شهدت أسعار النفط حالة من الاستقرار النسبي خلال جلسات التداول لهذا اليوم، حيث استقر خام برنت قرب 65 دولارًا للبرميل، في حين تراوح سعر خام غرب تكساس الوسيط حول 62 دولارًا، وسط أجواء من الحذر والترقب في الأسواق العالمية.
الرسم البيانى المباشر لسعر النفط/ الدولار الامريكى
وهذا الهدوء النسبي في الأسعار يأتي في ظل ترقب المستثمرين لقرار تحالف أوبك+ بشأن سياسة الإنتاج لشهر يوليو المقبل، إذ تشير المؤشرات إلى احتمال رفع سقف الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا. هذا القرار يحمل في طياته تأثيرًا كبيرًا على توازن العرض والطلب، إذ قد يؤدي إلى زيادة المعروض من النفط في الأسواق، ما قد يضغط على الأسعار في حال لم يترافق مع نمو قوي في الطلب العالمي.
وعلى الصعيد العالمي، لا تزال التوترات التجارية تلقي بظلالها على آفاق السوق النفطية، خاصة مع استمرار حالة عدم اليقين حول العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. حيث أثار إعلان الولايات المتحدة عن احتمال فرض رسوم جمركية إضافية على الواردات الأوروبية مخاوف الأسواق من تصاعد النزاعات التجارية، وهو ما قد ينعكس سلبًا على حركة الطلب على النفط، لا سيما في الأسواق الأوروبية التي تعد من بين كبار المستهلكين.
وفيما يتعلق بالطلب، تحافظ أوبك على توقعاتها بنمو الطلب العالمي على النفط بنحو 1.3 مليون برميل يوميًا خلال 2025، مستندة إلى استمرار انتعاش الاقتصادات الكبرى وحاجة قطاعات النقل والصناعة للطاقة. ومع ذلك، تبرز بعض الإشارات إلى تباطؤ الطلب في مناطق معينة نتيجة ارتفاع معدلات التضخم وتغير أنماط الاستهلاك، مما يعزز من تعقيد المشهد السوقي ويزيد من احتمالية التقلبات السعرية.
ويتابع الخبراء عن كثب التطورات السياسية والاقتصادية التي قد تؤثر على سوق تداول النفط، مؤكدين أن الفترة المقبلة قد تشهد تحركات متقلبة في الأسعار مع تداخل عوامل العرض والطلب والضغوط الجيوسياسية. وفي هذا المناخ، ينصح المستثمرون بالحذر ومراقبة مؤشرات السوق بشكل يومي، مع الأخذ في الاعتبار أن أي تغيير في قرارات أوبك+ أو التصعيد في النزاعات التجارية قد يحدث تقلبات حادة قد تؤثر على مسار أسعار النفط في المدى القريب والمتوسط.