فى بداية أسبوع التداول ظلت أسواق النفط الخام فى وضع حذر ولاحظنا تذبذب واصح لاسعار النفط وذلك وسط تركيز الأنظار على تقارير تشير إلى تقدم محتمل في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا. وفي الوقت نفسه، يُضيف ارتفاع سعر الدولار الأمريكي ضغطًا هبوطيًا على الأسعار، حيث خسر كلا الخامين الرئيسيين نحو 3% الأسبوع الماضي.
الرسم البيانى المباشر لسعر النفط الخام
وحسب الاداء عبر منصات شركات تداول النفط يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 58.20 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 62.70 دولار للبرميل. وبشكل عام فقد شهد تراجع الاسعار فى الأسبوع الماضي استقرار أسعار النفط الخام عند أدنى مستوياتها منذ 21 أكتوبر، حيث قيّمت الأسواق احتمالية أن يُتيح اتفاق سلام إمكانية عودة الإمدادات الروسية الخاضعة للعقوبات.
أنهاء الحرب الروسية سيزيد من المعروض النفطى
وفى هذا الصدد يُفسر المتداولون التقدم المحرز في المحادثات، ولا سيما البيان المشترك بين الولايات المتحدة الامريكية وأوكرانيا والذي أعلن عن إحراز تقدم في “إطار عمل سلام مُحدّث ومُحسّن” قد يُلزم أوكرانيا بالتنازل عن أراضٍ والتراجع عن طموحاتها في حلف الناتو، على أنه إشارة إلى أن النفط الروسي المُجمّد قد يعود إلى الأسواق العالمية. وفيما يتعلق بالاتفاق نفسه، فقد أشاد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بـ”التقدم الهائل” في جنيف، معربًا عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق “قريبًا جدًا”، على الرغم من أن التفاصيل لا تزال غير واضحة.
وعلى صعيد أخر مؤثر على السوق، فقد أقترب مؤشر الدولار الامريكى DXY من أعلى مستوى له منذ أواخر مايو، مما جعل النفط المسعر بالدولار الامريكى أكثر تكلفةً للعديد من المشترين، وزاد الضغط على السوق. ويساهم هذا في تفاقم الشعور السلبي السائد في الأسواق نتيجةً لارتفاع إنتاج أوبك+ والمخاوف بشأن الطلب.
توقعات أسعار النفط الفنية:
عزيزى القارىء وحسب التداولات الاخيرة يتداول سعر خام غرب تكساس الوسيط داخل قناة هابطة ذات قمم وقيعان متقاربة، ويحوم حاليًا حول ٥٨.٠٧ دولارًا للبرميل، مما يشير إلى أن الاتجاه الهبوطي طويل الأمد قد يكتسب زخمًا. ومع ذلك، يبدو أن سعر النفط الخام يتماسك بالقرب من أدنى مستوى له عند ٥٧.٣٤ دولارًا للبرميل، لذا قد يحدث تراجع قبل استئناف موجة البيع. وتُظهر أداة تصحيح فيبوناتشي أين قد ينتظر المزيد من البائعين للدخول في الاتجاه الهبوطي.
حيث يقع مستوى تصحيح فيبوناتشي ٣٨.٢٪ عند ٥٨.٦٨ دولارًا للبرميل، وهو قريب من قاع القناة المكسورة الذي قد يُشكل الآن مستوى مقاومة. ويتماشى مستوى 50% عند 59.19 دولارًا مع منطقة توطيد سابقة، بينما قد يصل تصحيح أكبر إلى مستوى 61.8% فيبوناتشي عند 59.52 دولارًا.
وقد يكون أي من مستويات التصحيح هذه، المتزامنة مع دعم القناة السابق، كافيًا لجذب ضغط بيع جديد والحفاظ على انخفاض سعر سلعة الطاقة. ومع ذلك، قد يشير اختراق أعلى مستوى فيبوناتشي إلى أن المشترين يحاولون استعادة السيطرة. وحاليا يقع المتوسط المتحرك البسيط 100 أسفل المتوسط المتحرك البسيط 200 مما يؤكد على أن المسار الاقوى هو الاتجاه الهبوطي أو أن عمليات البيع من المرجح أن تكتسب زخمًا من هنا. كما يتداول السعر أدنى بكثير من كلا المؤشرين الديناميكيين، مما يؤكد الميل الهبوطي، وقد يشكلان مقاومة عند التراجعات.