أنتعاش قوى لمبيعات التجزئة في المملكة المتحدة والحذر لايزال قائما

أنتعشت مبيعات التجزئة بقوة فى المملكة المتحدة خلال شهر فبراير ، وذلك حسبما أظهرته نتائج البيانات اليوم الخميس ، ولكن الصورة الأساسية بقيت ضعيفة ، مما يشير إلى أن المتسوق البريطاني لا يزال حذرا في بداية عام 2018 وسط أزمة ثقة المستهلك المستمرة. ونمت المبيعات بنسبة 0.8 ٪ على أساس شهري في فبراير – مقارنة مع انخفاض شهري بنسبة 0.2 ٪ في يناير – وكانت التوقعات تشير الى أرتفاع بنسبة 0.4%. وباستثناء المتاجر غير الغذائية ، شهدت جميع قطاعات التجزئة نمواً في فبراير ، وفقاً لمكتب الإحصاءات الوطنية. ومع ذلك ، جاء بعد تراجع بنسبة 0.3 ٪ إلى الانخفاض في النمو الشهري في يناير.

وما يقرب من منتصف الطريق خلال مفاوضات ال Brexit لمدة عامين ، لا يزال اقتصاد المملكة المتحدة عالقا في انخفاض ، متخلفا عن التوسع العالمي الذي أدى إلى نمو قوي بين أقرانه من الاقتصادات المتقدمة. وسجلت المملكة المتحدة أدنى معدل نمو بين اقتصادات مجموعة السبعة المتقدمة في الربع الأخير من العام الماضي. والضغط المستمر المستهلك لفترات طويلة هو السبب الرئيسي. وتسارع التضخم ، جاء مدفوعًا بالانخفاض الحاد في قيمة الجنيه الإسترليني في أعقاب التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2016 ، وقد تجاوز النمو في أجور العمال البريطانيين خلال الاثني عشر شهرًا الماضية ، مما قلل من الطلب في الاقتصاد المحلي.

ولكن في الوقت الذي يسافر فيه المسؤولون البريطانيون إلى بروكسل لوضع اللمسات الأخيرة على صفقة Brexit الانتقالية ، التي يأملون أن تحد من عدم اليقين في العمل المرتبط بمغادرة البلاد من الاتحاد الأوروبي ، هناك دلائل على أن الضغط التضخمي المطول قد بدأ بالتخفيف. فقد أظهرت الأرقام التي نشرت في وقت سابق من هذا الأسبوع أن التضخم ، في حين أنه لا يزال أعلى بكثير من هدف بنك إنجلترا بنسبة 2٪ ، تباطأ بشكل واضح في فبراير ، إلى 2.7٪ ، من 3٪ في الشهر السابق.

كما أدى سوق العمالة البريطاني الضعيف إلى نمو أسرع في الأجور في بداية العام ، مما أدى إلى تخفيف الضغط على محافظ البريطانيين. ويتوقع مسؤولو بنك إنجلترا أن يستمر هذا الاتجاه ، متنبئين بأن حزم الراتب ستنمو بوتيرة أسرع خلال الأشهر المقبلة ، تماماً كما يعود التضخم تدريجياً إلى الهدف. وهذا من شأنه أن يمنح المستهلكين – والاقتصاد – مساحة أكبر للتنفس.

وقد انعكس هذا التوقع الإيجابي في التوقعات الجديدة لرئيس الخزانة في المملكة المتحدة فيليب هاموند في وقت سابق من هذا الشهر ، والتي أظهرت أن النمو في 2018 سيكون أعلى بشكل طفيف مما كان متوقعا في أواخر العام الماضي.