أعلنت شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط المملوكة للدولة عن انخفاض بنسبة 15.4% في أرباح الربع الثالث، مدفوعة بأنخفاض أسعار النفط الخام وضعف هوامش التكرير.
وعلى الرغم من انخفاض الدخل، حافظت أرامكو السعودية على أرباحها الفصلية عند 31.1 مليار دولار، بما يتماشى مع استراتيجية الشركة لتقديم مدفوعات ثابتة وسط ظروف السوق المتقلبة. وتتضمن أرباح هذا الربع 10.8 مليار دولار في مدفوعات مرتبطة بالأداء، مما يؤكد نهج أرامكو في مكافأة المستثمرين أثناء التنقل في أسواق النفط المتقلبة.
وفيما يلي تحليل لأداء أرامكو الأخير، ودورها المهم في اقتصاد المملكة العربية السعودية، وما تعنيه هذه النتائج لسوق النفط العالمية.
صافي دخل أرامكو في الربع الثالث يفوق التوقعات على الرغم من ضعف سوق النفط
حيث أعلنت أرامكو عن صافي دخل بلغ 27.6 مليار دولار للربع المنتهي في 30 سبتمبر، متجاوزة التقديرات المتوسطة التي قدمتها الشركة والتي بلغت 26.9 مليار دولار وتوقعات سيتي البالغة 26.3 مليار دولار. وهذا الرقم، على الرغم من أنه أقل من الأرباع السابقة، يوضح مرونة أرامكو وسط تباطؤ عالمي في أسعار النفط. وتهدف أرباح الأسهم المرتبطة بالأداء، التي تم تقديمها العام الماضي، إلى تعزيز عوائد المستثمرين خلال الفترات المربحة، وتكميل أرباح الأسهم الأساسية التي تظل ثابتة بغض النظر عن الأرباح.
لقد وضع هيكل أرباح الشركة، الذي يجمع بين الدفع الأساسي والمكون المرتبط بالأداء، أرامكو كمصدر ثابت للدخل للمستثمرين والحكومة السعودية. وتضمنت أرباح هذا الربع 10.8 مليار دولار من المدفوعات القائمة على الأداء. وتتوقع أرامكو إعلان إجمالي أرباح بقيمة 124.3 مليار دولار في عام 2024، بما في ذلك 43.1 مليار دولار في أرباح مرتبطة بالأداء، وهو ما يشير إلى استمرار فوائد المساهمين، حتى في ظل التعديلات الاقتصادية.
الحكومة السعودية وصندوق الاستثمار العام يعتمدان بشكل كبير على مدفوعات أرامكو
تمتلك الحكومة السعودية بشكل مباشر ما يقرب من 81.5٪ من أرامكو، ويمتلك صندوق الاستثمار العام السيادي حصة أخرى بنسبة 16٪. وهذه الأرباح هي حجر الزاوية لتمويل رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وهي أجندة تنويع اقتصادي طموحة تهدف إلى تقليل الاعتماد على عائدات النفط. وكان قد أعاد صندوق الاستثمار العام، الذي يدير ما يقدر بنحو 925 مليار دولار، توجيه الأموال إلى مجموعة من القطاعات، من البنية التحتية عالية التقنية إلى المركبات الكهربائية، كجزء من رؤية المملكة لاقتصاد أكثر تنوعًا.
ويلعب صندوق الاستثمار العام دورًا فعالاً في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030، مع التركيز على تحويل المشهد الاقتصادي للبلاد. وقد لوحظت التعديلات المالية حيث ألمح وزير المالية في البلاد إلى أن رؤية 2030 قد تخضع “لتعديلات حسب الحاجة”، والتي قد تنطوي على إعطاء الأولوية لمشاريع محددة وتمديد الجداول الزمنية لمشاريع أخرى. وتعكس مثل هذه المعايرة الجديدة نهجًا متطورًا في الاستجابة للمطالب المالية وظروف السوق.
تخفيضات إنتاج أوبك تؤثر على إنتاج النفط السعودي
وبصفتها الزعيم الفعلي لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، تنتج المملكة العربية السعودية حاليًا ما يقرب من 9 ملايين برميل من النفط يوميًا، وهو ما يمثل حوالي 75٪ من طاقتها الكاملة. وينتج هذا المستوى الإنتاجي عن تخفيضات متفق عليها مع أعضاء أوبك وحلفائها، بما في ذلك روسيا، للمساعدة في استقرار أسعار النفط العالمية. وتؤكد استراتيجيات الإنتاج هذه على التزام المملكة العربية السعودية بموازنة العرض والطلب العالميين مع دعم أسعار النفط.
وبالنظر إلى المستقبل، من المرجح أن تظل الاستراتيجيات المالية لشركة أرامكو جزءًا لا يتجزأ من اقتصاد المملكة العربية السعودية، حيث تواصل الشركة دعم الأجندة الاقتصادية التوسعية للحكومة. ومع تعرض أسواق النفط للضغوط، فإن هيكل توزيع الأرباح المرتبط بالأداء الذي تتبناه الشركة قد يوفر مرونة أكبر في الحفاظ على عوائد المستثمرين دون المساس بالاستقرار. وبشكل عام يظل تأثير أرامكو على أسواق النفط العالمية وأرباحها محوريًا، ليس فقط بالنسبة للمملكة العربية السعودية، بل وأيضًا للاستقرار الاقتصادي الأوسع في جميع الاقتصادات المعتمدة على النفط.