ضخّ منتجو أوبك+ ما مجموعه 41.559 مليون برميل يوميًا من النفط الخام في يونيو، بزيادة قدرها 349 ألف برميل يوميًا عن مايو، ولكنه أقل من الزيادة الشهرية البالغة 411 ألف برميل يوميًا بموجب خطة التحالف لزيادة الإنتاج. وعموما تشير أرقام الإنتاج هذه، التي أعلنتها أوبك في تقريرها الشهري عن سوق النفط الصادر يوم الثلاثاء، إلى ما كان محللو السوق يتداولونه منذ أسابيع – وهو أن زيادات الإنتاج الشهرية الفعلية بأقل من رقم الحصص الرئيسي، الذي أثار قلق السوق، خوفًا من فائض المعروض عند الإعلان عن زيادات الإنتاج لأول مرة.
وكان قد أرتفع إنتاج أوبك فقط من الدول الـ 12 الأعضاء في الكارتل بمقدار 220 ألف برميل يوميًا في يونيو مقارنةً بمايو، حيث زادت المملكة العربية السعودية إنتاجها بمقدار 173 ألف برميل يوميًا. وبلغ إنتاج السعودية 9.356 مليون برميل يوميًا، وفقًا لأرقام أوبك المستندة إلى مصادر ثانوية تتتبع الإنتاج والإمدادات، وهو ما يتوافق تمامًا مع الحصة السعودية. ولكن في الجدول الذي يتضمن أرقامًا ذاتية، وضعت أوبك علامة نجمية – في خطوة غير مألوفة – بجوار رقم إنتاج السعودية البالغ 9.360 مليون برميل يوميًا، موضحةً أدناه أن “إمدادات السعودية للسوق في يونيو بلغت 9,360 ألف برميل يوميًا، بينما بلغ إنتاجها 9,752 ألف برميل يوميًا”.
ومن المرجح أن يُبدّد هذا التكهنات بشأن إنتاج السعودية وأمتثالها، عقب تقرير أصدرته وكالة الطاقة الدولية الأسبوع الماضي، والذي قدّر أن السعودية رفعت إنتاجها في يونيو بمقدار 700 ألف برميل يوميًا ليصل إلى 9.8 مليون برميل يوميًا – وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من عامين. وأقرّت السعودية بأنها ضخّت النفط فوق حصتها لفترة وجيزة لعدة أيام في يونيو خلال الحرب الإسرائيلية الإيرانية عندما خشيت الأسواق من انقطاع الإمدادات. وتدّعي المملكة أن فائض الإنتاج لم يصل إلى السوق، مشيرةً إلى أن البراميل الإضافية ذهبت إلى التخزين.
وعموما قد يكون هذا سببًا لقيام أوبك بتقييم إنتاج السعودية من خلال التمييز بين “الإمدادات إلى السوق” المتوافقة تمامًا مع حصة أوبك+ وأرقام “الإنتاج” الأعلى بكثير.
كما أظهر تقرير أوبك أن دولة العراق وكازاخستان، الدولتان اللتان تخرقان الحصص بأستمرار، تصرفتا بشكل مختلف تمامًا في يونيو. وشهد العراق، ثاني أكبر منتج في أوبك، ارتفاعًا طفيفًا في الإنتاج على الرغم من الزيادة الكبيرة المستحقة له، إذ يبدو أنه يحاول تعويض فائض الإنتاج السابق. ومع ذلك، تواصل كازاخستان، وهي دولة غير عضو في أوبك، زيادة إنتاجها، وبلغت الزيادة في يونيو 64 ألف برميل يوميًا لتصل إلى 1.847 مليون برميل يوميًا – أي أعلى بكثير من حصتها البالغة 1.5 مليون برميل يوميًا.