في بداية تعاملات اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025، سجّلت أسعار النفط تراجعًا طفيفًا، في حركة تصحيحية بعد المكاسب الكبيرة التي شهدتها الأسواق مؤخرًا. ويأتي هذا الانخفاض وسط تنامي المخاوف من وفرة الإمدادات العالمية، وعودة التوترات التجارية إلى المشهد، مما ألقى بظلاله على آفاق الطلب على الطاقة.
الرسم البيانى المباشر لسعر النفط الخام
ووفقًا لأحدث البيانات، تراجع خام برنت ليسجّل 64.81 دولارًا للبرميل، بانخفاض طفيف عن جلسة أمس، فيما هبط خام غرب تكساس الوسيط إلى 61.83 دولارًا للبرميل، متأثرًا بحالة الترقب والحذر التي تسود أوساط المستثمرين في ظل غياب محفزات قوية لمواصلة الصعود. ويأتي هذا التحول بعد موجة ارتفاع قادها التفاؤل النسبي بشأن مفاوضات التجارة العالمية، خاصة بين الولايات المتحدة والصين، والتي منحت الأسواق دفعة معنوية قصيرة الأمد، لكنها سرعان ما تبخّرت بفعل إشارات متزايدة لاحتمال زيادة الإنتاج، خاصة من قبل منتجين كبار يسعون للاستفادة من الأسعار المرتفعة لتعويض خسائر سابقة.
ويُرجّح محللون أن تشهد أسعار النفط الخام تقلبات ملموسة خلال الأيام المقبلة، مع استمرار العوامل الجيوسياسية في الضغط على السوق، إلى جانب ترقب صدور بيانات اقتصادية مهمة قد تعكس مدى قوة الطلب العالمي. وفي المقابل، يبدي بعض الخبراء تفاؤلًا حذرًا بإمكانية استقرار الأسعار عند مستوياتها الحالية في حال عدم حدوث صدمات كبرى في الإمدادات أو عودة التوترات السياسية في مناطق الإنتاج الرئيسية. غير أن استمرار الإنتاج عند مستويات مرتفعة قد يُبقي الأسعار تحت ضغط خلال المدى القصير.
ويبدو أن الأسواق تنتظر إشارات أوضح بشأن توجهات السياسة الاقتصادية العالمية، خاصة تلك المرتبطة بالطلب الصناعي والنقل، وهو ما سيكون له دور حاسم في تحديد مسار النفط خلال النصف الثاني من العام الحالي.