تخلت أسعار النفط الخام عن مكاسب الارتداد لاعلى الاخيرة. وحسب منصات شركات تداول النفط فقد أنخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1% لتصل إلى 61.5 دولارًا للبرميل، وذلك بعد انتعاشها بنسبة 3.4% في اليوم السابق، وزادت ضغوط البيع على الرغم من بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية والتي أظهرت انخفاضًا أكبر من المتوقع في مخزونات النفط الخام الأمريكية.
الرسم البيانى المباشر لسعر النفط الخام/ الدولار
وحسب المعلن رسميا فقد أنخفضت المخزونات النفطية الامريكية بمقدار 2.032 مليون برميل الأسبوع الماضي، متجاوزةً توقعات السوق بأنخفاض قدره 1.7 مليون برميل. ومع ذلك، لا تزال أسواق النفط الخام تواجه ضغوطًا بعد إعلان أوبك+ عن خطط لتسريع زيادة الإنتاج، مما أثار مخاوف من فائض المعروض في وقتٍ أضعفت فيه الرسوم الجمركية الأمريكية توقعات الطلب العالمي. ورغم انخفاض الأسعار مؤخرًا إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات، إلا أن هناك بوادر على تصحيح محتمل في المعروض. ويستجيب بعض المنتجين الأمريكيين، بما في ذلك شركتا دايموندباك إنرجي وكوتيرا إنرجي، بتقليص أنشطة الحفر، وهو ما يعتقد المحللون أنه قد يؤدي إلى تقليص المعروض ورفع الأسعار مع مرور الوقت.
وفي غضون ذلك، يترقب المتداولون أيضًا قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة الامريكية، وسط توقعات بإبقاء أسعار الفائدة ثابتة وسط تزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي المرتبطة بالتوترات التجارية المستمرة.
نصائح تداول:
أخبار أسواق النفط الخام
أبدت شركات النفط الكبرى، على نحو مفاجئ، هدوءًا في رد فعلها على انخفاض أسعار النفط بأكثر من 10 دولارات للبرميل منذ أوائل أبريل، مفضلةً انتظار انتهاء الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين قبل خفض نفقاتها.
حققت شركة إكسون موبيل (المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز: XOM) صافي ربح قدره 7.7 مليار دولار، بأنخفاض 7% عن العام الماضي، وحافظت على توقعاتها لنفقاتها الرأسمالية عند 27-29 مليار دولار، مع احتفاظ شركات شيفرون وشل وتوتال إنرجيز بأهدافها أيضًا.
تقدمت شركة النفط الفرنسية العملاقة توتال إنرجيز (المدرجة في بورصة نيويورك بالرمز: TTE) بطلب للحصول على تصريح بيئي في تشيلي لإطلاق مشروع للهيدروجين الأخضر والأمونيا بقيمة 16 مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع أن يبدأ البناء في عام 2026.
أوبك+ تُضاعف جهودها في سياسة الإغراق. وفي مثال آخر على دبلوماسية السبت، فقد أتفق أعضاء أوبك+ على زيادة الإنتاج الجماعي بمقدار 411 ألف برميل يوميًا في يونيو، مما يعكس عملية التفكيك السريعة التي بدأت قبل شهر، حيث تسعى المملكة العربية السعودية إلى استعادة حصتها السوقية التي خسرتها لصالح الدول غير الأعضاء في أوبك.
السعودية ترفع أسعارها الآسيوية بحذر. حيث رفعت أرامكو السعودية (TADAWUL:2222) أسعارها المعادلة المتجهة إلى آسيا للشحنات المُحمّلة في يونيو بمقدار 0.20 دولار أمريكي للبرميل، مُلتزمةً بسياسة تسعير مُيسّرة نوعًا ما بعد أن اتسعت علاوة دبي الفورية إلى 1.66 دولار أمريكي للبرميل في أبريل، بزيادة قدرها 0.28 دولار أمريكي للبرميل عن مارس.
