مؤخرا ساهم ضعف نشاط المصانع في الصين، وارتفاع سعر الدولار الأمريكي، والتقارير التي تفيد بأن أوبك+ ستزيد إنتاجها في ديسمبر، في انخفاض أسعار النفط الخام، مما دفعها نحو الانخفاض للشهر الثالث على التوالي. وحسب منصات شركات تداول النفط فقد أستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 60.30 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 64.75 دولار للبرميل.
الرسم البيانى المباشر لسعر النفط الخام
سوق النفط ينتظر قرارات الاوبك
وفى هذا الصدد فقد صرح خبراء أسواق السلع بأن سوق النفط يترقب الآن اجتماع أوبك+ هذا الأسبوع ومناقشات سياستها الإنتاجية. وفى نفس الوقت فأن العقوبات الأمريكية على شركات النفط الروسية ترفع بشكل كبير من مخاطر الإمدادات، مما قد يُحفز أوبك+ على الاتفاق على زيادة أخرى في الإنتاج قدرها 137 ألف برميل يوميًا في ديسمبر. ووفقًا لرويترز، سيُضاف إلى ذلك ارتفاع المعروض من خارج أوبك، مما سيُواصل الضغط على أسعار النفط الخام. ونقلت الصحيفة عن بيانات أولية صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تُشير إلى أن إنتاج الخام الأمريكي بلغ 13.6 مليون برميل يوميًا في الأسبوع المنتهي في 24 أكتوبر.
وكان من المفترض أن يُسهم احتمال موافقة الصين على شراء المزيد من الطاقة الأمريكية في ارتفاع الأسعار، ولكن يبدو أن هذا التأثير قد عوضته بيانات تُظهر انكماش نشاط المصانع في الصين في أكتوبر بأكثر من توقعات المحللين، ليصل إلى أدنى مستوى له في ستة أشهر. وبلغت قراءة مؤشر مديري المشتريات لهذا الشهر 49 نقطة، مقابل 49.6 نقطة توقعها الاقتصاديون الذين استطلعت رويترز آراءهم.
عقوبات أمريكية على نفط روسيا
وفيما يتعلق بتأثير العقوبات الأمريكية على تدفقات النفط الخام الروسي وأسعاره، كتب محللو بأنه من الواضح أن حركة الأسعار تُشير إلى أن السوق غير مقتنعة بأننا سنفقد كمية كبيرة من إمدادات النفط الروسية. وقد عزز اجتماع أمس بين الرئيس ترامب والرئيس شي هذا الاعتقاد، حيث يبدو أن تدفقات النفط الروسي إلى الصين ليست جزءًا من المحادثات الأوسع بين الزعيمين.
وعليه فأن تداعيات هذه التطورات مهمة، إذ إن الصين، بصفتها المشتري الوحيد للنفط الروسي، قادرة على زيادة وارداتها إذا بدأت الهند بتقليص مشترياتها تماشيًا مع المطالب الأمريكية.
توقعات فنية لسعر النفط الخام:
عزيزى القارىء وحسب التداولات الاخيرة فقد شهد سعر خام غرب تكساس الوسيط استقرارًا داخل نموذج المثلث الهابط طوال عام 2025، حيث أرتد السعر مؤخرًا عن قاع النموذج عند مستوى الدعم 56.48 دولارًا للبرميل. ويتداول خام غرب تكساس الوسيط حاليًا بالقرب من مستوى 60.15 دولارًا، وقد يستعد لاختبار خط مقاومة المثلث الهابط. ويُظهر نموذج الرسم البياني سلسلة من القمم المنخفضة المرتبطة بخط الاتجاه الهابط، بينما صمدت منطقة 56.00-56.50 دولارًا كأرضية دعم أفقية نسبيًا. وعموما قد يؤدي الارتداد المستمر من المستويات الحالية إلى ارتفاع أسعار النفط الخام لاختبار مقاومة المثلث حول منطقة 65.00-67.00 دولارًا للبرميل، مما قد يُمهد الطريق لمحاولة اختراق. ومن ناحية أخرى، فإن الاختراق دون قاع المثلث ومستوى الدعم الرئيسي عند 56.48 دولارًا للبرميل سيؤكد النمط الهبوطي، وقد يؤدي إلى عمليات بيع متسارعة.
ويبدو أن السعر ثابت فوق المتوسط المتحرك البسيط 100 والذي لا يزال فوق المتوسط المتحرك البسيط 200 مما يؤكد أن المسار الاقوى هو الصعود أو أن مستويات الدعم قد تستمر في الصمود. ومع ذلك، تضيق الفجوة بين المتوسطات المتحركة بشكل ملحوظ، مما يعكس تلاشي الزخم الصعودي واحتمالية حدوث تقاطع هبوطي إذا استمر الاتجاه الهبوطي. وفى نفس الوقت يرتفع مؤشر ستوكاستيك من منطقة ذروة البيع، مما يشير إلى أن البائعين يأخذون قسطًا من الراحة، وأن المشترين قد يستعيدون بعض السيطرة على المدى القريب. ولدى المذبذب مجال للارتفاع قبل الوصول إلى منطقة ذروة الشراء، لذا قد يمتد الارتداد أكثر. ويتجه مؤشر القوة النسبية (RSI) للارتفاع من مستويات أعمق، ولكنه لا يزال أدنى بكثير من نقطة المنتصف، مما يشير إلى أن الضغط الهبوطي لم يتبدد تمامًا بعد.
كتابة :