رغم الهدنة المؤقتة التي خففت حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لا تزال توقعات بنك أوف أمريكا سلبية تجاه الدولار الأمريكي، معتبرًا أن الانتعاش الأخير للعملة هو تكتيكي وليس انعكاسًا لتغير هيكلي في الاتجاه. يشير البنك إلى وجود عدة عوامل معاكسة قوية قد تؤثر سلبًا على الدولار خلال المدى المتوسط، مما يثير مخاوف من تراجع مستقبلي في قيمته.
الرسم البيانى المباشر لسعر الدولار الامريكى
وتتمثل هذه العوامل في حالة عدم اليقين المستمرة في السياسات الاقتصادية، حيث من المتوقع أن تعود التوترات التجارية والتقلبات السوقية مع اقتراب انتهاء الإعفاءات الجمركية هذا الصيف. كما يعاني الاقتصاد الأمريكي من تباطؤ واضح مقارنة بفترة ما قبل الحرب التجارية، مع ضعف في الاستثمار وتراجع ثقة الشركات، بالإضافة إلى تقلص فائض الحساب الجاري الذي يحد من تدفقات الاستثمار الضرورية لدعم العملة. في الوقت نفسه، يشهد الدولار الامريكى ضغوطًا إضافية نتيجة إعادة تقييم المستثمرين المؤسسيين لمحافظهم الاستثمارية، مما يؤدي إلى تدفقات خارج الأسواق الأمريكية.
وتزيد حالة عدم اليقين المالي، خصوصًا المتعلقة بسندات الخزانة وتوقعات التضخم، من المخاطر التي تواجه العملة. علاوة على ذلك، تستمر السياسات النقدية الأمريكية في الميل نحو تبني أسعار فائدة منخفضة ودعم دولار أضعف، مما يعزز احتمال انخفاض قيمة الدولار على المدى الطويل. في ضوء هذه المعطيات، يؤكد بنك أوف أمريكا أن القوى الهيكلية التي تواجه الدولار معقدة وقوية، ما ينبئ بمزيد من التقلبات وعدم الاستقرار مع استمرار احتمالية تراجع العملة الأمريكية في الأفق المتوسط.