط الروسية إلى الحد من صادرات النفط الروسية.
دور سياسات الاوبك فى التأثير على سوق النفط
وكان قد حظي سوق النفط الخام بدعم إضافي بعد أن أعلنت منظمة أوبك+ في 30 نوفمبر/تشرين الثاني التزامها بخطتها لوقف زيادة الإنتاج في الربع الأول من عام 2026. وكانت أوبك+ قد أعلنت في اجتماعها المنعقد في 2 نوفمبر/تشرين الثاني أن أعضاءها سيرفعون الإنتاج بمقدار 137 ألف برميل يوميًا في ديسمبر/كانون الأول، ولكنهم سيوقفون هذه الزيادة في الربع الأول من عام 2026 نظرًا للفائض النفطي العالمي المتوقع. وكانت وكالة الطاقة الدولية قد توقعت في منتصف أكتوبر/تشرين الأول فائضًا نفطيًا عالميًا قياسيًا قدره 4 ملايين برميل يوميًا لعام 2026.
وتسعى أوبك+ إلى استعادة كامل خفض الإنتاج الذي فرضته في أوائل عام 2024 والبالغ 2.2 مليون برميل يوميًا، لكن لا يزال أمامها 1.2 مليون برميل يوميًا لاستعادة الإنتاج. وانخفض إنتاج أوبك من النفط الخام في نوفمبر/تشرين الثاني بمقدار 10 آلاف برميل يوميًا ليصل إلى 29.09 مليون برميل يوميًا.
وفي الشهر الماضي، عدّلت أوبك تقديراتها لسوق النفط العالمي في الربع الثالث من عجز إلى فائض، حيث تجاوز الإنتاج الأمريكي التوقعات، كما رفعت أوبك إنتاجها من النفط الخام. أعلنت منظمة أوبك أنها تتوقع فائضًا قدره 500 ألف برميل يوميًا في أسواق النفط العالمية خلال الربع الثالث، مقارنةً بعجز قدره 400 ألف برميل يوميًا في الشهر السابق. كما رفعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) تقديراتها لإنتاج النفط الخام الأمريكي لعام 2025 إلى 13.59 مليون برميل يوميًا، بعد أن كانت 13.53 مليون برميل يوميًا في الشهر الماضي.
توقعات فنية لسعر النفط الخام:
عزيزى القارىء وحسب التداولات الاخيرة فقد أرتفع سعر النفط الخام الخفيف WTI الآن ليتداول فوق خط المتوسط المتحرك لـ 100 ساعة ببضعة مستويات. ونتيجة لذلك، فهو على وشك دخول منطقة ذروة الشراء لمؤشر القوة النسبية (RSI) لفترة 14 ساعة. وعلى المدى القريب ، سيسعى الثيران إلى تعزيز المكاسب الحالية باللتوجه الى مستوى المقاومة 59.10 دولار للبرميل ثم الى مستوى المقاومة 60.50 دولار للبرميل وفى المقابل قد يسعى الدببة الى أقتناص البيع بالتوجه الى مستوى الدعم 57.90 ثم الى مستوى الدعم 56.80 دولار للبرميل.
وعلى المدى البعيد وحسب الاداء على الرسم البيانى للاطار الزمنى اليومى يتداول سعر خام غرب تكساس الوسيط ضمن قناة هابطة. ومع ذلك، فقد أرتد مؤشر القوة النسبية (RSI) على مدى 14 يومًا مؤخرًا لتجنب الوقوع في منطقة ذروة البيع. وعليه فقد يسعى الثيران الى التقدم صوب مستويات المقاومة 62.00 دولار للبرميل ثم الى مستوى المقاومة 66.00 دولار على التوالى وفى المقابل وعلى نفس الفترة الزمنية قد يسعى الدببة الى الاستفادة من تجدد البيع لجنى الارباح بالتوجه الى مستوى الدعم 55.00 دولار للبرميل ثم الى الدعم 51.00 دولار للبرميل على التوالى.