التحليل الفنى لسعر النفط الخام ومكاسبه قد تظل محدودة

خلال تداولات اليوم ووسط أرتداد حذر أرتفعت أسعار النفط الخام متعافيةً من خسائرها في الجلسة السابقة، وذلك بزخم من العقوبات الأمريكية الجديدة على النفط الإيراني والشحن. حيث أستهدفت واشنطن وزير النفط الإيراني محسن باكنجاد وسفنًا ترفع علم هونغ كونغ مرتبطة بأسطولٍ سري يُخفي صادرات طهران من النفط الخام. وعليه يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 67.00 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 70.40 دولار للبرميل.

شارت سعر النفط الخام

محادثات السلام الاوروبية تؤثر على سوق النفط

مؤخرا جاءت دفعةٌ أخرى من تلاشي الآمال في حلٍّ سريع لحرب أوكرانيا، والتي كان من الممكن أن تعيد إمدادات الطاقة الروسية. وفي غضون ذلك، فقد أبقت حالة عدم اليقين الاقتصادي الكلي النفط تحت الضغط، حيث حذرت وكالة الطاقة الدولية من فائضٍ متزايد في المعروض مع تصاعد الحرب التجارية التي تُضعف الطلب، بينما تزيد أوبك+ الإنتاج. تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يتجاوز العرض العالمي الطلب بمقدار 600 ألف برميل يوميًا هذا العام، مع توقع ارتفاع الطلب بمقدار 1.03 مليون برميل يوميًا فقط، أي أقل بمقدار 70 ألف برميل يوميًا عن توقعات الشهر الماضي.

وكانت قد قالت وكالة الطاقة الدولية: “تُنتج الولايات المتحدة الامريكية حاليًا مستويات قياسية، ومن المتوقع أن تكون أكبر مصدر لنمو العرض في عام 2025″. وأضافت بأن “الجولة الأخيرة من العقوبات على روسيا وإيران لم تُحدث اضطرابًا كبيرًا في عمليات التحميل، حتى مع تقليص بعض المشترين لمشترياتهم”. كما خفّضت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب لعام 2025 بمقدار 70 ألف برميل يوميًا إلى 1.03 مليون برميل يوميًا، مما زاد من الضغط على الأسعار قبل ورود أنباء فرض عقوبات جديدة على إيران.

نصائح تداول:

العقوبات على إيران تدعم أسعار النفط

أدت جولة جديدة من العقوبات التي أستهدفت صناعة النفط الإيرانية ووزير النفط الإيراني إلى ارتفاع أسعار النفط الخام في وقت سابق من اليوم، مما عوّض الأثر السلبي لتقرير وكالة الطاقة الدولية الشهري الأخير، والصادر يوم الخميس. وكانت قد أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية عن العقوبات يوم الخميس، حيث صرّح وزير الخزانة سكوت بيسنت بأن “النظام الإيراني يواصل أستخدام عائدات موارده النفطية الهائلة لتحقيق مصالحه الضيقة والمقلقة على حساب الشعب الإيراني. وستُحارب وزارة الخزانة وتُحبط أي محاولات من جانب النظام لتمويل أنشطته المزعزعة للاستقرار ودعم أجندته الخطيرة”.

ونتيجةً لذلك، انتعشت الأسعار في وقتٍ سابق من اليوم تحسبًا لانقطاعاتٍ في الإمدادات من الدولة العضو في أوبك، والتي أستُثنيت من تخفيضات الإنتاج بسبب العقوبات الأمريكية.

عوامل التأثير على سوق النفط

مؤخرا وحسب منصات شركات تداول النفط. أستمدت أسعار النفط الخام دعمًا من زيادة أقل من المتوقع في مخزونات النفط الامريكية من جانب اعلان إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وعلى الرغم من أن السلعة لا تزال تتعرض لضغوط هبوطية بسبب حالة عدم اليقين التجاري. وقد دخلت بالفعل رسوم ترامب الجمركية البالغة 25% على منتجات الصلب والألمنيوم الكندية والأوروبية حيز التنفيذ، مما دفع هؤلاء الشركاء التجاريين إلى الإعلان عن تدابير مضادة تستهدف المنتجات الأمريكية.

وعلى صعيد أخر فقد تؤثر بيانات التضخم الأمريكية، هذه المرة من خلال إصدار مؤشر أسعار المنتجين، على حركة أسعار السلع الأساسية ومعنويات السوق بشكل عام، حيث قد تؤدي الأرقام الضعيفة إلى تقويض موقف بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى المتشدد.

التوقعات الفنية لاسعار النفط الخام:

عزيزى القارىء وحسب التداولات الاخيرة فقد شكّل سعر خام غرب تكساس الوسيط قممًا أدنى، متصلة بخط أتجاه هابط صامد منذ بداية العام، ويبدو أن السعر على وشك أختبار مقاومة جديدة قريبًا. حيث تُظهر أداة تصحيح فيبوناتشي مستويات إضافية قد يأمل البائعون عندها في الاستفادة من التراجع. ويقع مستوى فيبوناتشي 38.2% قريبًا ويتزامن مع خط الاتجاه عند حوالي 68.38 دولارًا للبرميل، بينما يقع مستوى فيبوناتشي 50% عند 69.25 دولارًا للبرميل، بالقرب من نقطة الانعطاف الديناميكية للمتوسط المتحرك البسيط 100. وقد يصل تصحيح أكبر إلى مستوى فيبوناتشي 61.8% عند 70.20 دولارًا للبرميل، بالقرب من المتوسط المتحرك البسيط 200.

وفيما يتعلق بالمتوسطات المتحركة، فإن المتوسط المتحرك البسيط لـ 100 يوم أدنى من المتوسط المتحرك البسيط لـ 200 يوم، مما يؤكد أن المسار الاقوى لا يزال الهبوط، أو أن عمليات البيع من المرجح أن تكتسب زخمًا بدلًا من أن تنعكس. وفي هذه الحالة، قد يعود سعر خام غرب تكساس الوسيط قريبًا إلى أدنى مستوى له عند 65.21 دولارًا للبرميل أو أقل. ويتحرك مؤشر ستوكاستيك صعودًا، ولكنه يختبر بالفعل منطقة ذروة الشراء، مما يشير إلى إرهاق المشترين قريبًا. والانخفاض يعني أن البائعين مستعدون للسيطرة، مما قد يؤدي إلى استئناف الاتجاه الهبوطي، ولدى المذبذب مساحة كبيرة للانخفاض قبل الوصول إلى مستويات ذروة البيع. ومع ذلك، لا يزال أمام مؤشر القوة النسبية بعض المساحة التي يجب تغطيتها قبل الوصول إلى منطقة ذروة الشراء، ولذا قد يستمر التصحيح حتى يحدث ذلك. ومع ذلك، قد يؤدي الضغط الصعودي المستمر إلى اختراق مستوى المقاومة الديناميكي للمتوسط المتحرك البسيط لـ 200 يوم، وانعكاس الاتجاه الهبوطي.