التحليل الفنى لسعر النفط الخام: وأسباب تجدد البيع

عاودت ضغوط بيع النفط الخام من جديد هلال تداولات منتصف الأسبوع وذلك بعد أن أشارت تقارير إلى أن أكبر منظمة للنفط في العالم تدرس تسريع الإنتاج في الأشهر المقبلة. وقد حدّت من الخسائر بعد أن ألمح الرئيس الامريكى دونالد ترامب إلى أحتمال تخفيض الرسوم الجمركية على السلع الصينية. وحسب منصات شركات تداول النفط يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 62.50 دولار للبرميل وتُذكر أن أسعار النفط الخام الأمريكي انخفضت بنسبة 13% هذا العام. وسعر خام برنت حول مستوى 66.35 دولار للبرميل.

الرسم البيانى لاسعار النفط الخام

سياسات الاوبك تضغط على مسار النفط

مؤخرا تأثرت أسعار النفط الخام بعد تقارير لرويترز تؤكد بأن العديد من أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك+) يفكرون في توسيع نطاق زيادات إنتاج النفط في يونيو. وعليه يقول الخبراء بإن هذا ليس مفاجئًا، نظرًا للخلافات الداخلية حول حصص الإنتاج، ولشعور المنتجين بالإحباط من تحديد سقف للإنتاج. وعلى سبيل المثال، تنتج كازاخستان أكثر من حصتها المخصصة. وتؤكد وزارة الطاقة في البلاد رغبتها في الحفاظ على توازن العرض والطلب.

ونقل البيان عن وزير الطاقة إرلان أكينجينوف قوله: “مشاركتنا في أوبك+ أداة مهمة لضمان الاستقرار العالمي، وتهيئة الظروف لتنفيذ الخطط الوطنية، وجذب الاستثمارات. ونحن ملتزمون بالعمل البناء في إطار الاتفاق والوفاء بالتزاماتنا”.

وفي غضون ذلك، ووفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA)، ارتفعت إمدادات النفط الخام الأمريكية بمقدار 244,000 برميل خلال الأسبوع المنتهي في 18 أبريل، بانخفاض عن الزيادة البالغة 515,000 برميل في الأسبوع السابق. وكان هذا أعلى من التوقعات بانخفاض قدره 700,000 برميل. وحسب المعلن أيضا فقد أنخفضت مخزونات البنزين بمقدار 4.476 مليون برميل، متجاوزةً تقديرات السوق البالغة 1.15 مليون برميل. كما انخفضت مخزونات زيت التدفئة بمقدار 21,000 برميل، وانخفضت إمدادات نواتج التقطير بمقدار 2.353 مليون برميل.

ويأتي هذا في الوقت الذي أشار فيه الرئيس الامريكى ترامب إلى أن إدارته قد تخفض الرسوم الجمركية على السلع الصينية المستوردة قبل المفاوضات مع بكين.

نصائح تداول:

ووسط الاداء الاخير لاسعار النفط الخام ينبغي على المتداولين مراقبة بيانات المخزونات القادمة والتطورات الجيوسياسية التي قد تؤثر على أتجاه الأسعار على المدى القريب. وقد وردت تقارير عن دعوة العديد من أعضاء أوبك+ إلى زيادة متسارعة أخرى في الإنتاج بعد مايو، مما يُرجّح أن يُترجم إلى ارتفاع في مستويات المعروض العالمي من النفط، مما قد يُشكّل ضغطًا هبوطيًا على الأسعار، في حين لا تزال توقعات الطلب غير مؤكدة بسبب التوترات التجارية.

التوقعات الفنية لسعر النفط الخام:

عزيزى القارىء وحسب التداولات الاخيرة يواصل سعر خام غرب تكساس الوسيط تداوله ضمن نمط قناة صاعدة، حيث يتماسك السعر حاليًا بالقرب من مستوى ٦٢.٢٦ دولارًا للبرميل بعد تراجعه الأخير من منطقة منتصف القناة. ويبدو أن سعر النفط يجد دعمًا في هذه المرحلة الحرجة، مما قد يحدد أتجاهه التالي. وعموما لا تزال القناة الصاعدة قائمة، مع وجود دعم واضح عند الحد السفلي عند ٦١.٠٠ دولارًا للبرميل، والذي يتزامن مع مستوى نقطة الارتكاز S1. ويُشير الحد العلوي للقناة إلى مقاومة بالقرب من ٦٥.٢٥ دولارًا للبرميل، متماشيًا مع مستوى نقطة الارتكاز R1. وفي حال أستعادة المشترين السيطرة، سيكون الهدف التالي هو مستوى نقطة الارتكاز R2 عند ٦٦.٨٣ دولارًا للبرميل.

ومن منظور المتوسط المتحرك، يختبر السعر حاليًا المتوسط المتحرك البسيط 200 ، والذي كان بمثابة دعم ديناميكي سابقًا. ويشير وجود المتوسط المتحرك البسيط 100 فوق المتوسط المتحرك البسيط 200 إلى أحتمال استمرار الاتجاه الصعودي، على الرغم من أن الانخفاض دون مستوى الدعم الديناميكي للمتوسط المتحرك البسيط 100 قد يكون إشارة هبوطية مبكرة. وفى نفس الوقت يتعافى مؤشر ستوكاستيك من منطقة ذروة البيع، مشكلًا ما يبدو أنه تقاطع صعودي يشير إلى ظهور ضغط شراء محتمل. وقد يدعم هذا أرتدادًا من المستويات الحالية نحو منطقة منتصف القناة. ومع ذلك، يُظهر مؤشر ستوكاستيك تقلبات زخم غير متسقة، مما يعكس الطبيعة المتقلبة لحركة السعر الأخيرة.

وفي نفس الوقت، يحوم مؤشر القوة النسبية حول مستوى 40 بعد انخفاض كبير، مما يشير إلى أن الزخم الهبوطي قد يفقد زخمه. وعلى الرغم من أنه لم يصل بعد إلى منطقة ذروة البيع، إلا أن مؤشر القوة النسبية يبدو أنه يحاول الاستقرار وربما الاتجاه للأعلى.