التحليل الفنى لسعر النفط الخام: مكاسبه قد لا تستمر طويلا

عاودت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط التراجع نحو 60.7 دولارًا للبرميل، وكانت في طريقها لتسجيل أنخفاض أسبوعي ثانٍ على التوالي، وذلك في ظل معاناة المستثمرين من غموض أحكام الرسوم الجمركية الأمريكية واجتماع أوبك+ القادم. وحسب منصات شركات تداول النفط تتجه أسعار خام غرب تكساس الوسيط لتحقيق مكاسب بأكثر من ٦٪ في مايو، لكنها لا تزال منخفضة بنسبة ١٣٪ هذا العام. وفى نفس الوقت فمن المتوقع أن يشهد سعر خام برنت زيادة شهرية بنسبة 5.5%، ولكنه انخفض أيضًا بنحو 14% منذ بداية العام.

الرسم البيانى المباشر لسعر النفط / الدولار الامريكى

وكانت أخر الاحداث المؤثرة على السوق. فقد أعادت محكمة استئناف فيدرالية أمريكية مؤقتًا فرض الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس ترامب يوم الخميس، ناقضةً بذلك حكمًا صادرًا عن محكمة أدنى درجة كان قد أوقفها قبل يوم واحد فقط. وقد زاد هذا الجدل القانوني من التقلبات وأبقى الأسواق حذرة في ظل استمرار التوترات التجارية. وتتجه أنظار أسواق النفط الخام الآن إلى اجتماع أوبك+ يوم السبت، حيث من المتوقع أن يوافق الأعضاء على زيادة أخرى في الإنتاج لشهر يوليو.

نصائح تداول:

وبالإضافة إلى ذلك، تستمر التوترات مع رفض كازاخستان تخفيضات الإنتاج على الرغم من إنتاجها المفرط الذي يتجاوز حصتها، مما قد يمهد الطريق لزيادة أكبر من المعتاد في العرض. وأما على صعيد الطلب العالمى، فقد أظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي انكماشًا طفيفًا في الربع الأول، مما أثار مخاوف بشأن تباطؤ استهلاك الوقود. ومع ذلك، قدم انخفاض مفاجئ قدره 2.8 مليون برميل في مخزونات الخام الأمريكية بعض الدعم، مدفوعًا بالطلب الموسمي القوي.

التحليل الفنى لسعر خام غرب تكساس:

عزيزى القارىء وحسب التداولات الاخيرة. شهد سعر خام غرب تكساس الوسيط تداولاتٍ جانبيةً واضحةً خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث يختبر حاليًا مستوى مقاومةٍ حول 60.63 دولارًا للبرميل. وتشير حركة الأسعار الأخيرة إلى أن أتجاه النفط الخام يُكافح للحفاظ على زخمه فوق منطقة المقاومة الأفقية الحاسمة هذه، والتي حدّت من التحركات الصعودية عدة مرات. وعموما ترسم المتوسطات المتحركة طويلة الأجل صورةً متباينةً لاتجاه السلعة. حيث يواصل المتوسط المتحرك البسيط لـ 200 يوم العمل كمقاومةٍ ديناميكيةٍ من الأعلى، بينما يُوفر المتوسط المتحرك البسيط لـ 100 يوم دعمًا متقطعًا خلال فترات التراجع. ويبدو أن السعر عالق بين هذه المتوسطات المتحركة الرئيسية، مما يشير إلى أن المسار الاقوى لا يزال غير واضح في ظل صراع الثيران والدببة للسيطرة.

ومؤخرا فقد أثبتت منطقة الدعم الأفقية حول 61.50-62.00 دولارًا للبرميل مرونتها خلال عمليات البيع الأخيرة، مما يشير إلى أن المشترين يتجهون نحو هذه المستويات. ومع ذلك، فإن عدم القدرة على اختراق مستوى المقاومة 63.00 دولارًا للبرميل بشكل مقنع يشير إلى أن ضغط البيع يزداد مع ارتفاعات الأسعار.

وتُظهر المؤشرات الفنية مؤشرات زخم محايد إلى هبوطي طفيف. حيث يحوم مؤشر ستوكاستيك بالقرب من النطاق المتوسط، ليس في حالة ذروة شراء ولا ذروة بيع، وهو ما يتماشى مع نمط الحياد. وتشير هذه القراءة المحايدة إلى أن الزخم قد يتزايد في أي من الاتجاهين بمجرد حدوث اختراق حاسم. ويتداول مؤشر القوة النسبية حول منطقة 45-50، مما يعكس ضغطًا متوازنًا للشراء والبيع. ويمتلك مؤشر القوة النسبية مجالًا للتحرك قبل الوصول إلى مستويات قصوى، مما يشير إلى أن أي حركة اتجاهية محتملة قد يكون لها زخم مستدام.

وفى نفس الوقت قد يفتح أختراق حاسم فوق مستوى 63.00 دولارًا للبرميل الباب أمام اختبار مستويات مقاومة أعلى حول 65.50 دولارًا أمريكيًا، بينما قد يستهدف اختراق مستوى الدعم عند 61.50 دولارًا أمريكيًا مستوى الدعم التالي عند 59.00 دولارًا أمريكيًا للبرميل.