إيران تواصل تصدير النفط رغم الضغوط الأمريكية. حيث صدّرت إيران 1.6 مليون برميل يومياً من النفط في أبريل، وهو مستوى ثابت تقريباً مقارنة بمستويات مارس، حيث لم تُسفر سياسة “الضغط الأقصى” التي ينتهجها دونالد ترامب عن أي نتائج ملموسة على تدفقات الطاقة إلى طهران.
التحليل الفنى لسعر النفط الخام:
عزيزى القارىء وحسب التداولات الاخيرة. فقد شهد سعر خام غرب تكساس الوسيط أنتعاشًا في الأيام الأخيرة، حيث يُتداول حاليًا عند 59.58 دولارًا للبرميل وذلك بعد أرتداده من أدنى مستوياته المسجلة في أواخر أبريل، والتي بلغت قرابة 56.00 دولارًا للبرميل. وقد شكّل السعر ما يبدو أنه نموذج قاع مزدوج محتمل، وهو الآن يختبر منطقة مقاومة أفقية رئيسية حول مستوى 60.00 دولارًا للبرميل. ويأتي هذا الانتعاش للاسعار بعد انخفاض كبير من أعلى مستوياته المسجلة في أبريل، والتي بلغت قرابة 64.00 دولارًا للبرميل، حيث يحاول السعر الآن أستعادة بعض خسائره. ويقترب السعر حاليًا من المتوسط المتحرك (على الأرجح المتوسط المتحرك البسيط لـ 50 يومًا)، والذي بدأ في الاستقرار بعد هبوطه السابق، مما قد يشير إلى تحول في الزخم.
ومع ذلك، لا يزال المتوسط المتحرك (على الأرجح المتوسط المتحرك البسيط 200) فوق المتوسط المتحرك البسيط 50، مما يشير إلى أن الميل الهبوطي على المدى الطويل قد لا يزال قائمًا. ولا تزال الفجوة بين هذين المؤشرين كبيرة، مما يشير إلى أن الثيران لا يزال أمامهم عمل كبير لعكس الاتجاه بالكامل.
وفى نفس الوقت يحوم مؤشر ستوكاستيك بالقرب من منطقة ذروة الشراء، مما قد يشير إلى أن الانتعاش الحالي قد يواجه مقاومة أو يتطلب استقرارًا قصيرًا قبل مواصلة الارتفاع. ومع ذلك، لم يُظهر مؤشر ستوكاستيك بعد تباعدًا هبوطيًا واضحًا أو تحولًا هبوطيًا واضحًا، مما يشير إلى أن الزخم لا يزال قائمًا لدى المشترين في الوقت الحالي.
وفي الوقت نفسه، فقد دخل مؤشر القوة النسبية منطقة صعودية في نطاق 60+، ولكن لديه مجال للارتفاع قبل الوصول إلى مستويات ذروة الشراء الشديدة. وهذا يشير إلى إمكانية حدوث المزيد من الارتفاع إذا تمكن المشترون من الحفاظ على سيطرتهم. ولكي يكتسب الانتعاش مزيدًا من الزخم، سيحتاج سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى اختراق حاسم فوق منطقة المقاومة الحالية والمتوسط المتحرك البسيط 200 المتراجع. وقد يستهدف الاختراق الناجح مستويات الدعم السابقة التي تحولت إلى مقاومة عند حوالي 62.00 دولارًا ، وفي النهاية 64.00 دولارًا للبرميل.
وعلى الجانب الهبوطى، قد يوفر المتوسط المتحرك البسيط لخمسين يومًا، والذي يقع بالقرب من 58.00 دولارًا للبرميل، دعمًا فوريًا في حال عودة البائعين. وأما دون ذلك، فيمثل القاع الأخير عند 56.00 دولارًا للبرميل مستوى دعم حاسمًا، وقد يؤدي اختراقه إلى موجة بيع مكثفة نحو أدنى مستوياته في أوائل عام 2025.